في أثناء صعود السيدة هاجر على منصة الشهود وانشغالها بالتعهد لقول الحقيقة، دخل مناف إلى قاعة المحكمة بخطوات خفيفة ليجلس بجانب بدر، وكان ينظر بقلق اتجاه سلطان الذي كان يهز قدمه بتوتر وهو ينظر إلى هاجر التي كانت تبتسم بخفة.
مناف:( مالذي فاتني؟)
بدر:( ليس الكثير، فقط طعن بمصداقية الإتهامات الموجهة ضد جمال بانوس، وبين حقيقة إن الجنين الكامن في بطن والدته كان ما يزال على قيد الحياة، بالإضافة إلى إنه شكك في الحكومة سابقًا)
مناف:( ماذا؟ شكك بهم؟ أيريد خسارة هذه القضية وأن يتم القبض عليه؟)
بدر:( لا أعلم، ولكن أشعر بإن هنالك خطة في ذهنه)
مناف:( آه صحيح هل أعطيته تلك الأوراق التي أخبرتك انه يريدها؟)
بدر:( فعلت، وسيستخدمها الأن، ولكن أخبرني ماذا طلب منك؟)
مناف:( لم يخبرني فقط طلب مني القدوم إلى هنا)
بدر:( لنتمنى له الحظ الموفق الأن)
مناف:( نعم صحيح)
بعد أن تعهدت هاجر بقول الحقيقة جلست على المقعد وطلب القاضي من سلطان بإن يبدأ في طرح الاسئلة، ولكن تردد سلطان قليلًا وهو ينظر إلى السيدة هاجر، كان خائفًا من أن تلك الأوراق كاذبة وأن ماسيردفه الأن ليس له علاقة بالصحة، إلا أن صوت ذلك الشخص بث في روحه الشجاعة.
:( كل ما تفكر به وما ستردفه صحيح لذا اذهب واثبت براءة هذا الرجل، لا عليك أنت ستربح هذه القضية، وكما أخبرتك أنا هنا بجانبك وسأبقى كذلك)
توجه سلطان بخطوات ثابتة بينما كانت الابتسامة ملاصقة لشفتيه، ولم يكن ذلك بسبب مجاملته للسيدة هاجر، بل كانت بسبب تلك الكلمات التي أردفها ذلك الشخص، الشعور الذي اجتاحه عندما شعر بإن هنالك شخص يؤمن ويثق بقدراته، أعطاه دفعة تحفيز وثقة بالنفس لا تظاهى.
سلطان:( أهلًا سيدة هاجر، كيف حالك؟)
هاجر:( بخير حال يا بني)
سلطان:( سيدة هاجر، متى تعرفتي على السيد بانوس وزوجته؟)
هاجر:( منذ ان انتقلا إلى شقتهما)
سلطان:( أي منذ أن أصبحتم جيرانًا؟)
هاجر:( نعم صحيح)
سلطان:( كيف كانت علاقة السيد بانوس بزوجته؟)
هاجر:( وطيدة إلى حدٍ كبير، يوجد بها بعض التفهم والرومنسية)
سلطان:( تخلو من المشاكل؟)
ترددت هاجر قليلًا بينما تنظر إلى المدعي العام بقلق:( أعتقــ..ـد ذلـ..ـك)
سلطان:( أعتذر سيدة هاجر ولكن هذه ليست الإجابة المطلوبة)
أنت تقرأ
ملاذ
General Fictionفي هذه القصة تم اقتباس بعض القضايا من أفلام وكتب قد قرأتها. ... كنت أحاول حمايته. كنت احاول أن أظهر له الحب الذي قد حُرم منه منذ طفولته. كان هو سبيلي الوحيد لأنتشل من عالم الوحدة والحزن إلى عالم السعادة والسرور. لم أكن أتخيل قط بإنني سأقع في حب بشر...