في الصباح تشرق الشمس مُطلقةً ألسنتها الذهبية الدافئة مُفتتحةً صبح يوم جديد وبداية جديدة في حياة البعض، تبدأ الحياة بقلب موازينها بشكل أو بآخر، وما نعلمه أن ما من أحد يعلم ما الذي تخبئه لنا الأيام.
ولكن الأهم هو معرفة أن كل ما يحدث يجب الرضا به فهو نافذ سواء شئنا، أم أبينا.
في منزل آل السيوطي:
يستيقظ أحدهم من نومه معتدلًا على الفراش وهو يفرك وجهه مزيحًا آثار النوم عنه ثم قام متجهًا إلى المرحاض الملحق بغرفة نومه راغبًا أن يستحم ويتجهز قبل الذهاب لمقر عمله "شركة السيوطي للحديد والصلب".
خرج من الحمام وهو يجفف خصلاته ثم فرش سجادة الصلاة وصلى فرضه بخشوع ثم انتقى احدى حلاته وارتداها، ونمَّق خصلاته ورش بضع رشات من عطره ثم توجه للطابق السفلي.
_صباح العسل، إيه الجمال ده كله، ربنا يحميك ويحرسك من العين يا حبيبي يارب.
كان ذلك الصوت الدافئ الحاني صوت كريمة والدته التي ما يكون دائمًا وجهها بشوشًا حانيًا.
ابتسم مراد وهو يتجه لها: صباح النور يا حبيبتي.
قبَّل رأس والدته وألقى عليها تحية الصباح ككل يوم؛ فلا يمكنه الذهاب لعمله أو الخروج من البيت دون رؤيتها والاطمئنان عليها.. كذلك يُفضل أيضًا رؤية أخويه الـ"شياطين" قبل الخروج من المنزل.
أخويه الذان كَبُر سنهما ونضجا لكن عندما يتجمعان معًا يمكننا توقع وقوع جميع أنواع الحوادث والإصابات؛ فهُما طفلان مشاغبان في جسدين بالغين.
كريمة وهي تعقد ما بين حاجبيها بتساؤل: إيه يا حبيبي مش هتفطر معانا؟
مراد باستعجال: لا يا حبيبتي هروح الشغل أنا عشان متأخرش.
_ إيه الحلاوة دي كلها يا مرادي، رايح تقابل واحدة على الصبح ولا إيه؟
التفت مراد ووالدته لصاحبة ذلك الصوت وابتسم بغيظ ثم صفعها بخفة على رقبتها من الخلف حينما وقفت جواره.
ثم قال مُغتاظًا: لا رايح الشغل يا أم لسان طويل، وياريت نتلم شوية هاا.
أمل بتألم طفيف: إيه يا عم مراد ما تخف إيدك مش كده، وبعدين ما إنت اللي متشيك ولا كأنه فرحك النهاردة زي كل يوم يعني، أنا مالي بقى.
كريمة بضيق طفيف: بنت، عيـب، إيه عم مراد دي؟ أنا مش قلتلك مراد أخوكي الكبير تحترميه، اسمه أبيه مراد سامعة ولا لأ؟
تنهد مراد قائلًا بحنو وهو يحيط كتفي أخته بذراعه: خلاص يا ست الكل ما جراش حاجة ما إنتِ عارفة أمل لا حياة لمن تنادي، وبعدين عادي سيبيها هي عارفة أولها فين وآخرها فين فما تقلقيش يعني.
نظرت له أمل قائلة بانزعاج: إيه أولها فين وآخرها فين دي كمان يا مراد؟ على فكره أنا ليا كل الحقوق في الكلام والهزار معاك، إنت حيالله أكبر مني بـ 8 سنين.
أنت تقرأ
ولعشق البعض تميز♡..."قيد الكتابة"
Rastgeleقال مراد وهو يجلس بجانب تلك التي تستلقى على الفراش تلعب بهاتفها وتقريبًا نسته: چوري. ردت بملل وهي لا تزال تحدق في الهاتف: نعم. سحب مراد الهاتف من يدها ووضع يده الأخرى على خصرها، مانعًا أناملها من الوصول إلى الهاتف. هتفت چوري بغيظ: مراد، هات الموبايل...
