9

129 12 15
                                    

فتح عيناه بخفة لتعتاد على أشعة الشمس التي تتسلل من النافذة، نهض بخفة من السرير بينما يأن بخفة ليتوجه إلى دورة المياه بينما ما يزال يحاول إدراك ما قد حدث في الليلة الماضية، فكل ما يتذكره هو صرخات عبدالله المتكررة وهروبه من منزله، وقد ترك صورة شكله المرعوب مطبوعة في عقل سلطان، الذي يحاول أن يجد التفسير الذي من خلاله يمكن أن يرجع صديقه عبدالله إليه من دون أن تتعرض علاقتهما لأي تغير غير محبذ لقلبه.

كان الآخر يراقب تحركات صغيره البطيئة الناتجة عن التعب الشديد، كان يتحدث بخفة معه ليحاول إرجاعه لعالم الواقع في كل مره يهيم فكر سلطان بها، كان يريد أن يخبره بما قد حدث بينه وبين عبدالله في الليلة ا لماضية، ولكنه لا يستطيع إذ لا يريد أن يعترف لسلطان بإنه قد مكث بالوعد وتحدث مع أحد اصدقائه بعد أن أعطاه أمر صريح مباشر بعدم فعل ذلك.

ولكن في كل مره يفكر بالأمر كان يرى بإن سلطان متشبث به بشدة، لذا لن يشكل خطر على علاقتهما إن أردف عما قام به في الليلة الماضية، إلا أنه ليس دقيق بتلك المعلومة بعد، هل حقًا سلطان متعلق به بشدة؟ هل بادله تلك المشاعر؟ أم هو مجرد شعوره بالذنب بعد أن علم بإنه كان يخاف من شكل آشماداي لذلك لم يظهر أمامه إلا بعد أن أذن له الآخر؟ كانت تلك الأفكار تنهش في عقل آشمادي وقلبه.

لا يريد أن يبتعد عن صغيره، ولكنه لا يريد أن يخفي عنه حقيقة ما أو معلومة حتى لا تأتي من شخص آخر ويزيد من شدة سوء موقفه أمام سلطان، تنفس الصعداء وقرر إرداف ما يجول برأسه جرعة واحدة ولكن دون أن يلقي نظرة على وجه صغيره، فنظرات اللوم ستجعله يشعر بتأنيب الضمير على مدار سنين طويلة.

كان سلطان قد أعد له الفطور بالفعل، وحاول أن يثبت نفسه انفعاليًا بسبب قدوم أصدقائه إليه بعد ساعات قليلة ليتوجه كل منهم إلى مسرح جريمة تلك القضية (فتاة البحيرة)، ظن آشماداي بإن ذلك ليس بالوقت المناسب لأن يردف بتلك الحقيقة إلا أن سلطان قد لاحظ التوتر الذي كان يستحوذ على الآخر.

سلطان:( ماذا بك يا آشماداي؟ هل أنت بخير؟ هل تعاني من خطب ما؟)

آشمادي:( ليس كذلك يا عزيزي، ولكن أفكر بإن أعترف بإمر قد قمت به)

سلطان:( ما هو؟)

آشماداي:( أمر ما قد أمرتني أن لا أقوم به، ولكني خالفت أوامرك وفعلتها بينما أنت تغط في نوم عميق)

سلطان:( ماذا فعلت؟)

آشمادي:( لم أرغب بإخبارك عن تلك الحقيقة حتى لا أسبب بفجوة ضخمة بيننا!)

أردف سلطان بنفاذ صبر:( آشماداي أخبرني ماذا فعلت؟)

أكمل آشماداي غير آبه لنفاذ صبر الآخر:( فبالكاد صغيري سلطان تقبل وجودي بجانبه، قد تقبل كلماتي وضحكاتي وغزلي المتكرر له، وربما قد قبل بحبي المستميت له، سلطان أنت الحبل الوحيد الذي أتشبث به، فأنا جان لا أملك شيء سوى السحر والقوى ولا شيء آخر، لا أملك أصدقاء أو عائلة أو عشيق أو عشيقة، لا أملك شيئًا! أنت كل ما أملك يا سلطان، لقد أصبحت جزء من حياتي وليست حياتي فقط بل قلبي ايضًا وعقلي، أنت نصفي الآخر.)

ملاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن