قرار خاطئ

669 10 5
                                    

السادس من اكتوبر عام ٢٠٢٣ / تل الرّبيع
* الحوار باللغة العبرية*
أجري في نفقٍ مظلمٍ لا نهاية له ولا بداية،لا أرى شيئاً فيه، أصرخ بالنجدة ولكن لا استجابة، أستمر في الجري محاولةً إيجاد مخرج من هنا أو بحثاً عن أي مصدر للضوء ولكن ....... بلا فائدة .

تتململ في نومها لتستيقظ على أصوات شجار والديها المعتادة، أزاحت الغطاء عن جسدها لتستيقظ تماماً وأصوات شجار والديها مستمرة ، لتقول في نفسها " تباً لكما أَ مِن الصباح الباكر تتشاجران"
تناولت هاتفها من جانبها وفتحت باب غرفتها متوجهةً للصالة مروراً بوالديها للمطبخ غير مبالية بهما ، لتعد لنفسها شطيرة تسد بها جوعها، أصدر هاتفها صوت وصول رسالة ، وضعت الشطيرة في فمها وفتحت الهاتف لتتفقّد الرسالة ، لتجد أنها من زميلتها في الجامعة تدعوها إلى حفلة ستقام اليوم ، بالطبع سترفض ، فهي كارهة للحفلات وأصوات ال DJ الصاخبة ، غير انها تكره الناس بشكل عام، كانت تهم برفض الرسالة حتى سمعت ذكر والدها لاسمها صارخاً ...
: وابنتك العاهرة غير معلوم مع من تقضي يومها بالجامعة وماذا تفعل، اقسم سوف اسحب تسجيلها من الجامعة ولن تكمل دراستها
ما أن سمعت ما قاله حتى جنّ جنونها وخرجت له صارخةً هي الاخرى
: وحدك العاهر فلست أنا من انتقل من سرير امرأة لآخر، ولست أنا من تقضي اليوم بطوله بتناول السموم والمخدرات، أمّا بالنسبة لجامعتي فأنا ادرس فيها بمنحة كاملة ، أظننت نفسك تدفع لي اقساطها أيها الخرف!
بالطبع هي تعلم أن بعد ما قالته سيتم ضربها فهرعت مباشرةً إلى غرفتها لتغلق الباب على نفسها، بينما هو استمرّ بالصراخ عليها وشتمها بأبشع الألفاظ حتى عاد الى والدتها واستمروا بشجارهما الذي طال.
مايا:حسناً يبدو أنّي سأقضي اليوم كله في غرفتي.
بعد مضي عدة ساعات عليها في غرفتها أصدر هاتفها مجدداً صوت وصول رسالة ( كان مضمونها):
~"هيي مايا، ماذا قررتي؟، هل تريدين القدوم أم لا؟"~
أثناء قرأتها للرسالة عاد صوت صراخ والديها مجدداً .
اللعنة لن أقضى باقي اليوم استمع لشجارهم. لترد بِ :
~ " أهلا لويزا ، هل يمكنك إخباري بالوقت والمكان؟"~
ردت عليها :~" ستبدأ بعد منتصف الليل، في زيكيم، أنا متجهة الآن"~
نظرت إلى الساعة التي كانت تشير إلى السادسة مساءً ،
مايا(محدثةً نفسها) "الطريق إلى زيكيم يستغرق أربع ساعات إذا بدأت بالتجهّز الآن فسأصل على الموعد"
لترسل رسالة ل لويزا:~" حسناً أرسلي الموقع الدقيق ، سأراكِ هناك"~
ثم نهضت لتستحم ، ارتدت بنطالاً واسعاً اسود اللون ، بلوزة ذات أكمام طويلة سوداء أيضاً . لم تكن يوماً من الفتيات اللاتي يظهرن أجسادهنّ ويرتدين ملابس كاشفة ليلحقهن الشباب لاهثين متحرشين بهنّ.
خرجت من الشّباك بعد أن اخذت مفاتيح سيارتها وتوجهت إلى مكان الحفلة اللّعينة.
عندما وصلت كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، مايا: حسناً لم اتأخر كثيراً ولا ابالي إن تأخرت من الاصل. كان المكان شبيهاً بالصحراء مع القليل من الأشجار، كشكٌ صغير متجمع حوله عدد كبير توقعت بأنه بارٌ صغير ليسمموا به أنفسهم ، ما يقارب المئة شخص متواجد .
:شخص ما يلوّح لي ، إنها لويزا
لويزا:هييي ، تأخرتي قليلاً
تفحّصتني من رأسي حتى أخمص قدماي ولم تعلّق ، فهي تعرفني منذ عام تقريباً وتعلّمت خلال ذلك الوقت بأني لا أتقبل ان يقوم اي احد بالتدخل فيما ارتدي، كما هم أحرار في ارتداء ما يريدون لي نفس الحرية !
مايا: الطريق أخذ مني أكثر مما توقعت .
كانت تهم بالرد عليها حين قاطعها شاب منادياً باسمها
مايا: لا تبالي بي واذهبي سوف أتأقلم مع الاجواء
أومأت لي برأسها وذهبت لذلك الشاب ، نظرت حولي الى المكان مرة اخرى ، صوت الموسيقى عالٍ ومزعج ،الجميع يتراقصون ويشربون ، يا إلهي بدأت أندم من الآن ، لو بقيت على أصوات شجار والداي لكان أرحم ...... قاطع افكاري تقدم شاب إليّ قائلاً: مرحباً هل أعرفكِ من قبل!
مايا( متنهّدة،حسناً ها قد بدأنا): خدعة قديمة ، حاول مرّة أخرى.
ضحك ضحكةً عالية لولا صوت الموسيقى لالتفت على صداها الجميع!
الشاب : حسناً خذي محاولة أخرى، هل أخبركِ أحد من قبل بأنّك شديدة الجمال؟
مايا: مللت سماعها ،أدرك هذا جيداً ولا حاجة لي لانتظار ذكرٍ مثلك ليقولها لي، محاولة فاشلة ،جد فتاة ساذجة تنطلي عليها محاولاتك.
اختفت ابتسامة الشاب عن وجهه واستدار وذهب بعد ان نعتها بالمغرورة.
مايا ( في داخلها) : لا أسميه غرور، بل ثقة بالنفس! فأنا مدركة لما أملكه من جمال، بعيناي الخضراوتان ، وشعري البني الطويل، حسناً ربما أكون قصيرة قليلاً ولكنني أحب طولي جداً.
أمضيت ساعتين في محاولات للتأقلم والاستمتاع بائت بالفشل! لن أحاول الرقص ابداً افضل الموت على ذلك! . رائع بدأ رأسي يؤلمني، ويبدو أن لويزا ذهبت ولم تعد ، حسناً قررت الذهاب الى سيارتي للاستلقاء بعيداً عن صوت الموسيقى لإراحة ألم رأسي قليلاً، مددت جسدي في المقاعد الخلفية وغفوت.
استيقظت على صوت ضحكٍ عالٍ وضجيج قرب سيارتي، اللعنة على الحفلات والموسيقى واللعنة على والداي وعلى لويزا معهم ! سأتوجه للبيت الآن!
نظرت الى الساعة التي كانت تشير الى الخامسة فجراً ، شعرت بالعطش فنزلت من السيارة متوجهةً الى البار وسط الحفل ،بالتأكيد لديهم ماء الى جانب السموم!
مايا: لو سمحت! هل يمكنني الحصول على القليل من الماء
استغرب الساقي من طلبها للماء ولكن سرعان ما احضر كأس وبدأ يصبّ الماء ووضع الثلج.
كانت الشمس قد بدأت بالشروق والجو مضيء قليلاً ، سمعت حديث مَن بجانبي مع صديقها بتعجّب: انظر الى الأعلى! لم أكن أعرف بتوافر هذا النوع من الفعاليات ، أريد التجربة حالاً .
رفعتُ رأسي لأنظر الى ما أشارت إليه، شيء يشبه الطائرة الشراعية وهناك من يقودها ، دقّقتُ النظر في راكب الطائرة، أهو ملثم؟ نعم ملثم! لما هو ملثم؟ ،أهذا سلااح!!
قاطع أفكاري صوت اطلاق نار كثيف وصراخ عمّ الاجواء ، تباً ما الذي يحدث هنا! حتى التفتُّ إلى مصدر الأصوات التي اخترقت صوت الموسيقى العال ، وذعرت مما رأيت!............. يتبع—>

.ضوء اخر النَّفق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن