اقتباس 🦋

123 4 0
                                    

اقترب منها ونظراته تشعرها بالذعر وهي تتراجع بخطوات مرتجفة إلى الخلف حتى شهقت عندما ارتطم ظهرها بالحائط، بينما كان يحاصرها بين يديه والحائط،


قرَّب وجهه منها حتى لم يعد بين وجهيهما سوى بضع بوصات وعيناه تلمعان بالضيق الذي أشعله غباءها: أنا مش فاهم إنتِ بتفكري إزاي، ومش حاسس إنك بتفكري بعقلانية نهائي لإني مش شايف أي مبرر لطلبك ده، فأنا بنصحك تفكري بعقل شوية يا وردتي.

قال جملته الأخيرة بينما تعيد يده خصلات شعرها خلف أذنها ويبتسم في ضيق.

ابتلعت لعابها وهي تشعر بالتوتر والخوف، كل ما بدر منها هو صوتها المتوتر قليلًا: ده.. كان مجرد طلب.. ولو سمحت يا مراد ابعد شوية.

اقترب أكثر، متظاهرًا بعدم الفهم: أبعد إزاي، مش فاهم؟

نظرت إليه چوري بخوف، ورنّت أجراس الإنذار في ذهنها بأنها لن تخرج من هنا بسلام، رفعت يديها محاولةً دفعه بعيدًا عنها، ولو بخطوة واحدة.

بينما عندما وضعت يديها على صدره شعر وكأن صدمة كهربائية وضعت عليه، لا يعلم لماذا شعر بهذه الطريقة من هذه اللمسة العفوية غير العادية.

أمسك يديها الاثنتين وثبتهما فوق رأسها على الحائط بيد واحدة، بينما اتسعت عيناها بصدمة عندما رأت كل هذا الإقتراب.. نظر إليها وهو يحاول تنظيم ضربات قلبه التي لم يكن يعلم سبب إضطرابها لهذه الدرجة.

قالت چوري بنبرة مرتجفة، على عكس نبرتها الحازمة قبل بضع دقائق.: مم.. مراد..لو سمحت ابعد.

نظر إليها مراد بحدة، وهو يعلم أنه إذا استمر على هذا النحو، فقد يحدث شيء سيء، وهو لا يريد ذلك على الإطلاق.

ابتعد عنها بهدوء وقال بلهجة مقتضبة: أنا هبعد بس ما أوعدكيش إني هبعد كتير، ياريت تتعاملي وتفكري بعقل إنسانة ناضجة، متعلمة برة يا چوري، والكلمة اللي إنتِ قولتيها دي مش هتتعدى كده.

نظر إليها بنظرة سريعة متفحصة وهو يقول الجملة الأخيرة.. نظرت إليه وأومأت برأسها إيجابًا بتوتر.

غادر غرفتها، وصفع الباب خلفه بغضب، تاركًا وراءه تلك الفتاة المسكينة، وقلبها ساقطًا في قدميها من الخوف، تعض أصابعها ندمًا على كلماتها المتهورة غير المبالية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دمتم في رعاية الله♡⁩

لعشق البعض تميز♡"قيد الكتابة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن