مارك : لن اترككي مع هذا اللعين وحدكي !
فتحت عيناي بصدمة لرؤيتي الدموع تنساب على عينيه بغزارة ، لمَ يبكي ؟ أيبكي من أجلي ؟ ، انتبهت لجسد والدي يتحرك ، تقلب على جانبه ثم عَلا صوت شخيره ، تنفست الصعداء ، التفت لمارك وقلت بصوت منخفض
: مارك فلتغادر الآن ! سأخرجه وأُغلق باب غرفتي بالقفل ، أرجوك غادر
نظرَ لي بقلقٍ وقال
مارك : سأساعدك في نقله ، ولكن ألن يستيقظ ؟
: لا انه مخمور سيبقى نائماً للآن ، ارجو ان لا يتذكر ما حدث صباحاً
أخذَ نفساً ثم ساعدني على حمله ، أخذناه لغرفته وتركناه على الأرض ثم عدنا ، أغلقت الباب خلفي بالمفتاح ، نظرَ لي مارك بقلق وقال
مارك : مايا ، منذ متى وانتي تعيشين هكذا
: لم أعش غير هذه الحياة ثم قد أخبرتك من قبل لا تتدخل في شؤوني ، والآن غادر أريد النوم
مارك : ولكنني أريد الحديث معكِ ، ما يحدث هنا ليس طبيعياً مايا ان والدكي بالدم يتحرش بكي !
: غداً مارك غداً نتناقش ، الآن أنا مرهقة للغاية
مارك : أستكونين بخير ؟
نظرت له بجمود وقلت : لا تقلق
توجه للنافذة وفتحها ثم ألقى نظرةً أخيرة علي ، قفزَ من النافذة للشجرة وتسلق هبوطاً ثم غادر .
................
اليوم التالي
كنت أسير متجهةً لمحاضرتي التالية ، شعرت بأن أحدهم يسير خلفي بسرعة حتى أصبح بجانبي ، نظرت له .
ماكس : أنتي الفتاة من البارحة
توقفت مكاني فتوقف أيضاً
: ماذا تريد
دنى ببصره لشفاهي قائلاً
ماكس : تلك القبلة كانت أجمل قبلة في حياتي ، أتريدين أن نعيدها ؟
: أتريد أن أعيد ما فعلته لك حينها ؟
ماكس : حينها ستُفصلين من الجامعة
ابتسمت بسخرية : لمَ أهيَ جامعة والدك
ماكس : بالضبط
أوكي حسناً ، هذا غير جيد ، فلأنسحب الآن من هنا سريعاً ، سرت مبتعدةً عنه ، أتى صوته من خلفي ولا زال واقفاً مكانه
ماكس : فكري في عرضي جيداً
اللعنة عليك ، الآن وعند التفكير بالأمر ، هنالك فرقٌ شاسع بينه وبين مارك ، هذا لعوبٌ لعين ، هذا إثباتٌ آخر لعدم قدرة الناس على التغير .
أكملت باقي محاضراتي حتى حان وقت فراغ وأخيراً ، سرتُ في الممر بعد أن خرجت من القاعة ، وفي نهايته رأيت مارك ، بذات ثياب ماكس ، كيف ميزت بينهم ؟ أعتقد بأنها ليست بمهمة صعبة ، على الرغم من التشابه المطلق بينهما الا ان ملامح مارك تطمئنني أكثر ، ما أن لمحني حتى تقدم ناحيتي بسرعة وعلى وجهه تعابير القلق .
مارك : هل حدث البارحة أي شيء ؟
: مارك ، أنا أعيش هكذا كل يوم ليس وأن شيئاً قد اختلف فقط لتواجدك البارحة
إعتلى وجهه ملامح الحزن مجدداً
مارك : دعينا نذهب للكافيه حتى تخبريني بكل شيء
: ومن قال بأنني سأخبرك كل شيء ؟
مارك : مايا ، أرجوكِ فقط دعينا نتكلم ، ما لا ترتاحين له لن أتكلم به بتاتاً ، هذا وعدٌ مني
تنهدت وتبعته للكافيه ، جلسنا في مكاننا المعتاد
مارك : اذاً ؟
: اذاً ماذا ؟
مارك : مايا ! لمَ أنت تتحملين هذا الوضع ؟ لم لم تقدمي بلاغاً او شكوى للشرطة !
: لانه يملك نفوذاً كبيرة ، مهما حاولت لن أستطيع أن أفر منه
مارك : أي مفوذٍ هذه يا مايا ، لا شيء فوق القانون !
: يبدو أنه كان عليك دراسة المحاماة عوضاً عن الانجليزية
مارك : دعينا من السخرية الآن ، ستأتين معي وتقدمين شكوى ضده
: سيُفصَل رأسك عن جسدك قبل أن تصل
مارك : فليجرب !
أخذت نفساً عميقاً
: مارك لقد حدث هذا من قبل معي ، لقد حاول اثنين مساعدتي ، أتعلم أين هما الآن ؟
نظر لي متسائلاً ، ابتلعت مرارةً في حلقي وقلت ببرود
: تحت التراب ، وصدقني لم يموتا ميتةً هينة ، كان الموت أسهل ما حلَّ عليهما تلكَ الليلة .
نظر لي بعينين بريئتين ينتابهما الحزن ، حقاً يا له من شخص ، يختلف تمام الاختلاف عن توأمه .
مارك : الم تفكري في السفر والهروب ؟
: لا ، ليس الآن ، أريد انهاء الجامعة أولاً
مارك : لمَ لا تنهيها بالخارج !
: لا أملك منحةً في الخارج !
مارك : استطيع تدبيرها لكِ !
شعرت بطعنةٍ في قلبي وأنا اتذكر محاولات آرون ومعلمتي لتهريبي ، ثم ما حدثَ لهما بالنهاية
: لا يا مارك لا اريد ، ان كنت سأفعل شيئاً فسأفعله وحدي من دون مساعدةِ أحد
مارك : ولكن يا مايا
: مارك ، رجاءاً .
أنزل رأسه مستسلماً ، قلت
: هنالك هذا الجزء من الدرس لم أفهمه ، أتستطيع شرحه لي ؟
أعاد نظره لي ثم إبتسم إبتسامته المشرقة
مارك : بالتأكيد
............
عدنا لعلاقتنا السابقة ، عدا عن أنه أصر على أخذ رقم هاتفي والاتصال بي كل ليلة مي يتأكد من أنني أقفلت الباب ، وتطفلات ماكس المتعددة ، لاحظت قوةَ علاقتهم ، أخبرني مارك أنهم لم يقضو أكثر من ساعتين من قبل بعيداً عن بعضهم ، رأيت حبهم الشديد لبعض ، بالذات ماكس ، كان لا يطيق أن يضر أحدهم أخاه .
مرَّ شهرين آخرين على هذه الحال حتى أتت تلك الليلة التي غيرت كل شيء
..............
*الراوي*
صباحاً
ديانا : مارك ، مارك استيقظ يا ولدي ، مارك !
فتحَ عينيه ينظر لوالدته
ديانا : لقد تأخرت عن دوامك
نظر للساعة بجانبه التي تشير للعاشرة
انتفض عن سريره بسرعة وتوجه للحمام يغسل وجهه
مارك : لما لَم توقظيني من قبل يا امي
ديانا : لقد حاولت ولكنك كنت تهلوس بإسم ، مايا مايا ، قبليني يا مايا ، ولم تخرج من هلوساتك
مارك : أمي !
بدأ تغيير ثيابه بينما سألته والدته
ديانا : اذاً الن تحضرها لي كي أراها ؟ تبدو مولعاً بها للغاية
مارك : سأحضرها قريباً صدقيني ، لقد اقتربت جداً من اذابة جليد قلبها
ديانا : حسناً ، حظاً موفقاً في ذلك
حملَ حقيبته وحرج مسرعاً
مارك : وداعاً
ديانا : وداعاً ، إنتبه على نفسك بني
بقيت تنظر في أثره مبتسمة ، أتى ماكس من خلفها
ماكس : أين يذهب بهذه السرعة
ديانا : لرؤية معشوقته
ماكس : آه ، مايا
نظر في الفراغ أمامه
ديانا : أنا أعلم بأنك أنت أيضاً معجبٌ بها
ماكس : لست كذلك
ديانا : همم ، ومن يمتلك صورتها مخبأةٌ بين ثيابه منذ ٥ سنوات
نظرَ لها بتفاجؤ وقال
ماكس : كيف رأيتها !
ديانا : هذا لإن العصفورة هي من ترتب ثيابك ، ما رأيك ؟
ماكس : جيد ، لقد ذكرتني بها ، سأتخلص منها قريباً
ديانا : بني ، أنت تعلم مارك ، لم يحب فتاةً من قبل ، هل ستتنازل عنها من أجله ؟
ماكس : أتنازل عن روحي وكل شيءٍ من أجله ، يكفيني أنه سعيد ، هذا غيرَ أنها لا تطيقني ، منذ ٥ سنواتٍ وأنا أحاول لفت انتباهها ولكن لا فائدة
تقدمت ناحيته وعانقته
ديانا : لا بأس ، ستلتقي بمن أفضل منها
.............
بحثَ عنها بين الطلاب الذين خرجو من القاعة ، حتى رآها ، انتبه لإرتدائها كمامة على وجهها ، استغرب الأمر ، تقدَّم ناحيتها بسرعة
مارك : مايا
مايا : مارك ، لقد تأخرت أين كنت ؟
لويزا : مايا ، أأنتي قادمة ؟
التفتت لها مايا وقالت
مايا : لا اذهبي أنتي سآتي لاحقاً
أعادت نظرها لمارك الذي قال
مارك : لقد تأخرت بالنوم ، ما بكي أأنت مصابة بالزكام ؟
مايا : شيءٌ من هذا القبيل
توجها للكافيه مكانهم المعتاد ، وعندما وصلَ طلبهم ، لم تزل مايا الكمامة عن وجهها
مارك : مايا ؟ كيف سترتشفين من الكوب ؟
تجاهلته متوترة ، مدَّ يده مزيلاً الكمامة عن وجهها ، رأى تلك الكدمة عن جانب فمها المنتفخ ، وشفتيها الداميتين .
مارك : ما الذي حدث واللعنة !
مايا : مارك فلتخفض صوتك
مارك : أهوَ من فعلَ هذا بكي !؟
مايا : مارك أخفض صوتك !
مارك : اللعنة لن تبقي معه يوماً واحداً آخر
استقام عن الطاولةِ بسرعة متوجهاً للخارج ، نظرت في أثره بقلق ، وشيءٌ في داخلها يخبرها أن اليوم لن يمر على خير .
............
صرخ مارك بغضب : ولما لا يا أبي !
دانيال : مارك ! اقد أخبرتك بأن هذا الرجلَ خطير ، لا تحتك به
مارك : هو يتحرش بإبنته ، من دمه ولحمه ، أي حيوانٍ هذا الذي يفعل فعلته !
دانيال : بني ، سيعلم عن ذهابها للمطار قبل أن يحددو أي طائرةٍ هذه التي ستحلقون بها !
مارك : هذا ان اخبرتَ أحداً ، سآخذها بعيداً عن هنا أرجوك أبي
دانيال : مارك انتهى الموضوع هنا ، لا تلِّح أكثر ، ولا تحتك به ولا بابنته أفضل لك .
خرجَ مارك مغلقاً الباب خلفه بغضب
تنهد والده بقلق وأمسك هاتفه يتصل بأحدهم
دانيال : نعم ، هذا أنا دانيال ، أريد أن أطلب طلباً منك
أنهى حديثه بالهاتف ثم إتصل بإبنه ماكس
دانيال : ماكس اريدك في مكتبي الآن ، لا أبالي ان كنت بالبيت تعال هنا الآن !
..........
فتحَ ماكس باب مكتب والدخ واتجه للداخل ، ركى جسده على الكنبة بتعب وقال
ماكس : ماذا تريد يا والدي اليوم عطلتي !
التفت له والده يقول
دانيال : ماكس ، ان اخاك يلعب بمياهٍ عكرة ، أريدك أن تتبعه وتمنعه من اي شيءٍ قد يقدم عليه
عدل ماكس جلسته بقلقٍ وقال
ماكس : ما الذي تعنيه
دانيال : بشأن تلك الفتاة التي يرافقها هذه الفترة
ماكس : مايا ما بها
أخبره ما حدث بينه وبين مارك على وجه السرعة
ماكس : ما الذي تتكلم به يا أبي ! والدها يتحرش بها وأنت تأبى مساعدتها !؟
دانيال : نعم ولكني لم أخبرك بالجزئية حيث قتلت من حاولت مساعدتها بيديه
ماكس : عمَّا تتحدث ؟
تنهد دانيال بغضب وأخبره بقصة مايا مع معلمتها التي عرفها من صديقه المقرب من شاؤول ، والذي كان متواجداً في تلكَ الليلة
دانيال : أرجوك يا بني ، لا أقوى على خسارته أو خسارتك ، اذهب وامنعه عن أي شيءٍ قد يقدم عليه
إبتلع ماكس ما في حلقه بقلق ، وأومأ لوالده ثم خرجَ يتتبع مارك .
..............
العاشرة مساءاً
كانت مايا تغط بنومٍ عميق ، إستفاقت من نومها على صوتِ طرقاتٍ على النافذة ، توجهت لها بعينين مغمضتين وفتحتها ، دخل مارك ووقف أمامها
مارك : هيَّا فلنذهب
حكَّت عينيها بنعاسٍ وقالت
مايا : أين ؟
مارك : سنسافر لأميركا ، هيَّا الآن
قالت وقد استيقظت تماماً الآن
مايا : عمَّ تتكلم يا مارك !
مارك : أخبرتك الآن يا مايا ، الطائرة بعد ساعتين هيَّا
مايا : هذا غباء يا مارك كيف سأسافر من دون جواز سفر !
مارك : كل شيءٍ جاهز لا تقلقي أنتي
مايا : كيفَ جاهز !
مارك : لقد أخرجت لكي جوازاً بمساعدة من معارفي ، هيَّا الآن !
إزداد رعبها وخوفها ، تمَّسكت بذراعه بقلقٍ وقالت
مايا : مارك ، أنا غير مرتاحة فلتغادر أرجوك ، ولتخرج هذه الفكرة من رأسك نهائياً
مارك : لن أخرجها ! لن أفعل أبداً ، سأتقذكي منه ، وسأكسر هذا الجليد الذي يحاوط قلبكي
طرقاتٍ على الباب ، جعلت جسد مايا ينتفض رعباً ، أدارت رأسها بإتجاه الباب وهي تفكر ، لمَ واللعنة يطرق الباب الآن ؟ ، تمسكت بذراع مارك أكثر ترجوه
مايا : مارك ارجوك ، لا بد أنَّه بالفعل يعلم ، علاقاته كثيرة ، ومن يعرفهم أكثر ، لا بد أنَّ أحداً يعرفه قد علم أنك تنوي تهريبي من هنا ، أرجوك اخرج من هنا فأنا لا أقوى على أن أخسر أحداً مجدداً
مارك : وما الذي سيفعله ان دخل ، فليدخل !
وبركلةٍ واحدة كُسِرَ الباب ، وأطلَّ من خلفه شاؤول الواعي غير المخمور ، أضاء الانارة وبقي عند الباب .
شاؤول : انت ابن دانيال أليس كذلك ؟
قال مارك بشجاعة
مارك : نعم أنا ، وانت اللعين المتحرش
شاؤول : يا لها من جرأةٍ هذه التي تمتلكها ، أستبقى هكذا عندما ترى ما لدي ؟
أنهى جملته وسحب جسداً كان خلفَ الباب ، ماكس المكبَّل بالحبال ، القاه بمنتصف الغرفة مما دفع مارك للذهاب تجاهه يتفقده
مارك : ماكس ، ماكس أأنت بخير ؟ ماذا فعلت له يا لعين
شاؤول : ضربةٌ خفيفة على الرأس ، والآن أنت تمتلك خيارين لا أكثر ، إما أن تغرب عن حياة ابنتي او أدفنك مع توأمك هنا
إزداد غضب مارك لأعلى حد ، تقدم ناحية شاؤول ولكمه بأقصى قوته .
مارك : لا أحد هنا سيغرب عن حياتها غيرك ! أفهمت ؟ ، لن أتركها تبقى معك وان عنى ذلك موتي !
كان شاؤول ممسكاً فكَّه بألم ، وبعد سماعه جملة مارك بدأ يضحك بهستيرية .
شاؤول : لقد حلَّ عليك شبح الموت يا فتى ، لن تحرجَ من هُنا حيَّاً
سحب مسدسه من داخل ثيابه ورفعه على رأسه مارك ، تقدمت مايا لتقف حائلةً بين المسدس ومارك .
شاؤول : مايا ، أتريدين ان يكرر السيناريو منذ ٥سنوات ؟ أتريدين أن أجبركي على إطلاق الرصاص على رأسه بنفسك ؟
ابتلعت غصَّةً في حلقها ، لا لن تتركه يتعذب قبل أن يموت ، تذكرت أمراً آخر ، آخر ما في جعبتها كي تتقذهما .
مايا : سأكتب كل الورثة التي حصلت عليها من جداي بإسمك
مارك : مايا !
شاؤول : لم تحصلي عليها بعد ، لا زال أمامكي سنتين
مايا : سأضعك المسؤول عن اصراف أموالي ، فقط دعهما أرجوك
نظرَ لها بتفكير بينما كانَ مارك يصرخ بها
شاؤول : فقط واحدٌ هو من ستنقذيه ، اختاري بينهما
فتحت عينيها بصدمة
مارك : لن تقتل أياً منا ، الشرطة بالطريق بالفعل
شاؤول : أتقصد مركز الشرطة الخاص بهذا الحي ؟ لا تنتظر عبثاً ، أخبرتهم أن لا يأتو
مارك : أيها اللعين !
شاؤول : والآن فلتختاري يا مايا ، أيهما تريدين أن أنقذ ؟
قالت مايا بيأس : أعطيك كل الدلائل والصور التي أخبئها ، فقط أرجوك ، أرجوك اتركهما يذهبان
شاؤول : تؤ تؤ تؤ ، لن يحدث ، لم يحدث وحتى لو سلمتني جسدك هنا والآن ، سيموت أحدهما يعني سيموت ، وإن أطلتي الأمر أكثر فسأقوم بتعذيبهما كلاهما ، ماذا تريدين ؟
أدرك مارك حجم المصيبة التي أقحم نفسه وأخاه فيها ، ولكنَّه لم يندم ولو قليلاً على محاولته مساعدتها .
نظرت له مايا بطرف عينها ، وفي تلك الأثناء كان ماكس يستعيد وعيه .
نظرَ له شاؤول وقال : اوه ها قد استيقظ الآخر
استغل مارك تشتت شاؤول بماكس وتهجم عليه كي ينتشل السلاح منه ، وقد نجح ، ولكن وقبل أن يدرك كانت رصاصةٌ قد إستقرت في ذراعه اليمنى ، السلاح بين يديه كيفَ حدثَ هذا !؟ ، نظرَ لشاؤول فأدرك أنه يحمل مسدسين ، رفع المسدس الذي انتشله منه في وجهه وأطلق رصاصة بإتجاهه ، مما تسبب بإصابة كتف شاؤول ، وكردِ فعلٍ منه أطلق شاؤول رصاصةً أحرى أصابت مارك ببطنه .
كل هذا تحت نظرات مايا التي أرادت أن تبكي ، أن تصرخ ، ولكن لا فائدة ، لقد أجبرت نفسها على كتم كل هذه المشاعر ، وقد علمت أن مارك نهايته وشيكة ، حاولت اقناع نفسها ، انه غير مهم ، لا شي مهمٌ لي ، الأهم أن أحيا ، لا أملك ولا أي ذرةَ مشاعو تجاههما .
غلفت قلبها بالقسوة كي تتجنب الألم الذي سيصاحب فقدانهما .
سقطَ مارك على الأرض ، صراخ ماكس ملأ الحي بأكمله ، وشاؤول يتقدم ببطءٍ لمارك ، نظر مارك تجاه مايا التي جمدت ملامحها .
مارك : مايا ، أنقذي ماكس ، لا تدعيه يقتله ، وأيضاً لا تبقي تحت رحمته ، أرجوكي ، أرجوكي اهربي منه .
صرخةٌ صدرت منه عندما داس شاؤول على مكان جرحه ، كورت مايا قبضتها بغضبٍ تحتمل ما تراه ، وصراخ ماكس مستمر ، تقدَّمت لمارك أكثر ، نظرَ لها من بين صرخاته .
شاؤول : أي أمنيةٍ أخيرة تود تحقيقها ؟
مارك : أريد رؤية إبتسامتك يا مايا .
رفعَ شاؤول سلاحه تجاه رأسه ، ومارك لا زالَ ينتظر تحقق أمنيته ، وبالفعل ، دار شريط ذكرياتها معه ، كانَ شخصاَ عزيزاَ ستفتقده ، إبتسمت لتلك الذكريات وهي تقطع وعداً على نفسها ، بأنها ستمحوها هنا ولن تكرر تعلقها بأحدٍ ما مجدداً ، ابتسم هو الآخر بسعادة ، وكأنه حقق مُناه من هذه الحياة .
مارك : وداعاً يا شقيقي ، أراك في الطرف الآخر
صرخ ماكس صراخاً مزَّق حنجرته ، ثم توقف ، توقف لسماعه صوت الرصاصة ، التي اخترقت رأس توأمه ، مظر لتلك الواقفةِ أمام جثةِ توأمه ببرود ، ثم عاد يصرخ
ماكس : سأقتلع رأسك هذا عن جسدك ، ستندم على اليوم الذي ولدت فيه ، سأحمل رأسك بين يدي وألقيه طعاماً للكلاب .
تقدم شاؤول له وضربه على رأسه حتى فقد وعيه مجدداً ، كان سيطلق النار عليه هو الآخر
مايا : ان اطلقت النار عليه فلتلحم بأن تأخذ بنساً واحداً
شاؤول : حسناً اذاً ، ولكن لن أراه حولك بعد اليوم ، والا يحدث له ما حدث لتوأمه ، هذا ما يحصل حين تحاولين الهرب مني مع عاهر ، فهمتي ؟
أنت تقرأ
.ضوء اخر النَّفق.
Dragosteصراعٌ بين العقل والقلب قلوبٌ تقع في الحب وقلوبٌ تهتدي للإسلام وجوهٌ سعيدة تخفي في قلبها ماضٍ أليم وأشخاصٌ يضحون بأنفسهم في سبيل الحب والوطن أصدقاء ينقذون بعضهم من على حافة الهاوية وأحباء يطعنون في الظهر كرهٌ يتحول لعشق وحبٌ يتحول لبغضٍ وبرود قل...