الفصل 0 (بداية غامضة)

146 14 36
                                    

"هل سبَقَ و سَمِعْتَ عن'الدماءِ المشْؤومة'؟" 

هل تحُب السوداوِية؟ إلى أيِّ حدٍّ تحبها؟ 

لا أنصَحُكَ بالقراءةِ إن كنتَ رقيقًا

أحبَبتُ تحذيركَ قبلَ الدخولِ لعالَمٍ سيأْسرُ مشاعِرك و يلعب بها.
هل ستتابع؟

تذكر أني حذرْتك.

---------------------------------------------

المقدمة

في أحد أيام الشتاء، عامَ 1892...
علا صراخٌ شَديد لامرأة في حَيٍّ فقير....

الصراخُ أفزعَ الصبيَّ الذي في ذلكَ المنزِل حيْثُ أغلقَ أذنيْهِ 'لقد وصلا' نزلَ من الأريكةِ من فَوْرهِ ليَرْكُضَ إلى السّلالمِ و يصْعَد إلى الأعلى ليَدخُلَ و يُغلقَ باب غرفتِهِ على نفسهِ،
لِما لَمْ يتعثرْ رغمَ أنهُ في السابعةِ من عُمرِه؟ لأنه اعتادَ.. و فَهِمَ أنَّهُ إن لَم يُسرِع بِخُطًا ثابتةٍ فسيلقى مَصيرَه.

حيثُ أن والداهُ عادا إلى المنزلِ في حالةِ سِكرٍ شديد و سبب الصراخ هو قطة سوداء قَفزَت عَلَيْهما
لِتتسابقَ خُطواتهما إلى الأعلى
لقد سَمِعَ الفتى تلك الخطوات تعلوا شيئًا فشيئًا و كأنّها نذير شُؤم. 

في كلِّ خطوةٍ كان يخبِّئُ نفسَهُ أكثر، يُكَوِّرُ نفسهُ ملاصقًا الجدار، يدعو أن لا يأْتِيا، لكن الأصوات أبًتْ أن تتوَقف بل و تعالَتْ أكثر.

فَتحا بابَ الغرفةِ بقوة، الرجل الذي كان في حالة يرثى لها دخَل قبل المرأة ...كِلَيْهما قذرٌ بِمَلابسَ مُمَزقةٍ و رائحةُ الدخانِ تفوحُ منهما.

يَنظُران إلى أرْجاء الغرفَة بأعْيْنِ مشتَعلةٍ لكن لم يجدا ضَحِيَّتهما.
و فجأةً سخطَ الرجلُ و بقبضِه لزُجاجةِ النبيذِ ارْجحها بعُنفٍ في رأس زوجته ليعلو صراخها حتى  سقطت و فقدت الوعي...

كانً المشهدُ مُهيبًا حتى أن الفتى من الصدمة اخرج صوتَا صغيرًا لفت نظر الأب إلى الدولاب أمامَه رغمَ أن الصَّغيرَ حبسَ أنفاسَه بيَدَيْه الصغيرَتَيْن لكن هذا ما أرادهُ الرجل "أوه صغيري" أصدر ضحكتًا المتكلفةً فلقد وجَدَ لعبَته و الفتى الصغير في الدولاب ارتجفَ أكثر ليضم رجلَيْه إليه برعب.

الرجل فتح باب الدولاب بقوة ليبتسم بهدوء "أيها الوغد الصغير تعال" لم ينظر إليه الصغير حتى، فلقد أمسكه الرجل بقوة و رفعه سعيدًا برجفته ليس و كأنّهُ ابنه حتى!.

بدأ الطفل الصغير يرتجف أكثر، ينظر حولهُ برعب، أراد أيَّ شيء أيَّ شيءٍ قد يساعِده لكنه تجمد لرؤيته جسد المرأة التي تكون أمه ممددةً على الأرض و السّائل الأحمر يسيلُ من فُجِّ رأسِها.

حُبست أنفاس الصغير و لم يستطع النطق بشيء، هذا كانَ كافِيًا له لفقد حواسًه بقي فقط ينظر بين الجثة و الرجل بأعين مُلِئَت بالخوف و الرعب.

لقد مرَّ الوقت و حلَّ الليل كانَت الساعة العاشرة تحديدًا حين خرجَ الرجُل من ذلكَ المنزل بعدما ترك جرائِمَهُ القذرة خلْفَه.
جسد المرأة أزاحَه للممر، الجثةٌ ذات شقٍ واضحٍ في رأسها لا يزال ينزف دمًا ممزوجًا بالسائل الدماغيِّ الأبيض، و في داخل الغرفة الفَتى الصّغير ... ثيابُه المُمزقةِ توضّح كمية الجراح التي غلّفتْه و كل جرح منها ينزف أسوأ من الآخر و قد يفارِق الحياةَ قريبًا. 

كان بإمكان السكير جلد الصبي فقط لكنه أبى إلا و أن يملأهُ بالجراح العميقَه، فقط كل ذلك لأجل لاشيء... هذا هو تعريف السُكَارى لكلمة متعة.

لم تمرَ سوى أيام حتى أتَتْ الشرطة ؛ بسبب شكوى الجيران من رائحَةٍ عفنَةٍ في الأرْجاءِ ، لم يكُن هناك معْنى لِلْجيران في الحَيْ، فالجميع هنا يسير على نهجِ هذا لا يعنيني أنا لن أتدخل به.

داهمة الشرطة المنزل، و لم تلْبَث دقائق لتجد المنظرَ المُقزّزَ أمامهم ، جثةُ المرأةِ نوعا ما تعذر التعرف عليها ؛ فتلك الديدان التي تجمعت على حشوةِ رأسها غطت الكثير، مع باقي الأجزاء كالعَيْنَيْن فأضحت فجوةَ دماءٍ خالية ،كان المنظر يحمل المعنى الحرفي لقذارةِ المكانِ، فالديدان و الطفليات القوارت لا تتجمع بهذه السرعة على الجثثِ كان الوضع مقَززًا.

"فظيع، مقرف" نطق شرطيان بقرف لكن ضابط الشرطة تقدمهما "لا تكونا أحمقيْن ،كشرطة هذه المشاهد عليكما أن تعتاداها" ركعَ نحوَ الجثةِ لفحصها سريريًا لكنَّه تنهدَ بعد دقائقَ فقط و وقف "لن نحتاج لاستدعاء الطبيب الشرعي"  نظرَ لشرطِيَيْنِ خلفه "احضرا اللوازم لنقل الجثةِ و خذوها لتشّريح فوْرًا"

نزلَ على ركبتهِ يلتقط زجاجةَ النببيذِ المكسورةَ "سأكتبُ التّقرير، لذا لا تنسيا أخذها لمطابقة نتائجِ الفحص" قالها ليضعَ الزجاجةَ في كيس و أما الشرطيانِ خلفهُ من الواضحِ الآن أنهما متدربيْنِ أو حديثا عمل، أومآ و شَرعا في تنْفيذِ الأوامر.

فجأةً همهمةٌ بسيطةٌ خرجتْ من الضابطِ "ما؟" أمالَ رأسهُ و رمشَ ليَدْخُلَ إلى الغرفةِ فكانَ منظَرُ الغُرفةِ أثارَ فضولهُ و التساؤلات تدفقتْ في ذِهنهِ ، كيف وصلَتْ دماءُ المرأة إلى الدولاب؟ هل هذا معْقول؟ أيضًا المسافةُ بينَ الجثَّةِ و الدولابِ بعيدةٌ نوعًا ما...

بقيَ اللُّغزُ في ذهْنهِ حينما أيقظهُ صوت المستَجديْنِ لينهوا عملهم و يغادروا المكان.

أسطورة دماء كلارس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن