إنه الأسبوع الأخير في الشهر و اليوم الأول منه لتنتَشِر الأحداث في المدرسة و هناكَ القيلُ و القال عن حادِثة الأسبوع الماضي لكنَّ الحديثَ الرئيسي هو "رأيتَ كيفَ أنقذَها؟! كان رومانسيًا و شجاعًا للغاية" تحدَثَت أحد الفتياتِ بهيام "آه أنتِ محقة لكن أنا أراه بطلًا نبيلًا لا أكثر" ردَّت عليْها الفتاة الجالِس على مقعدها لتضرب الفتاة الأولى على الطاولة "أنتِ لا تفهَمينَ شيْئًا".
و غيرها من الأقاويل عن كاترينا حيث عَلموا أنها ستكون الرئيسة لقسم المالية لتصرخ أحد الفتيات بصدمة "مستحيل" كانت نسرين التي عالجَتها و أشرَفت على نقلِها فهِي رئيسة قسم التمريض و الإسعافات الأوليَّة لذا كوْنها رئيسة قسم فهيَ تعرف بأمر الميزانية لتخرُج من غرفة الفصل لتسرِع نحوَ السلالم و تصعدَ متجِهتًا نحوَ مكتَب أوليفار و تدخلَ بعنف "لم أعهد هذا منكَ يا رئيسَ المجلس!" نطقَت بحزم و ثبات تتقدم نحوَه.
نظر لها أوليفار بفِتور لا يَنقُصه مصدر إزعاج آخر فلديْه اثنان بالفعل "لا أذكر أنني فعلت شيئًا و هذا ليس مكتبك فأنتِ من نوابِ سيدريك" أجابها و هي ردَّت "أعرف هذا بالفعل أيها الأحمق لكن سمعت أنك خدعتَ فتاةً لتصُب علَيْها عجزك!" ضربت الطاولة بيدِها لينظر نحوها و يضحَك بشدة "نسرين بربك؟ أنا سأفعل هذا؟" عاد ليضحَك و السبب أنه تذكَّر ما فعلَته تلكَ الفتاة به بعدها فتَح دُرجَ مكتبِه و أخرِج حزمةَ لابأس بها من الأوراق ليَضعَها أمامها "يمكنُك التحقق منها بما أنك أتيتِ" تحدثَ بهدوء و ابتسَم.
أخذَتها و اسقطَت نفسها جالِسة على الأريكة رجلًا برجِل تتصَفح الأوراق و كأنها محاسِبة ماليّة، ضحِك أوليفار بصمت و أمهلها ما يقارِب الدقيقةَ حتى ارتسَمت على وجهِها ملامح التفاجُؤ و الدهشة "هل... هل هذا الرقم ح.حقيقي؟ أمتأكِد أنه ليسَ اختلاسًا!" صرخَت فهذا جنون فهذِه صكوك تأجير لخمس عقاراتٍ مُدرجَة من شارِع ريدمس و العائِد من إيجارِ الواحد منها يتراوَح من 500 إلى 1000 رون للغرفة فقط! و كلُّ عقارٍ فيه ما يقارِب 100 غرفة.
"لا إنها حقيقيَّة تلكَ الفتاة هي من وقَّعها" أعطاها أوليفار ضحكَة خفيفة أما هي فقط بقِيَ تنظُر للفواتير بأيْدٍ مرْتَعِشة "س..سنربحة ما يقارب ال 500000 رونٍ في في الشهرِ الواحد... 6 ملايين في السنة".
جلسَت مُتحجِرةً مكانها تُعالِج الأرقام و أوليفار ينظُر لها باستمتاع حتى التَفتَت نحوَه بسرعة "هل ميليسيا تعرف!؟" كانَ أهم سؤال بالنسبة لها ليَنفي أوليفار "أغرِقُها بالأعمال الميدانية بينما آخذ الأعمال المكتَبِيَّة و هي لم تمانع" ابتسَم ابتسامة ماكرة فخورًا بذلك لتبادِلَه نسرين الابتسامة بمكرٍ أكبر "إذا لدَيْنا متسَع من الوقتْ لتزوير الأوراق فنحن لا نريدُ لجوهَرتِنا النقِيَّة أن تتلوَث" غنَّت بكلماتها التي اسعدَت مسامِعَ أوليفار ليقومَ من مكانِه و يجلِس على الأريكة المقابِلة.
أنت تقرأ
أسطورة دماء كلارس
Aksiفي كُلِّ العُصورِ وَ الأَزْمِنَة. تَكونُ هُناكَ أَساطيرٌ يَرْويها الأَجْداد، وَ تَتَوارَثُها الأَجْيال. وَ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الأَساطير وُجِدَتْ أُسْطورَةُ الدِماءُ المَشْؤومَة. دماء كلارس، وَ الّتي سَتَكونُ حِكايَتَنا داخل هذا الكتاب. رَجُلٌ و...