لمْ يكن يُسمع سوى الصراخ من غرفَة سوداء جُدرانها من حديد، ليتقَدمَ شاب بشعرٍ أحمر مال لسوادِ بسبب ظُلمَة المكان، ثم يقوم برَفع حنكِ الفتى الذي يتم تعذيبُه أمامَه باستعمالِ السوط "من أرسلَك؟" سألَ و الفتى نفى لا يريد الإجابة ليصرُخ بألمٍ بعدَ أن غرَس الشاب خنجَرًا في قدمه.
"لا تقلق لستُ شَخصًا يستَمتِع بتعذيب البشر لديَ قلبٌ رحيم" تحدثَ واقِفًا ليرفَع رأسَ الفتى المتَألِّم نحوه "ألا تزال مصِرًا على كِتمان؟" سألَ مجددًا و هو يعصِر وجهه لكن من الواضِح أن الفتى مُصر على الصمت ليمسِك برأس الفتى و يركُلَه بقدمِه و صادَف هذا صوتُ رصاصةٍ اخترقَت منتصفَ جبينِ الفتى ليسقطِ ميْتًا.
"أيها الرحيم كم مرة أخبرتُك أن لا تستَمتِع بتعذيب الجِرذان" أشعلَ الرجل القادم الأضواء لتتَبيَّن ملامح الشاب فبدى في أواخر العشرينيات بجسد صلب القوام معتدِل البُنية بشعرٍ أحمر قاني و عينان من الزمردِ الأخضر و أما الأطول كان ببزةٍ رسميَّة سوداء أخفَت بُنيَته الجسدِية مع فيدورا سوداء بعينان بنيةٍ كخشبِ العودِ حادة و شعرٍ أسودَ كالفحم حيث اقترب من الشاب و ربتَ على كتفَه "الحثالة لا يستَحِقونَ أن تخسَر إنسانيَّتك علَيْهم آدم".
"شكرًا مع ذلك كانَ عليكَ منحي فرصةَ قتلِه" تحدث آدم ليتنَهد رينارتو "أحمق أحضرتَ هذا الجرذ و عذبتَه دونَ إخباري، هل تظنُّ حقًا أني سأسمح لك بذلك؟" عاتَب ثم سأل "ماذا فعل؟".
أخذَ آدم وقتًا حتى فتحَ فاه و أجاب "ضربَ كاترينا مسقطنَّها من السطح الجيد أنها بخير" بعدَ إجابتِه مباشَرة سحبَ رينارتو يدَه من كتف آدم مُدخِلنَّها في جيبِه مخرِجًا سيجارة "هل يمكننا إعادة إحياء الموتى؟" عيناه و ملامحه و الجو حولَه كانَ خانِقًا فجأة حتى آدم تراجَع "أين اختفت محاضرَتك الآن!؟" صرحَ بسخرية و رينارتو أجابَ ببرود كالثلج "حبيبتي استثناء".
هذا كان الليلة الماضية أما في الصباح كان أوليفار في مكتبِه يجري اتصالاتِه.
"أجل سيد جيمس لا تقلق عليها و شكرا لك على كل شيء" أغلق أوليفار هاتِف المكتَب و تحدث سيدريك الذي كان جالِسًا على الأريكة "هذا جيد مع أني تفاجأت حقًا باستعمالكم عمي للاستثمار" ضحك ليضيفَ أوليفار "أليسَ أنا من علَيه أن يتفاجَأ أنه عمك و كاترينا هي فتاته المدللة؟ رغم هذا فهو منطقي فكيف التقت به كاترينا إلا بمصاحَبتِك".
"على أي حال ستكون مدينًا لي" استغلَّ سيدريك الفرصة ليسألَ أوليفار عن بعض الأمورِ التي يشك بها و لكن حالِيًا هو يوقِع أعمالَ كاترينا رجلًا على رجل بينما ينتظِران ألكساندر ليذهبوا لزيارتِها.
"تأخر الأنيق كثيرًا ألستما في نفس المنزل!؟" سألَ سيدريك و قد فرغَ صبره ليهز أوليفار كتِفيه "الأمر معقد" لم يجب بشكِل كافٍ ليغضبَ سيدريك لكنَّ دخولَ ألكساندر المفاجِئ شدَّهما و ما حقًا شدَّهما هو أنه يرتدي سترة بيضاء جلدية ببعض الخطوط السوداء على الجانبين و جيوب مع تسريحَة نصفَ مرفوعة.
أنت تقرأ
أسطورة دماء كلارس
Aksiفي كُلِّ العُصورِ وَ الأَزْمِنَة. تَكونُ هُناكَ أَساطيرٌ يَرْويها الأَجْداد، وَ تَتَوارَثُها الأَجْيال. وَ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الأَساطير وُجِدَتْ أُسْطورَةُ الدِماءُ المَشْؤومَة. دماء كلارس، وَ الّتي سَتَكونُ حِكايَتَنا داخل هذا الكتاب. رَجُلٌ و...