الفصل الثامن [انفصام]

35 6 19
                                    

بعدَ أن انتَهى ليونارد من علاجِ خدّ ألكس ، نظَر له و سأل "لِمَ لم تأتي معك" استفسَرَ رغمَ مِضِيّ دقائقَ بالفعل و كانَ من المفتَرض أن تأتي معَه.

"أ.. هذا" خدشَ قربَ أذُنه "قالت تريد.. البقاء وحدها" علَيْه أخذ دروس في كيفية الكذب من الواضِح أنه لم يطلب منها المجيئ معه "لابأس" هذا ما أجابَ به ليونارد، لم يزد حرفًا آخر ليَقِفَ و يخرُج من العيادة.

حينَها بَقِيَ ألكساندر و أوليفار ليحلَّ الصّمت بينَ الاثنين ثم يقطَعَه أوليفار بنبرَة باردة "اشرَح و إلا" بالتَهديد نحْصل على المعلومات أسرع هذه هيَ قاعِدة أوليفار الذي أدرَكَ أن ألكساندر قامَ بفعلٍ متهَوِّر.

أذْعَنَ ألكس بسرعة فلا مجالَ للإنكارِ الآن، لكنَّه بلا شكٍ أخفى الكثير و لم يخبِر أوليفار بكلِ شيء، لم يقل شَيْئًا سوى أن الحوادِثَ سببها ميليسيا و هدَفها طرد كاترينا و هو ظن سوءًا بكاترينا و ما حدثَ في السطح بالمقابِل أخفى أمرَ ليونارد و الغرفة و مؤامَرة القتل.

"فهمت، لنَكن متَيَقّظَيْن أكثَر و حذرين، ما دامَت ميليسيا موظَفَةً بأمرٍ حكومِيْ فطردها مستَحيل حتى مع الأدلة" أجابَه أوليفار لكنّه ليْسَ غَبِيًا و عرفَ أن هذه ليْسَت القصة الكاملة و فكَّر في التحري عن الأمر بنفسِه "مهلًا" أدركَ أوليفار شَيْئًا ليقِف لكنَ ألكساندر أجلَسَه و قال "لَمْ تخبرني بعد إن كنتَ بخيْر حتى تقفَ هكذا" سأل بوجْه جاد جَعَلَ أوليفار يتنَهد "في أتمِّ الصحة، الآن هيا" وقَفَ مُبعِدًا يدي ألكساندر عنه لينظرَ نحوَه بجِدية "هل أنهيتَ عقد العمل؟".

سؤال واحد من أوليفار كانَ يكفي لجَعل الفكرَة تَلمَع في عقلِ ألكساندر "بلا شك!" العقد الذي تحَدثا عنهُ سابِقًا سيرشحان كاترينا لتولي الأمر، أسرعَ ألكساندر ليَخرُج لكنّه توقَف و نظَر لأوليفار "لا تخْرُج" كانَ حريصًا على صديقِه و نبرَتُه كانَت أمرًا مما أضحَك أوليفار بعد مغادَرَة ألكس "إنه ساذج من هذِه الناحية" ابتسَم أوليفار ليقفَ مجددًا مُلتَفِتًا نحو دواء الذي أعطاه ليونارد له "من تكون؟" من البديهي أن يَشك في شخص عَلِم بسرعةٍ عن أمر تسمُمِه، هل لليونارد صلة بالأمر؟.

في قاعَة دار النشر كانَت كاترينا قد نزلَت من السطح و ذهبَت لمُساعَدَة جوزيف على نقلِ الأوراق من هنا لهناك لكن وجْهها بدى شاحِبًا يَستَطيع الأعمى ملاحَظَته مع ذلك لم يقل جوزيف شَيْئًا لأنه يعرِف السَبب.

"جوزيف..." توَقفا لتَلتَفِتَ نحوَه "هل كانَ لقائي بكما صدفَةً حقًا؟ لماذا؟ لما دائِمًا يحدث كلّ ما يقولُه ليونارد لي؟ و كأنه.. و كأنه يعرِف كل شيء عني" كانَ شعورُ الضيقِ واضِحًا على محياها و سؤالها بالنسبةِ لجوزيف كأنها أدركت أمرَهما.

هذا سريع لكن الآن تكمن المشكِلة في ماذا سيُخبرها "و لما لا؟ كاترينا منذ بداية الإعدادية كنتي فتاة طيبة القلب و لطيفة و مفعمةً بالحماس لذ أنا و ليونارد ارتحنا بمُصاحبَتك" ضحك و أكمل "ليو شخص فطِن بطبْعِه لذا أغلب ما يقولُه يتحقق و...أنت أيضًا في الكثير من الأحيان ما يُصاحِبك ذلكَ الحدس و تكونينَ مصيبةً دائِمًا" كلامُه بدى واثِقًا جدًا لها لكن لسببٍ ما نفْسُها أبَتْ تصديقَه و هذا واضِح على وجهها ليُردِف جوزيف مخَففًا عنها "إن بَحثت هكذا خلفَ الواقِع ستتأذين و يتأذى قلبُك لذا، كاتي صدقيني ثقي بليو كما تفعلينَ دائمًا هوَ لا يريدُ بك سوءًا و لا أنا. ناه كاتي عيشي و افعلي ما يجعَلك سعيدة بغضِّ النظر عن الناس حتى لو أحببتِ أشياءَ خيالِية أو دمى محشوة ما دامَت تجعلك سعيدة فلابأس، أعرف كم أن ما تورط به مؤلم و ذلك الفتى آذاك أكثر لكن هو أيضًا كان ضحيَّة فكري فيها لكن إن لم تريدي مسامَحَته فلا أحد يلومك و لك كل الحق في ذلك" نظَرَ لها بابتسامَةٍ لطيفَة لترفَع رأسَها و تومئ بهدوء "شكرًا" هذا هدأها.

أسطورة دماء كلارس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن