إستحالة العودة

147 6 7
                                    

السابع من أكتوبر من عام ٢٠٢٣/غزة الانفاق.

*قمر*
كان حامل عصبة عيون بإيدو
: أختي ، متأسف بس مضط...
قمر : لا لاء عادي بعرف ، أعطيني أربطها
أخذت العصبة من ايدو وربطتها ععيوني ، أهل غزة نفسهم بيعرفوش بأماكن الأنفاق تا أعرف أنا ، بعد ما ربطتها ععيوني بخمس دقايق ، حسيت السيارة بتنزل مثل دبة صغيرة لتحت ، كراج ؟ مشت السيارة جوا المكان يلي نزلنا عليه شوي ، وبعد فترة صغيرة وقفت
: أختي بتقدري تشيليها هلكيت
شلت العصبة عن عيوني ، ونزلت من السيارة ، ونا أتلفت حوالي ، متفاجئة متوقعتش هيك أبدا ! يعني بعرف عن إنو القسام عندهم أنفاق ، بس هاي مش بمستوى أنفاق عادية ، كأنها فندق ، نظيفة ومرتبة والبلاط والحيطان بيضة ، وممر طويل ، حتى الكراج فاتت عليه السيارة ، وفي كمان سيارة غيرها ، أتوقع يلي كانت فيها شمس شكلهم سبقونا
: رح اوخدك عالعيادة مبدأياً ترتاحي شوي ، لحد ما أحكي للمسؤولين عن وضعك ، الأخت يلي كانت معك موجودة بالعيادة غالباً ، لإنهم سبقونا بمسافة.
هزيتلو راسي ولحقتو ، مرينا طريق طويل
: سامحيني اختي الطريق طويل شوي على شان العيادة أقرب للجهة يلي منجيب منها الأسيرات المتصاوبات
قمر: مش مشكلة قلتها ونا تلفت يمين ويسار
الممر ملان غرف ، إشي عيادات للجرحى منهم ، وإشي غرف فيها تخوت ، وإشي غرف أسلحة ، حتى في مكتبة ! حرفياً كل شي موجود ، ومرتب ونظيف ، الغرف مرقمات ، بلش من رقم ٥٠ وعم يتنازل الرقم ، لحد ما وصلنا غرفة مكتوب عليها رقم ٢٥ وحرف "أ"موجود جنب الرقم
: وصلنا
وقف عند الغرفة ورن عجرس موجود عالباب ، شوي صغيرة وطلعت حجة عمرها بالخمسين محجبة ولابسة لبس ممرضات طويل ومستر
: السلام عليكم أم خالد ، دحط عندك أمانة لليوم ، أختنا من جنين صار معها ظروف صعبة شوي ، بتخرفك جوا
إم خالد ردت عليه
إم خالد : بعرف بعرف ، زيد خرفني كل شي ، وصلت يلي كانت معها قبل ربع ساعة ، اهلا وسهلا يبنتي اتفضلي
فتت معها لجوا وسكرت الباب وراها ، اتلفتت حوالي ، عيادة صغيرة فيها 3 تخوت والرابع البرادي مسكرات عليه ، شمس ؟ إتقدمت اشوفها وقفتني ام خالد تقول
: دشريها يبنتي ترتاح شوي ، عطيتها مسكن تهدى ونامت
قمر : بس هي منيحة صح ؟ يعني فش فيها اشي ؟
إم خالد : لا لا تخافيش يبنتي مفش فيها اشي ، بس نفسيتها تعبت شوي من يلي صار ، هس خرفيني انتي شو صار معك.
خرفتها كل شي من طقطق للسلام عليكم
إم خالد : ولاو كل هاد الحكي صاير معكم ، لا حول ولا قوة الّا بالله ، بقدرة ربنا الله نجاكن منهم يبنتي
قمر: الحمد لله عكل حال
إم خالد: المهم هس خليني افحصلك راسك مطرح الضربة ، إشلحي الشال يبنتي.
شلحت الشال وفكيت ربطة شعري ، مسكت راسي بايديها واتفحصتو من جميع الجهات
إم خالد: الحمد لله كدمة صغيرة ، بس اجت بمكان المخيخ وهاد يلي تسببلك بفقدان التوازن
(صحيح ما أغباني ، لازم أضرب عالمخيخ عشانو مركز التوازن ، ونا كنت نازلة خلع بيه عراسو من قدام ، هاض ونا دارسة تمريض والاولى عدفعتي كمان)
قمر : صحيح خالتو شكلهم الاسيرات لسا ما وصلو؟ لانو حكا المقاوم يلي جابني انو هاد المكان مخصص للاسيرات المصاوبات
إم خالد: لا الاسيرات زمان وصلن ، بس العيادة مقسمة لألف وباء ، باء أكبر من هاي بكثير وللأسيرات ، وبيراقبوها مقاومينا الله يقويهم ، أما هاي العيادة خاصة للعاملات هون ، عشان ناخد راحتنا.
(قضيت الصلوات يلي راحت علي وقعدت مع إم خالد أخذنا الكلام والحكي لحد ما صارت الساعة 3 العصر ، رن صوت الجرس ، قامت ام خالد تشوف مين وسكرت البرداي يلي موجودة عالباب لتمنع اي حدا من برا انو يقدر يشوف يلي جوا نادتني خالتو ام خالد من ورا البرادي)
إم خالد: البسي يبنتي عراسك يلا.
لبست عراسي فوق الكمادة بسرعة وطلعت ، إن شاء الله عبين ما أرجع تكون شمس فاقت واتطمن عليها ، لحقت المقاوم يلي مشى قدامي ، ونا لاحقتو انتبهت عالعيادة الثانية يلي مكتوب عليها ٢٥ باء ، كانت مفتوحة ، وكمان ملثمين واقفين حوالين التخوت ، صوت عياط وتوجع كثير من الأسيرات ، وصلنا لغرفة رقمها ١٧ يلي كان فيها ٣ ، واحد منهم مش ملثّم عمرو تقريبا بآخر ال ٥٠ يلي حكا أول ما شافني
: أهلا وسهلا يا بنتي ، إتفضلي إقعدي هون
أشرلي عكرسي محطوطة قبال طاولة ، رديتلو السلام ، وتوجهتلها اقعد
: الحمد لله عالسلامة أول إشي
قمر : الله يسلمك
إتنهد وقال : بعرف انو وضعكم صعب وما بدي أزيدها عليكي باللي رح أحكيه ، بس ما بدي ياكي تحطي أي آمال عالفاضي
بلعت ريقي ، بعرف يلي رح يحكيه ، ونا بالطريق لهون فكرت بالموضوع كثير ، بس ما اعترفت لحالي بالحكي يلي رح يحكيلي ياه هس.
: رجعتكم عجنين صعبة كثير ، شبه مستحيلة ولا مستحيل على الله ، بس حطي بفكرك انك انتي وبنت عمك رح تكملو حياتكم هون ، واحنا مستعدين نقدملكم كل يلي بتحتاجوه.
حكيت والغصة بحلقي :بعرف عمي ، بتشكركم عكل إشي قدمتولي ياه ورح تقدموها لولا الله ثم لولاكم لَ الله أعلم ايش عملو فينا
:الله السبب ونحن لسنا الا وسيلة
قمر : والنعم بالله
: رح يوخدو الشباب هس معلوماتك ، رح نتحرى عنك شوي يبنتي نتأكد من هويتكم ، إجراءات سلامة فقط
أومئتلو براسي ، قام عن الكرسي يلي مواجهتني قبال الطاولة وطرح السلام وطلع ، كان ضايل ٣ ملثمين بالغرفة منهم يلي وصلني لهون ،
قعد واحد قبالي بمكان الطاولة و وطال ورقة وقلم من على الطاولة وحكا : أغلّبك ، اسمك الكامل يختي ورقم هويتك ، وكمان للبنت يلي
معك
قمر : قمر عز الدين كمال أبو الرب ، ******0045 ، وبنت عمي شمس صلاح الدين كمال أبو الرب ، بس ما بعرف رقم هويتها
: مش مشكلة منندل عليها عن طريق معلوماتك ، شكراً لالك ، الحمد لله عالسلامة
قمر: الله يسلمك
حكا المقاوم يلي جابني : الحقيني اختي ارجعك عالعيادة
قمت ولحقتو وصلنا للغرفة ، رن الجرس أكثر من مرة ، إتأخرت إم خالد بالرد
حكيتلو: يمكن مشغولة ؟
كان بدو يرد على بس قاطعو إنفتاح الباب ، إم خالد فتحتو وأخيراً ، بس ليش عيونها حمر وكأنها كاينة تعيط، لا يكون صار إشي لشمس ! ، فتت لجوا سريع ، كانن البرادي يلي محاوطات تخت شمس مفتوحات ، بس في مقاوم واقف بالغرفة ، وشمس قاعدة وبتعيط مصدومة كمان ، طلع لبرا وضليت انا وام خالد مع شمس بالغرفة ، شوي وطلعت إم خالد كمان شمس بس شافتني زاد عياطها ، اتوجهتلها دغري عالسرير وحطيت ايديني عكتافها
قمر: شمس ! شمس ! إيش في ، حكولي ما صرلك إشي !
شمس : ما صرلي إشي ما تخافي ، بس بتعرفيني حساسة وبعيط من اي إشي ، أنقدني يلي كان عندي هون بآخر لحظة وكنت أتشكرو مش أكثر.
حكت وهي عيونها حمر حمر ، ما إقتنعت كثير ، بس مشيتلها ، حضنتها وقلتلها : خلص ، مرق كلشي على خير الحمد لله ، ونا كمان
أنقذوني بآخر لحظة مثلك ، لو أضل أتشكرهم اليوم كلو ما بيكفي
سألتني شمس : قمر ما عملولك إشي صح ؟ ، متكتميش زي عادتك قوليلي !
قمر : لا لا ما عملو إشي ما تخافي علي ، بس راسي بيوجعني شوي .
رجعت ام خالد وسمعتني بقول انو راسي بيوجعني : تعالي يبنتي أعطيكي مسكن ترتاحي شوي وتنامي.
اتطلعت على شمس يلي قالتلي: روحي يلا ، انا كمان درتاح شوي
وفعلاً قمت وتمددت عالتخت يلي جنب شمس ، واخدت المسكن من ام خالد وغفيت دغري

.ضوء اخر النَّفق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن