الفصل السابع [الصلح]

33 5 17
                                    

جلَست كاترينا متكِئة على الخزان تتأمَّلُ وضْعها المثيرَ لشَّفقة بعد مغادرَة الثعبانة. هكذا أصبَحَ أمر انسحابها مؤكد، ضَحِكتْ تنظُر إلى السماء، "على هذه الحال" سخرَت من نفسِها بضحكَة "لن أطيقَ العيشَ أكثر".

[ في الواقع لن تجدي أحد تثقينَ به في هذه المدرسة سوى أوليفار و ألكساندر] كانَت تِلكَ كلِمات هادِئَة تَردَدَت في ذاكِرة كاترينا، ذِكرى لَمْ تفهم ما المقصودُ بها و ما حدَثَ الآن جَعَلَ هذه الذكرى تتحطم تمامًا، لتعودَ و تجلِس مُحتضِنَ قدمَيْها إليها "مؤلم".

ليونارد قادَ ألكساندَر نحوَ قاعة دار النشر متَجهًا إلى الجدار حيث فتحَ من الجدارِ بابًا أوْصَلهما إلى غرفةٍ تحتَوي على طاوِلة و حاسوبٍ وُصِلَ بالكثير من الأسلاك في الجدار "واو" همسَ ألكساندر لنفسه ليَقِفَ باعْتدال.

تقدَمَ ليونارد لتشغيلِ الحاسوبِ بالفعل عندما نطَق "هل تعرف لما أوليفار شديد الحذر في التعامُل مع ميليسيا؟ لدرجة يبدو ودودًا معها؟" سألَ ليَنظُرَ له ألكساندر "ماذا تقصدـ" أصيبَ في تلكَ اللحْظةِ بإدراكٍ مخيف لينطِقَ بهدوء "هي خلفَ... كل هذا" سألَ متلَقّيًا إيماءً من ليونارد و على شاشة الحاسوب، ظهرَت ميليسيا تضَع الكيسَ الأرجواني على الطَاوِلة، لم يكُن ليتوَقَع أن تلفِقَ التهمةَ لكاترينا التي لم يعرفوها سوى من عدةِ أيام. في الوقتِ ذاتِه هذا منطقي و ليسَ غريبًا عن الثعبانة لكن وصَل بها الأمر لوضع بصمات مزيَّفة؟ محال.

"هيَ أيضًا خلفَ إشاعة البارِحة و قبلَه" كانَت لحظَةَ صمْتٍ ليستَوْعبَ ألكس ما يحْدُث و لما من البداية لمْ يخطُر هذا ببالِه "لا تمزح....لا" أدرَكَ ما اقْترفَه و بقِيَ يفكِّر في مكانِه لا يُصدِّق أنه وقعَ ضحِيَّة لتلْكَ الحية
حتى أمسَكَ ليونارد بكتفه و أيقظَه من شرودِه "أولًا و قبلَ كلِّ شيء تذَكَّر تلكَ الفتاة ميليسيا لا تواجهها أبدًا و إلا سيلحَقُكَ الخَطرُ دائِمًا لذا انسى هذا حاليًا و أيضًا لم يفُت الأوان أنا متأكد أن كاترينا في مكانٍ ما صالِحها فهذا أمرٌ مهم جدًا.... شيء آخر" ابتسَم ليو بتهديد ليكمِل "من المحظور عليكَ إخبار أحد بهذا المكان" أومأَ ألكساندر ليغادِرَ ركْضًا.

نظَرَ ليو نحوَ الباب لفترة ليشدَّه صوت رنين هاتفه ليرُد "أنت متأخر" ضحك ليو رغْمَ أنَّه هو المتأخر و ليسَ المتصل "أنا آسف حقًا لم يكن عليَّ تركهُم بالأمس لكن آلة الهلغرام تعطلت لقد حدث الكثير" نطقَ ليو و من الواضِح من تعبيرِه أن الطرف الآخر تنهدَ يائسًا منه "أوه هيا، الجانب الإيجابيّ أن ألكساندر ذاهِب لمُصالحَتها... أتمنى" أغلقَ الخطَّ قبل أن ينطِقَ المتصِل بحرف "آسف آدم لكن أنا أعرِفُهم أكثَرَ منك" همسَ لنَفسِه ليخرُجَ من المكان.

دخلَ العيادة و جلسَ قُربَ سريرِ أوليفار بملامِحَ جادة يفكِّرُ في الخطوَةِ التالية بينما جوزيف فضَّل البقاء في صمت.

أسطورة دماء كلارس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن