الفصل الرابع

212 6 0
                                    

جالسة في مكتبها في شركة السيوطي تمسك أوراق إحدى الصفقات تحاول التركيز بها ولكن لا تستطيع، ولن تستطع أبدًا.


حسنًا كيف ستفعل ذلك وهذا المسمى بمديرها يطلبها في مكتبه كل خمس دقائق؟

-چوري، اعمليلي قهوة سادة.
-چوري، هو أنا ماطلبتش أوراق صفقة
مهران الزغلي؟
-چوري تعالي خدي فنجان القهوة واعملي كوباية شاي.
-إيه القرف ده يا چوري؟ جايبالي الشاي سكر زيادة!! أنا طلبت القهوة سادة، يبقى بديهي إن الشاي اللي هشربه كمان هيبقى سادة.
-چوري تعالي غيري البتاع ده واعمليلي
قهوة سادة.. وإنتِ مالك غلط عليا ولا ضغطي يعلى هو إنتِ أمي؟ يلا بسرعة.

لم يبقى سوى القليل وتنهار.. إن كان يتعمد ما يفعل لم يكن ليتقنه بهذه الطريقة.. هو من شرب القهوة وضغطها هي الذي ارتفع.. لا تكاد تجلس على الكرسي إلا ويطلبها.

دقت باب مكتبه ودخلت بعدما أذن لها وقالت بهدوء مغلف بالعصبية: القهوة السادة يا مستر مراد.

وضعت أمامه صينية القهوة والمياه ثم اعتدلت في وقفتها وقالت بعملية: حاجة تانية يا مستر مراد؟

قال بهدوء وهو يطالع أوراق صفقة ما أمامه: لا اتفضلي على شغلك.

كادت أن تخرج لكن أوقفها قائلًا بهدوء: لحظة استني.

التفتت إليه قائلة بنبرة عملية رقيقة: نعم يا مستر مراد؟

قال بنبرة تقريرية: جهزي نفسك عشان عندنا اجتماع في شرم الشيخ وهنقعد تقريبًا يومين هناك.

توترت لوهلة ثم تساءلت: طب ليه أنا أحضر طيب؟ لازم يعني؟

نظر لها باستغراب من توترها، رغم أنها تدعي الثبات لكن قطرات العرق البسيطة المتجمعة على جبينها تكفي لكشف توترها ذاك، قال بعملية بحتة: طبعًا لازم، إنتِ سكرتيرتي ولازم تبقى موجودة معايا خطوة بخطوة وزي ضلي كمان لو تقدري.. غير إنك هتبقي جاية معايا بصفتك سكرتيرتي وبصفتك مترجمة ليا.

قالت باستغراب: طيب سكرتيرتك وفهمناها لكن مترجمتك؟ حضرتك بتتكلم إنجليزي كويس أوي، أحسن مني كمان.

مراد وهو يريح ظهره على كرسيه: أيوة بس ده ما يمنعش إن لازم يكون معايا سكرتيرتي وأنا هناك وكمان شغلنا مش إنجليزي بس، ولا إنتِ شايفة إيه؟

لم ترتاح لنبرته في آخر جملة قالها ولا نظرته أثناء قولها.. لم تفهم نظرته في الحقيقة فقالت وهي تحني رأسها قليلًا باحترام فسقطت غرتها أمام عينيها.

لعشق البعض تميز♡"قيد الكتابة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن