الفصل 17 [الثقة تُكتَسب و لا تُعطى]

11 0 13
                                    

اليوم السَبت هو أيضًا يوم عطلة لذا ألكساندر قامَ بزيارة كاترينا في المشفى قبل إعطائها إذن الخروج و وجدها بالفعل تردي ملابسَها اليوميَّة بذراع تم لفها "يبدو أنك ستخْرجين؟" ابتسمَ و هي نظَرت له بهدوء "لما أتيت؟" سألَت.

"حقًا؟ بلا شكٍ لأني قلق عليك.. ثم ألم يأتي أحد من .... عائلتك؟" سأل بهدوء شديد لم يُرد سؤالها أصلًا "لا" نفت ببساطة "لن يأتوا من الشمال لأجل لا شيء ثم لا أريد رؤيتهم" أجابتْه قبل أن يسأل مجددًا لتتقدم "أعيش وحدي جيدًا لذا لا داعي للقلق علي".

"أه" همهمَ و سارا معًا للخارج و بعدَ جوِّ من الصمت تحدَّثَ "أتحبين الشمال؟" سأل بهدوء لتجيب بابتسامة خفيفة "قبل الحرب كانت في منتهى الجمال و الآهالي لديْهم أخلاق نبلاء".

"هه هذا غريب المنطقة التي عشتُ فيها أخلاقهم كالتراب منذ أن وُلِدت حتى قبل الحرب" زادَ على كلامها لتختَفي ابتسامَتها "لكن سمعْت أنك شقيق أوليفار" كانَ هذا كلام الطَلبة و الأمر يثير فضولها قليلًا ليجيبها ألكساندر "أخاه بالتبني تبياني والداه و أنا في التاسِعة، قبلها" ضحك "كنتُ أعيش في مَيْتم لم يكن جميلًا جدًا لكني كنت أحبُّ المكان".

نظرَت له و أحسَت بألم كَونُه يتيمًا "آسفة لجعلك تتذكَر ذلك" كلامها و نظرتُها له جعلا ألكساندر متفاجِئًا قليلًا "لا لابأس أعني هذا من الماضي لا أكثر ثم أنا من بدأت الحديث" تفاجأ حقًا من نظرَتها لم يتوَقع أنها شخص حساس "أجل" همسَت و أكملا السير بهدوء.

عند التقاطُع أرادَت الذهاب إلى اليمين لكن ألكساندر أوقفها "لنذهب إلى المقهى أليسَ هذا أفضل؟ سأدفَع أنا" طلبَ و هي نظَرت له و تراجَعت قليلًا "في.. يومٍ آخر..." تفاجأ بردِّها قليلًا "لما؟ ألست بخير؟" سأل و هي أجابت بسرعة "أنا بخير الأمر أني أريد الوصول للمنزل بسرعة لأرتاح" في النهاية غادرَت و تركتْه وحده "هل يلاحقها أحد؟" سألَ نفسه ثم نفى لكنه شعرَ بإحساس ما ليَلحقها بسِرِيَّة.

"يا له من فتى" تنهدَت بحسرة و نظرة حزينة إنها لا تتعمد رفضَ دعوَته بلا سبب لكنها لا تفهم سبب لطفهِ هذا، بل هو انقذها و قفز بلا تفكيرٍ حتى! ما الذي يريدُه منها؟ هل هو صادِق؟ من المستحيل أن يزيِّف الأمر لكن لا يجب أن يعاملك شخص بطيبة بعد كل تلكَ الأحداث بينكم حتى و إن كانت محضَ سوء فهم لابد أن هناك سبب فلا أحد لطيف بلا دافِع هذا يتكرر معها كثيرًا.

هزَّت رأسها فالأفكار الكثير تتعِب عقلها و تسبب لها الصداع، من الجيد وصولها للمنزل بأمان و هذا أراح ألكساندر ليغادر "قلقت بلا داع" ضربَت أشعَت الشمس عينَه فجأة للحظة ليتفاجأ و يبحثَ عن السبب لكنَّه لم يرى أيَّ معدنٍ يتحرك و الجو غائم جُزئيًا "غريب هل كنت أتوهَم".

خلعَت كاترينا حذاءها و مشَت للأمام لكنَّ صوتَ جرسِ الباب أوقَفها "هل تبعني!" أتى في ذهنها أن القارِعَ هو ألكساندر لكونهما انفصلا قبل دقائق فقط.

أسطورة دماء كلارس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن