الفصل التاسع [عودَة الخِصام]

25 3 13
                                    

ما إن حَلَّ الصباح، استيقظَت كاترينا بتعَبٍ شديد جعلها تعودُ للاسْتِلقاء مجددًا.
"هل عليّ الذهاب" تنهدت على سريرها لتجلسَ و تتكئ على الوسادة تتأمل الجدار فقط إنها متعبة و عَقلها الأحمق صاغَ لها حُلمًا غبيًا من أحداث الأمس لكنها جاهَدت نفْسها على نِسيانِه لتذهبَ إلى الحمام و تغطس وجهها في الماء البارد.

المدرسة ليسَت سيئة تمامًا، يوجَد مزايا أخرى تميِّزها لكن لديها مَساوئ أكثر، مهرجاناتهم، معارضهم، و أكثر من نصف أنشِطةِ المدرسة التفاعلية ما هِيَ إلا نشاطاتٌ حكوميَّة مصغرة تميلُ إلى الروتين المتكرر ما يجعلها سيئةً في نظر من يكره الروتين و التكرار.

السبب الحقيقي وراءَ ذلك و الذي لن يُصَرِّحَ أوليفار به أبدًا هي الميزانية المعدومة هوَ بمثابةِ عجْزٍ و قصور و نقطَةٌ سوداء في سِجِلِّه، ضَحِكَتْ فحقيقَةَ أنها تعرفُ ذلك تتساءل عن ردَّت فِعله إن عرفَ بأمرها.
بعدَ صِراع قصير مع كَسلِها قررَت الذهاب إلى المدرسَة لكنها وَصلَت متأخرةً في النهاية.

"ليسَ لدَيْنا أعمال كثيرة اليوم" تحدثَ أوليفار مُخاطِبًا ألكساندر يمشِيانِ في الممر "إذا غالبًا هو أنسب يوم لإقامة اجتماع نهاية الشهر مع سيدريك" أجابَه ألكساندر و أوليفار أومأ و أضاف "ادعُ الآنسة كاترينا أيضًا لقد حسمتُ القرار...ليونارد شجعني على ذلك" أجابَه قبل أن يسأله ليَرمِشَ ألكساندر بتفاجُؤ "ليو.." صمتَ صمْتًا مريبًا قليلًا و هذا لَمْ يخفى على أوليفار المعْتاد على تعابيرِ ألكساندر الطبيعية مع ذلك لم يتحَدث ليُتابِعا سَيْرَهما بصمت.

ألكساندَر في السنة الثانية من الثانوية مثلَ كاترينا لكنَهما في صَفَينِ مختَلِفيْن و هو أكبر بسنة بسبب الحرب أُجْبِر على تأخر سنة دراسية كاملَة أما هي بالفعل إجتازة الصفوف لذا لم تؤثر الحرب على دراسَتها لذا هي في السابعةَ عشر أما هو في الثامِنةَ عشر و جوزيف في السنة الثالِثة مع أوليفار و ليونارد، هذا أكثَر ما يوتِّر أوليفار حيث لم تتبقى له سوى هذه السنة و بعدها يترُك ألكساندر خلفَه فوقَ هذا ألكساندر لا يريدُ أن يصيِح رئيسَ المجلس بعدَه و هذا يزيدُ الأمرَ تعقيدًا عليْه.

ليْسَ أوليفار فقط، ليونارد و جوزيف يفكرانِ بهذا كثيرًا ، لقد قطَعا عهدًا مع رأس البندورة أن يعتَنِيا بكاترينا و البقية، ليسَ رأسَ البندورة فقط بل صاحِب الفيدورا سيَقتُلهما دونَ رحمةِ إن مسَّهم مكروه "ليوونارد لقد مرَّ الفصل الأول و بقيَ فصْلَين و عطلة الربيع شهرٌ فقط" نطَق جوزيف الجالِس على المقعد بالمقلوب بينما ليونارد على الأريكة يغطي رأسَه و عينَيه بيَديْه يفكِّر بحل ما "أعرف أعرف" أطلقَ صرخَةَ يأسٍ خفيفَة "لا فائدَة مهما فكرة فلا فكرَة تخطُر ببالي سوى أخذِهم للمقر معنا" صفَعَ جبينَه و تنهَد فالأمر مخيف حينما يفكر فيه سيُصبحونَ لقمةً سائِغَة إن رحلا عنهم.

أسطورة دماء كلارس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن