الخاتمة الثامنة

24.5K 1.6K 87
                                    

#ختامية_آل_الجارحي..
                       #الخاتمة_الثامنة.
(إهداء الفصل للقارئات الغاليات "أشرقت عبد السلام"،" ألاء عبد السلام"، "سما سيد"،" بسملة أحمد"، "سهيلة الشناوي"،"أميرة أيمن"   ، شكرًا جزيلًا على دعمكم المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنكم..بحبكم في الله...قراءة ممتعة 💙)

تصلبت يدها على قميصه الملتصق بجزءه العلوي تأثرًا بقوةٍ تشبثها به، ورعشة يدها تنقل له ما تشعر به في تلك اللحظةٍ، رأسها مطموس أرضًا خجلًا مما فعلته فإلتصقت بظهر ياسين الذي تمكن من الشعور من شهقاتها المكبوتة، فمد يده للخلف يتمسك بيدها ويمرر إبهامه على أصابعها برفقٍ وطبطبة تطمنها بأنه لن يتخلى عنها حتى وإن هددها مسبقًا بأنه لن يساندها أمام عقاب ياسين الجارحي الغاضب.
سُلطت نظراته الثابتة عليهما، والصمت يعتلي ملامحه فخضعت ياسين إليه حينما قال بتوترٍ:
_عمي محصلش حاجة، أنا منعت الصحافين ينشروا أي صورة خاصة بمليكة، وأوعدك إن اللي حصل ده مش هيتكرر تاني.
لم يحيل نظراته عن ابنته المتخفية خلف زوجها، فطال صمته مجددًا ومعه ازداد توتر ياسين المترقب لسماع ما سيقول، فمزق جلباب صمته المهيب حينما قال بهدوءٍ:
_سبني مع بنتي شوية .
ازداد تعلقها به، وكأنها تتوسله بإشارة يدها الأ يتخلى عنها، فظل محله صامدًا أمام ربكة مخالفة أمره، وردد بحرجٍ:
_عمي أرجوك الموضوع بسيط.
بالرغم من وداعة ملامحه الأ أن نبرته حملت بعض الصرامة حينما قال بخشونة:
_إرجع جناحك يا ياسين، متعودتش تعارضني في شيء عشان تعملها دلوقتي.
كانت معركة يغلبها انطباعه لاحترام عصب العائلة، ولو كانت خسائره قلبه المتألم، سيصمد على أمل عشرته لياسين الجارحي الذي لم يلجئ للعنف قط بتربيته الإيجابية لأبناءه، فعاد يشدد بإبهامه على أصابعها وكأنه يبث لها الأمان، وتحرك بخطواته الواسعة لجناحه ويده تنقبض بغضبٍ قاتل للموقف السخيف الذي وضعتهما به، فولج لجناح يخطو ذهابًا وإيابًا دون توقف، فشعر وكأنه على وشك الجنون من فرط تحليه بالصبر لعودتها إليه.

تنحيه عنها جعلها تشعر وأنها عارية دون ستار يحمي جسدها من السقيع القارص، فأدمت وجهها للأرض خجلًا لما فعلته، انقبض قلبه حينما تقدم منها أبيها، فبات لا يفصلهما الكثير، راقبها بنظرةٍ ثابتة ويده موضوعة بجيب سرواله، مازالت تترقب سماع صوته الغاضب لما إرتكبته، فأتاها يلبي إنتظارها حينما ردد بهدوءٍ عاكس توقعاتها:
_بتتحامي في جوزك مني يا مليكة!
رفعت عينيها إليه على استحياءٍ، وتحرر لجام لسانها الثقيل حينما قالت:
_أنا أسفة يا بابا، أنا غلطت وعارفة ده.
فتح ذراعه إليها وضمها إليه بحركةٍ فجأتها، غلبتها عاطفتها لما تعرضت له بداية من وقوع الدعوة بيدها ونهاية من مطاردتها له، فتعلقت به وهي تفرغ ما كبت داخلها من بكاءٍ صداه مسموع، كالطفلة الصغيرة التي تتعلق بأبيها باكية بصوتٍ صاخبٍ، ومع ذلك بقى صامتًا لم يعاتبها بعد بخطيئتها التي تعدت على أحد أبنائه، وليكن منصفًا أقربهما، لا يعلم بمعزة ياسين بقلب ياسين الجارحي سوى رفيقه يحيى، لذا لم يجد لابنه إسمًا يضاهي تلك المعزةٍ سواه، ربت بحنانٍ على ظهرها حتى هدأت تمامًا بعد قرابة العشر دقائق، ولم يبعدها عن ثدره قط الا حينما ابتعدت هي لتزيح دموعها بيدها وهي تستطرد بحرجٍ:
_أنا مكنتش قاصدة أحرج ياسين ولا أحرج حضرتك.
وعبست بطرف حجابها المنسدل بإهمالٍ وهي تخبره:
_وكنت متأكدة إن ياسين مش بيعمل حاجة غلط بس معرفش ليه مشيت وراه!
تثنى له مفهم مغزى حديثها، والمفهوم شمل مضمون خروجها من المنزل وصولًا للحفل، أنصت لها جيدًا والمبشر بصبره خضوعها للخطأ الذي إرتكبته دون أن يكون حازمًا معها، لذا بدى ودودًا يستمع لها حتى أنتهت، فرفعت عينيها إليه تترقب ما سيقول بارتباكٍ، فأشار لها لأقرب مقعدين مجاورين للنافذة الزجاجية العمالقة، جلست قبالته تنصت لما سيخبرها به، فقال ببسمةٍ هادئة:
_الغيرة اللي جواكي دي شيء غريزي في أي ست، بيجي لحظات كتيرة الست بتحس فيها إن جوزها مقصر معاها ومش شايفاها، فبتبتدي تفسر كل تصرفاته بالطريقة اللي تناسب تفكيرها، مثلًا لو اتخانقوا بسبب أي شيء يبقى أكيد عمل كده عشان يخرج من البيت أو عشان أي سبب يرضي العاصفة اللي دايرة جواها، واللي حصل بينك وبين ياسين مكنش له توابع قبل كده، أنتي بنفسك قولتي إنكم مكنتوش متخانقين يبقى كل ده إتخلق جواكِ من العدم!
ابتلعت ريقها بتوترٍ، فاسترسل على نفس الوتيرة:
_الست لازم تكون عاقلة يا مليكة، أولًا ياسين مش الشخص اللي الشيطان خيلك إنه ممكن يكون كده ولا حد من ولاد عمك فيه الطبع ده أنا عارف أنا ربيت أولادي إزاي!
ثانيًا إنتِ باللي عملتيه ده مش بس عرضتي جوزك للإحراج بيه إنتي عرضتي نفسك قبله وده شيء ميلقيش ببنت ياسين الجارحي!

أحفاد الجارحي ..ج5.. ترويض الشرس  ..آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن