في تلك اللّيلة عندما وصل أوليفار إلى منزلِهِ -قصر أجمل من كونِهِ منزلًا- دخلَ و نادَ والداه بصوْتٍ متوسط لكن لم يُجِبْهُ أحد.
"هل غادرا؟ و أين ألكس" تقدّمَ نحوَ المجلس و رأى والدتَه التي ابتسمَتْ له "أهلا بعودتك أولي.... أين ألكسي؟" سألتهُ و كانَت والِدتَه طويلة القامةِ بشوشَةُ الوجْهِ.
"أمي" ابتسمَ لكن سرْعانَ ما تنهدْ "يبدو أنه ذهب إلى منزله" أجابها و هيَ رفعتْ كفها ملاصقًا خدها "كان عليه القدوم لتناول العشاء على الأقل" إنه ولدها و هي قلقَة علَيْه لكنّ ألكساندر دائمًا ما يعيش وحدَه.
"لابأس أمي... إنه متعب لذلك لم يمُرّ علَيك" لن يذهَب لاحْضارِه فهوَ يعرف سبب عزلَة ألكساندر عنهم لذا اتجَهَ إلى غرفة الطعام بما أن العشاء جاهز و تبعتهُ والدَتهُ بهدوء.
"هل ستغادرين؟" سأل أوليفار بعد وقتٍ من العشاء، لتجيبَهُ والِدَتُهُ بإيماءٍ صغير "أجل بعد دقائق فقط، لكن هل ستبقى وحدك أو أنتظرك لتجهَز؟" سألتْه بقلق.
"همم" اطلقَ همهمةً نافيًا "لا، لاتقلقي سأذهب إلى ألكساندر كالعادة و أحضرهُ إلى هنا لذا سأكون بخير" طمأنها فوالدته ستسافرُ لأجل عملها.
مع أنّ والدَيْ أوليفار ليْسا سِوى مُحامِيَيْن إلا أنّ القضايا اللاتي يُكَلّفانِ بها غريبةٌ جدًا مثل •وزير الدفاع المدني يريد الزواجَ من ابنة وزير الاقتصاد و الشؤون الماديّة•
مَضتْ دقائق قبل أن تغادرَ والدتهُ المنزلَ بسيارتها "حافظ على صحتك و اعتني بألكساندر" أوْصَتْهُ لتُحرك سيارتها و تغادر.
"أراك قريبًا" ودعها بضِحكة لكَلامها، كانَ يتابِع سيارتها حتى اختفَت، إنهُ يشعرُ بالسّعادةِ و امتنان حقًا؛ لأن والدتهُ لا تمانع وجود ألكس بل و تحبُ أن يكون بينهُم و تعاملُه كإبنها الثاني.
ألكساندر و رغْمَ أن أوليفار دائمًا يطْلُبُ منهُ أن يسْكُنَ معهم أو على الأقل يأْخذُ سكنًا من عائلَة آرمس، إلا أنّ العنيد رفَض و فضّل العَيْش على حسابِ ذاتهِ حيثُ الآن هو يعيشُ في منزلٍ متواضعٍ جدًا.
تنَهد الأشقر بقلةِ حيلةٍ أمامَ بابِ منزل صديقهِ "ألكس" ناداهُ و طرق الباب ليبقى مدةً تقاربُ الثلاثَ دقائق حتى غضبَ و فتح الباب ليدخل عُنْوة "أنا أعرف أنك لم تنم بعد" دخلَ و أغلق الباب خلفه.
"إذا كنت تعرف أني لم أنم لما لم تدخل و حسب بدل الوقوف هناك؟" تقدمَ ألكس خارجًا من المطبخ يَحملُ كأسَ حليب دافِئ "بابي مفتوح دائمًا كما تعلم".
"و هنا المشكلة يا رجل، لما لا تغلقه؟ بهذا أنت تسهل للصوص السطو على منزلك" نطقَ أوليفار بنبرة عِتاب.
"و لما يتعب نفسه بفتح الباب بينما يستطيعُ كسْرَ النافِذة؟" هزّ كتفيْه يشربُ من كأس الحليب و كأنه لم يقل شيئًا.
أنت تقرأ
أسطورة دماء كلارس
Açãoفي كُلِّ العُصورِ وَ الأَزْمِنَة. تَكونُ هُناكَ أَساطيرٌ يَرْويها الأَجْداد، وَ تَتَوارَثُها الأَجْيال. وَ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الأَساطير وُجِدَتْ أُسْطورَةُ الدِماءُ المَشْؤومَة. دماء كلارس، وَ الّتي سَتَكونُ حِكايَتَنا داخل هذا الكتاب. رَجُلٌ و...