الفصل الثاني و العشرين : إفريقيةٌ جميلة ..

211 17 25
                                    

**********

مفتاحُ الفشل هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه

*********
" يمكنني أن أختصر عليكم الطريق و أقول .. مهما عذبتموني لن تحصلوا على المعلومات التي تريدونها.." تكلم الرجل الأربعيني بابتسامة دبلوماسية واثقة و ملامحه كانت هادئة ، لكن جبينه كان يتعرق للأسف يفضح ذعرهُ من الشياطين التي حوله منذ حوالي ساعة بدون قول شيء ..

" حقا؟ أنت مخلصٌ جداً إذاً.." آيلا من تحدثت و هي تضعُ فنجان قهوتها جانباً ، روبرت كان ينظر له يرفع كلا حاجبيه كأنه يستهزئ بثقته المزيفة ..

" ليس لأنني لا أريد ، بل لأن ما في جعبتي لن يفيدكم .. نحنُ مجردُ بيادق تنفذ الأوامر .. لا نناقش معهم خطتهم أو أهدافهم.." واصل حديثه و هو ينظر لروبرت الذي كان هادئاً جداً كعادته ..

إليكم الوضعية ..

آيلا و روبرت كانا يجلسان جنباً إلى جنب في الأريكة الجلدية السوداء في غرفة الجلوس الدافئة ، و في الأريكة الفردية كان يجلسُ رجلٌ من الحكومة الألمانية ، مقابل لهم تماماً و على الطاولة التي أمامه يوجد فنجان قهوة لهُ ..

طبعاً لم يرتشف منه لاعتقاده أنه يمكن أن يحاولوا تسميمه ، لا يعلم أن السم عبارة عن دغدغة أمام ما ينوون فعله له ..

و طبعاً هو كان يظن أنه سيتم نقله لغرفة تعذيب وحشية ، و إذ به في غرفة دافئة على أريكة فخمة و قهوته السادة أمامه تنتظر منه رشفة .. و زعيمُ ألمانيا يجلس بكل هدوء و يحدق به منذ ساعة بدون أي كلمة حتى الآن ..

" ما هي المعلومات التي لن تفيدنا؟ أشعرُ بالفضول.." آيلا من تحدث مجددا ، تجذبُ عينيه لها ، أخذ نفساً يفكر قليلاً قبل أن يقول بهدوءه المزيف ، " ليس الكثير.. أميرةُ روسيا هنا تسعى خلفكِ .. الدعمُ قادمٌ في الأيام القادمة من أجل إسقاطكِ.. و .. إيطاليا هي هدفهم.." .

" هل تعلمُ أن حتى المواطن الألماني البسيط يعلم بهذا؟" سخرتْ آيلا و هي تنهض من مكانها ، ابتلع ريقه حين بدأت تخطو نحوه بوتيرة سريعة ، انحنت على الطاولة مقتربة منه ثم همستْ بنبرة مخيفة "هل تستخفُ بنا لهذه الدرجة؟" .

ظلّ يحدق بها عن قرب دون ردّ .. لم يكن صمته مستفزاً لأن الخوف كان بادٍ عليه و هو يفكُ ربطة عنقه قليلاً كي يتنفس بعمق و هي قريبة منه لهذه الدرجة..

كأنه يدركُ أن اقترابها منه لا يفرق كثيراً عن اقتراب عزرائيل منه ..

" سأقولُ شيئاً.. " تحدث روبرت يجعلها تبتسمُ بنصر ، أبعدتْ فنجانَ القهوة جانباً ليسقط أرضاً دون أن تبعد عينيها عن فريستها ثم جلست على الطاولة مقابلة له و قريبة منه ..

عيونُ الرجلِ انتقلت لروبرت رغم ذعره من الأفعى التي لا تبعد حتى متراً واحداً عنه ، " ليبيا اختيارٌ غبي قليلاً.. " حين قال هذا شحب وجه الرجل و اتسعت عينيه بدهشة واضحة يحدق بروبرت..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 سَّـــفَــاْحــةُ المَـــاْفِـــيَاْ ©حيث تعيش القصص. اكتشف الآن