عندما عاد ألكساندر وجدَ كاترينا تُريح رأسها على الطاوِلة ليبتَسِم و يقترِب بهدوء كالعادة "أتيْت" لمسَ كتفها "لقد تأخرت كثيرًا" تحدَثَت و هو تفاجأ في العادة هي تخاف لكنها لم تضرِبه بالخِنجر هذه المرة.
"ماذا هناك ألكساندر؟" التَفت نحوه و هو ضحِك كالمجبَر حتى لا تتضحَ أفكاره مع ذلك تغيَّر وضعه بسرعة لابتسامة هادئة "أنا آسف فقط" قاطعته بضحكة مفاجئة غزتها "لابأس لابأس لا حاجة للأعذار اجلس لنكمل" طلبت منه و هو هدأ ليأخذ كرسيَّه قربها راميًا بخفة كُل ما أمامَ كاترينا من أوراق جانبًا ليضعَ جهازه اللوحي "كل ما طلبتِه هنا" جلسَ و أكمل "خريطة مرافق المدرسة و الساحة و المعدات أحصيتها جميعًا".
تحققَت من كل ما قاله بفضول لقد كان دقيقًا حتى بالميليمترات بل و أعدَّ ملفًا لكل شيء على حدة، ابتسمَت بهدوء على البيانات ففي العادة هيَ تجمع كل ما تريد بنفسها لأنها لا تثِق بأحد و حتى و إن طلبَت منهم خدمة فهم دائمًا ما يحضِرون ما تريدُه ناقصًا عكسَ ألكساندر الذي اهتمَّ بأدق التفاصيل "شكرًا لك ألكساندر".
نظرَ لها بهدوء لكنَّه لم يتفاجأ "من الجيد أن جُهدي أرضاك" ابتسم برضى و هي أعادَت نظرها نحو اللوح و بدأت تشرَح له عن خطَّتها الجديدة "ملعب؟" سألَ لأن مساحة البناء كبيرة و هي نفَت "لا، حلبة تزلج".
"تزلج؟ حقًا!؟" كل ما في الأمر أن حلبات التزلج على الجليد منتشِرة في الشمال بسبب برودة الجو لكن العاصمة منطِقة حارة صيْفًا و معتدِلة شتاءً هل سيَنجَح الأمر "هل أنتِ متأكدة؟ هذه مجازفة لما سنحتاجُه من توربينات تبريد عالية الجودة" حذرها لكنها ابتسمَت "بالتأكيد أنا جادة اسمع".
"الشمال باردة لذا هم يعرفون أكثر عن رياضة التزلج و يمارسونها سنوِيًا على عكس العاصمة و هذا سيكون أول عامِل جذب فهم يذهبون إلى الشمال لأجل تزلج أمّا خطتي ستوفر علَيْهم مشقة السفر و هناك شيء آخر" ابتسمَت بهدوء لتكمل "المستثمرين" نطَقت ليتفاجأ ألكساندر من تفكيرها "مستثمرين؟ هذا رائع حقًا بدل تضييع أموالِنا لتشغيلها يمكن لمن يحجِز الدفع" شرح ما فَهِمه و هي أومأت إيجابًا "صحيح ثم لأنها رياضة جديدة سيتسابَق الكِبار لحجزِ الحلبة و إقامة مسابقات عالميَّة لكسب المال و بالطبع لدينا أفضل موقع! منتصف العالم تمامًا!" انهت كلامها مشتعِلة من الحماس.
نظرَت له تريد التحقق هل هو متحمِس أم أنها تبالغ و تمنَّت أنها لم تفعل فهو كان ينظُر إليها بهدوء "ماذا؟" سألَت و هو نفى "لا لاشيء، لكن كنت أفكر ماذا عنا؟ و كم سيأخذ هذا من الوقت؟".
لم تفْهم سؤاله تمامًا لكنها أجابَت "ربما يستغرق بناؤه ما يقارب نصف سنة إذا لم تساعِدنا الحكومة" بدَت و كأنها لا تأبه للمدة أما ألكساندر فقد رمش "هذا مدة طويلة" كاد أن يكمِل لولا رنين هاتفِه ليخرِجه و كان المتصِل رقمًا غريبًا "لا ترد" نطقَت كاترينا لكنَّه ضحك "لست طفلًا" ردَّ علَيْه بلا تردد.
أنت تقرأ
أسطورة دماء كلارس
Actionفي كُلِّ العُصورِ وَ الأَزْمِنَة. تَكونُ هُناكَ أَساطيرٌ يَرْويها الأَجْداد، وَ تَتَوارَثُها الأَجْيال. وَ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الأَساطير وُجِدَتْ أُسْطورَةُ الدِماءُ المَشْؤومَة. دماء كلارس، وَ الّتي سَتَكونُ حِكايَتَنا داخل هذا الكتاب. رَجُلٌ و...