حَمزَة

126 6 25
                                    


29/10/2023

ها أنا ذا مجدداً ، أجري ، بحثت عن صوت الهمسات التي سمعتها في المرتين السابقتين ، ولكن لا يوجد ، إستمررت في الجري ، وعوضاً عن صوت الهمسات ، رأيت نوراً ، نوراً ضئيلاً ، جريت بإتجاهه ، بدأ يكبر شيئاً فشيئاً ، حتى رأيت بوابة نهاية النفق ، من خلفه مكانٌ جميل للغاية ، أشجار خضراء ، ونهرٌ صافٍ من حوله أزهار ، أردت الخروج من النفق نحوه ، ولكن عندما حاولت العبور ، جدارٌ غير مرئي منعني ، دفعته عدة مراتٍ بلا فائدة ، استسلمت بتعب
صوت ، صوت ضحكاتٍ عالية جذبتني ، قادمةٌ من الخارج ، هذا الصوت ، أعرفه جيداً
نظرت لمصدر الصوت من مكاني ، فاطمة ! ، مرتديةً فستاناً أبيض ، وتتأرجح على أرجوحة بسعادة ، حاولت مناداتها ، ولكن صوتي لم يخرج مهما حاولت !
أصواتٌ أخرى ، من الجهة المقابلة ، أصوات لم أسمعها منذ ٦ سنوات ، نظرت نحوها ، رأيت معلمتي هيلين وآرون معها ، بدأت الدموع تسيل من عيناي ، كان يطعمها عنباً ، وهي تبتسم له بكل حب وسعادة ، عدت لمحاولات دفع الباب المخفي ولا زلت أحاول لفت إنتباههم
_______
*الراوي *
وقفت أوليف فوق رأس مايا توقظها : مايا ، ماياااا ، قومي مايااا
استمرت في ايقاظها حتى بدأت بفتح عينيها
أوليف : قومي ليش نايمة عالأرض ؟
رفعت مايا جسدها ولا زالت عيناها لم تعتادا على الضوء ، حكّت رأسها متذكرةً ما حدث البارحة
مارتيريز : ألم تستيقظ بعد ؟
أوليف : ستحتاج وقتاً كي تستيقظ ، إذهبي مع ماري واسبقينا
أومأت لها وخرجت ، بينما بقيت اوليف فوق رأسها تنتظرها
أوليف : مايا خلصيني جيعانة ، صحصحي يلا
مايا : درجع انام
وقامت بتغطية نفسها بالغطاء مجدداً ، سرعان ما سحبته اوليف وشدت يدها كي تقف
مايا : اولييييف روحي كليييي بدي اناام
أوليف : قومي !
مايا : بديش
شهقت أوليف وقالت : هي زياد ، هي مشراضية تقوم
ما أن سمعت مايا اسمه حتى استقامت بسرعة
نظرت حولها ولم تجده ، التفتت لأوليف التي تضحك عليها
مايا : حيوانة ، مفجوعة
شهقت اوليف مجدداً : من وين متعلمة هاي الكلمة !
مايا : من قمر
أوليف : انقلعي انا مش مفجوعة إنتو أكلكم قليل
مايا : أها أكيد مثل ما بدك
مدت يديها للأعلى وقالت بألم : نومة الأرض بتؤلمم
أوليف : صح ليش نمتي عالأرض مبارح
تلافت سؤالها وقالت : يلا مش صحيتيني عشان نوكل اتفضلي
خرجتا من الغرفة ، التقتا بجورجيا ومعها ماري ، تجاهلتها مايا واستمرت في طريقها للمطبخ ، مرت بيزيد والباقين في الصالة ، كانوا مجتمعين على طاولة ويتشاركون الأكل ، جَرت لهم ماري وجلست في حضن يزيد الذي بدأ بإطعامها
بينما استمرت الفتيات في طريقهن للمطبخ ، مروراً بزياد الواقف على الباب يراقب ، ما أن رأته أوليف حتى قالت له : بقدر أروح عند أخوي ؟
أومأ لها فحملت صحنها
مايا : يا خاينة الك ساعة بتصحي فيي
همست لها أوليف : سوري بس مش رح أعرف أوكل قدامو
مايا : اها عشان تعرفي تفتحي تمك مثل التمساح
أوليف : بتشوفي حسابك بعدين بس أرجع
أخرجت لها مايا لسانها وخرجت أوليف لجاك ، نظرت مايا لزياد الذي يحدق بها بغضب ، فأدخلت لسانها بسرعة ونظرت للطعام أمامها
________
عند جاك*
دخلت أوليف الغرفة بعد أن طرقت الباب ، كان واقفاً عند النافذة المحاطة بقضبان رفيعة يراقب الأوضاع منها ، التفتَ لها ما أن دخلت ووضعت صحنها على الطاولة
جاك : أوليف ، مجدداً ، لقد أخبرتك أني أريد الأكل مع زياد والباقين فلتأكلي مع صديقتك
تقدمت له وقالت : لا أريد ، لن آخذ راحتي وهناك أحدٌ يراقبني
جاك : حتى تفتحين فمك مثل التمساح
وقفت تحدق به متفاجئة : أنت ومايا متفقان على هذه الكلمة أم ماذا ؟
جاك : لماذا؟
اوليف : لقد قالتها نفسها الآن!
ضحك جاك عليها : هذا لأننا نعرفك جيداً ، على كل حال هذه آخر مرةٍ تأتين هنا ، كلي مع مايا ، حسناً ؟
أوليف : أنظر أنظر للخائن ، لقد كنت تجبرني دائماً على تناول الطعام معك الآن تبيعني من أجل أصدقائك
تقدَّم لها وقرص خديها : ألا تأتين لي كل ليلةٍ و تدرسيني شيئاً عن الاسلام ؟ اريد أن أبقى باقي الوقت معهم
تمسكت بيده : أخي أتحبهم ؟
جاك : ما هذا السؤال بالتأكيد أحبهم ، رفقتهم ممتعة
أوليف : اذاً ماذا سنفعل حين نخرج ؟
جاك : ومن قال بأننا سنخرج ؟
اوليف : ماذا تقصد ؟
جاك : تعالي ، فلنتناول الفطور ثم أحدثكِ عن قصدي
_____
*مايا*
أنهينا الفطور وعدنا للغرفة ، وقفت أنظر لغطائي ووسادتي على الأرض
لويزا : مايا فلترتبي سريركِ !
مايا : إخرسي سأرتبه الآن
قمت بترتيبه ، فُتِحَ الباب بقوةٍ جعلتني أقفز من مكاني ، التفت فوجدت أوليف تجرني من ذراعي
أوليف : تعالي تعالي بسرعة !
قلت بتفاجؤ : ايش في ايش صار وين تاخذينني استنييي
لويزا : ماذا يحدث ؟
جرتني خارج الغرفة واتجهت بي لغرفة جاك ، كان الجميع في الغرفة ، نظرت لها باستغراب
أوليف : جاك حكا بدو يسلم !
نظرت له ، كان يقف وأمامه زياد وأحمد ، يقومان بمناقشةِ شيٍ ما معه ، ثم ابتعدوا للخلف وأفسحوا المجال ليزيد الذي قال
يزيد : إرفع إصبعك الشاهد وأعد من ورائي
نظرت ليده ، حيث رفع إصبعه
يزيد : أشهد
أعاد جاك من ورائه : أشهد
يزيد : أن لا إله
جاك : أن لا إله
يزيد : إلا الله
جاك : إلا الله
يزيد : وأشهد
جاك : وأشهد
يزيد : أن محمداً
جاك : أن محمداً
يزيد : عبده ورسول
جاك : عبده ورسوله
حين أنهى كلامه بدأوا بعناقه واحداً واحداً ، واحتضنتني أوليف هي الأخرى
الجميع سعيد والابتسامة تشق وجوههم ، ولكني لست كذلك ، وقفت محدقةً بهم ، والذكريات تعصف بي الى ذلك اليوم ، نفس الكلمات ، نفس الإصبع الذي رُفع ، نفس الإبتسامة
الكلمات التي لم أفهمها ذلك اليوم ، بتُّ أفهمها الآن ، شعرت بوجنتاي تبتلان ، لم ينتبه لي أحد سوى أحمد ، إبتعدت عن أوليف وخرجت مسرعة ، وقفت في الممر أمام غرفتي محاولةً تمالك أنفاسي
شعرت بأحدٍ خلفي فالتفتت ، أحمد وأدهم ، تقدمت لهما وقلت وأنا أرتجف
: معلمتي ، هيلين ، معلمتي قالت نفس الكلمات ، قالتهن قبل ما أطلق النار عليها
تقدم أحمد لي : ما بتعرفي ؟
: ايش بعرف ! هيك ، هيك يعني ، معلمتي ، معلمتي أسلمت ؟
أدهم : مايا انتي ما بتعرفي انها أسلمت !
: لل لاءء ما بعرف ، كيف ، كيف عرفتو انتو !!!
أحمد : كان بالملف
قلت بغضب. : أي ملف !
أدهم : ملف المحكمة ، من أسباب تبرئتك من الجريمة كان إنهم أسلموا !
قلت بهستيرية : إنهم إنهم إنهم ، مين إنهم ، آرون كمان ؟!
أومآ لي ، وضعت وجهي بين يداي محاولةً استيعاب ما يجري ، معلمتي وآرون أسلما قبل موتهما ، صحيح ، أتذكر إستماعي لأحاديث غريبة تدور بينهم ! كانت عن إسلامهم ؟!
زياد : ايش في هون !
رفعت رأسي بصدمةٍ أنظر لزياد الذي لحقنا ، مسحت دموعي بسرعة
أحمد : لاء ولا اشي بس تعبت شوي ، مايا فوتي
دخلت مسرعةً وارتميت في سريري ، أرجو أن لا يكتشف زياد شيئاً ، هو لا يعلم شيئاً عن ماضيي ولا أريده أن يعلم !
مارتيريز : مايا أأنتي بخير ؟
قلت لها من أسفل الغطاء : نعم بخير فقط اريد الاستراحة قليلاً
_____
*في الخارج *
نظر زياد لهما مستفسراً
تنهد أحمد قائلاً : هي بس ، إتأثرت من موضوع إسلام جاك
رفع زياد حاجبيه وقال ساخراً : إتأثرت ، اليهودية
أحمد : آه ، وأنا مثلك إستغربت بالأول ، بس بعدين بس شفت بعيوني صدقت
زياد : ايش شفت بالضبط
أخبرهما أحمد عن ما أخبرته خطيبته عنها ، وعن إستماعها لقرائتهم القرآن ، دهش أدهم هو الآخر
زياد : مبارح بس رحت صار هاض الحكي ؟
أحمد : آه
تشتت زياد مفكراً في ما سمعه ، أومأ لهما وعاد لجاك
أدهم : ليش ما قلتلو عن موضوعها
أحمد : اهدا ، القائد حكالنا منحكيش لحدا بلا ما هي تكون بدها
أدهم : وليش منشروهوش ؟ الفيديو
أحمد : أحسن هيك ، يلا تعال نرجع
_______
أوليف : ماايااااااااااااااااااااااااا ، ولك قوووووووومييييي
إستيقظت مايا بفزعٍ من صراخها بأذنها
مايا : ايش ايش في شو في ؟؟
أوليف : رجعتي نمتييييي ؟؟؟
مايا : ها ؟
قامت بقرصها من خديها بقوة
مايا : شو فيي !
ألقت أوليف جسدها على السرير مغطيةً وجهها بخجل وفرحة
جلست مايا على السرير تحاول استيعاب ما يجري ، نظرت لها نظرة مستغربة بينما حدقت أوليف بالسقف بحالمية
مايا : بتحتاجي دكتور نفسي
استقامت وتقدمت لها ثم عانقتها بقوة وقبلتها في وجنتها
مسحت مايا خدها مكان القبلة مستغربة : مالك ! ايش في انتهت الحرب ؟
أوليف : لاء
مايا : تزوجتي يزيد ؟
قالتها في سبيل المزاح ، ولكن أوليف غطت وجهها بخجل لدى سماعها ذلك
فتحت مايا عينيها على وسعهما ، بينما حدقتا مارتيريز ولويزا بهما غير مستوعبتان لما يجري
مايا : أوليف ؟؟؟؟!!!!!
وقفت وأجلستها على السرير أمامها
مايا : ابعدي ايديكي عن وجهك
قامت اوليف بازاحة اصبعين لتظهر عينيها المبتسمتين فقط
مايا : اوليف اشرحي ، الآن !
أزاحت يديها واستمرت بالابتسام
مايا : أوليف ! خلصيني
لوحت اوليف بيديها أمام وجهها المحمر بالكامل علها تبرد من حرارته
أوليف : يزيد خطبني
قالتها ودفنت رأسها في الوسادة ، بقيت مايا على وضعها تحدق بها
مايا : هااا ؟ متى وين كيف ، كم سنة نمت ؟
حولت بصرها للويزا وسألتها
مايا : كم لي نائمة ؟
لويزا : بالكاد ساعة ، ما بها أوليف
ألقت نظرة باتجاهها ، كانت لا تزال تدفن رأسها في الوسادة
مايا : لقد أصابها الخبال
تقدمت لها وانتزعت الوسادة من وجهها
مايا : هي كروكودايل ، احكيلي او بروح اسال يزيد نفسو
أوليف : لاء لاء دحكيلك
مايا : احكي بسرعة
أوليف : بعد ما طلعتي وتركتيني قبل شوي ، ضليت عند اخوي ، بس ضلينا لحالنا ، حكالي انو يزيد طالب ايدي منو مبارح
مايا : شو طالب ايدك يعني
اوليف : يعني يخطبني
مايا : شو دخل الايد بالموضوع
اوليف : بعرفش بس هيك بيحكوها
مايا : وينتا مبارح ؟
أوليف : بعد ما صارت الطوشة مبارح ، راح حكالو
مايا : طيب يعني ، رح تضلو هون حتى بعد ما تنتهي الحرب ؟
ردت أوليف بسعادة : يسسس ، رح نضل
أخفضت صوتها واقتربت من مايا مكملة : واسمعي اوعي هاد الحكي يطلع ، في مفاوضات قاعدة بتصير هس عايقاف الحرب
مايا : مين حكالك
أوليف : أخوي ، حمزة
مايا : حمزة ؟
أوليف : اسمو الجديد
مايا : أوليف ، بس تنتهي الحرب ، بتعرفي شو رح يصير
تقدمت اوليف لها وعانقتها بقوة : لاء ، مش رح تروحي عمطرح رح تضلي هون عندي
مايا : بس
اوليف : هص ، بس ييجي وقتو بييجي مقتو ؛ خلينا هس مبسوطات
غيرت مايا الموضوع : طيب يعني هس رسمي ؟
اوليف : لاء مش رسمي ، حكالي جاك ، قصدي حمزة انو اول ما تنتهي الحرب عخير ان شاء الله رح نكتب الكتاب ، بعد موافقتي طبعاً
مايا : كروكودايل موافقتيش دغري؟
أوليف : ولي ، تفكريش مسمعتش الاولى ، كروكودايل بعينك
ثم أكملت : مبلا وافقت دغري ، منيح كان جا. . حمزة بس معي بالغرفة ، ولا كان انفضحت
مايا : أكيد اول ما سمعتي الطلب قلتي ،
وقامت بتنعيم صوتها لتقلدها : نعم موافقة
أوليف : صراحة لاء ، عادلي القصة ٣ مرات تا استوعبت
ابتسمت مايا لها واحتضنتها : مبروك
أوليف : عقبالك انتي وزياد
تصنمت مايا في مكانها
ماري : ما به زياد ؟
أوليف : طل طل الكتكوتة ، اول ما سمعت اسم زياد نطت
ثم أكملت بالانجليزية : نريد أن نزوجه لمايا
شهقت كل من مارتيريز ولويزا بصدمة
مايا : ولي ، اوليف !
أوليف : هيهي ، رح أردلك كل عمايلك فيي ، مبارح اكتشفت انك بتحبيه
مايا : بحبوش !
أوليف : امبلا
مايا : بحبوووش
أوليف : امبلا امبلا امبلا
ماري : توقفنننن
نظرتا لها لتكمل : أنا من ستتزوج زياد !
نظرن لها الأربعة ثم انفجرن ضاحكات عليها ، استاءت ماري وخرجت منزعجة ، بينما تقدمت كلٌ من لويزا ومارتيريز لهما تستفسران عن ما سمعتاه ، حنت مايا رأسها بخجل
______
في الخارج*
خرجت ماري بغضب للخارج فتعثرت في طريقها ووقعت
زياد : انتبهي
قام برفعها وحملها للأعلى : أنتي بخير ؟
بدأت بالبكاء ، نظر لها باستغراب : ما بكِ ؟
ماري : زياد ، لن تتزوج صحيح ؟
زياد : ومن قال لكِ هذا ؟ بمن سأتزوج ؟
ماري : بالفتاة الجميلة
زياد : أي فتاة ؟
ماري : ذات العيون الخضراء
زياد : من هي ؟
ماري : مايا !
زياد : ومن أخبركِ هذا ؟
ماري : هي فعلت
زياد : لا لن أتزوج أحد لا تقلقي ، ولما تبكين ؟
ماري : لا تتركني اتفقنا ؟
زياد : لن اترككي صغيرتي لما انتي خائفة هكذا
ازداد بكاؤها : إشتقت لأبي ، متى ستعيدونني له
زياد : لا لا لا تبكي ، سنعيدك قريباً أعدكِ ، ثم ألم تقولي لي بأن لا أترككي ؟
أومأت له بحزنٍ : ولكني اريد أبي
مسح دموعها عن خديها : سنعيدك قريباً ان شاء الله ، قوليها
اعادت من خلفه : ان شاء الله
_______
خرجن جميعهن في وقت الغداء للمطبخ ، وشاركتهن أوليف هذه المرة لأن حمزة يأكل مع الباقين ، أنهين الطعام ووقفن ليعدن مكانهن
زياد : انتي خليكي
أشار لمايا ، وقفت مكانها مستغربةً من طلبه ، ألقت عليها أوليف نظرةً فضولية ولكنها خرجت وتركتهما على باب المطبخ
مايا : ايش ؟
زياد : اسمعيني منيح لاني مش رح اكرر حكيي ، الكلام التافه عن الزواج الي قاعدة بتحكي فيه بطليه ، فهمتي ؟
ابتلعت مايا ريقها قائلة : أي حكي!
قال بغضب : قلت ما رح اعيد ! ، ماري حكتلي كل اشي ، انتبهي عحكيك منيح ولا قسماً برب السماء بصير اشي ما رح يعجبك
مايا : بس مش أنا ال
زياد : ما بدي أسمع
تشبثت بثيابه : زياد بس
زياد : مايا ! مستحيل أحبك أو أتزوجك ، إطلعي هالأحلام من راسك
ردت عليه بغضب : ئيييي اسمعني ، على شو مغرور بحالك ، لو اجيت طلبتني واترجيتني ما رح أقبل ، فاهم !
قالتها واستدارت عائدة بغضب ، دخلت للغرفة وأغلقت الباب بقوة ، رمت جسدها على فراشها ودفنت تفسها بالغطاء
أوليف : مايا ؟
تقدمت لها وهزت جسدها
أوليف : ايش حكالك ؟
شعرت بانتفاضة جسدها فقالت : مايا بتعيطي ؟؟ لييش ؟
رفعت الغطاء عنها بالقوة
لويزا : ما بها ؟
أوليف : لا أعرف انتظري
أوليف : مايا ، مايا مالك قوليلي ، زياد حكالك اشي
رفعت مايا جسدها واحتضنتها تبكي ، وقصَّت عليها ما حدث
________
في المساء ، خرجت أوليف مع حمزة لتتوضأ وتصلي معه ، بعد أن علمه الباقون الكيفية بالتفصيل
بعد أن انتهوا*
أوليف : أصليت باقي الصلوات أيضاً ؟
حمزة : نعم ، مع زياد والباقين ، حفظت صورة الفاتحة أيضاً
أوليف : إذااا
حمزة : اذا ماذا
اوليف : سنبقى هنا للأبد اليس كذلك ؟
حمزة : نعم ، بالتأكيد ، وهذا أيضاً إن قبلتي الزواج بيزيد ، وإن لم تقبلي فس......
اوليف : لا لا أنا اقبل
قالتها بعفوية ، وضعت يديها على فاهها بعد أن أدركت ما قالت ، قهقه حمزة عليها
حمزة : لقد أخبرته بموافقتك بالفعل
اوليف. : انت تمزح !
حمزة : لا
اوليف : اخيي وماذا لو رفضت ؟!
حمزة : أنتي ؟ ترفضين ؟ أنا متأكد لو لم يقم هو بطلب يدكي لتقدمتي له بنفسكي
شهقت بصدمة : أخيييي
أكملو كلامهم حتى دقَّ شخصٌ على الباب ، ارتدت اوليف حجابها
حمزة : تفضل
فتح يزيد الباب ومن خلفه زياد
يزيد : الساعة ٨ ، عليكي العودة
أنزلت رأسها للأرض بخجلٍ بالغ ، أومأت له بهدوء وودعت حمزة وخرجت من خلفهما ، وأمام باب الغرفة ، رفعت بصرها قليلاً لزياد
أوليف : الموضوع الي صار عالغدا
زياد : مبديش أحكي بالموضوع
أوليف : مش مايا الي حكت ، أنا الي حكيت
زياد : مش مهم مين حكا ، ما تطلعو اشاعات زي هيك
اوليف : وليش تحكي مع مايا هيك ! بحكيلك أنا الي حكيت الحكي ، انا الي طلعت الاشاعة ، بدك تبهدل حدا بهدلني أنا
زياد : أنا ما بهدلت حدا ! انا بس حذرتها
اوليف : لعاد بتحذرني أنا ! مايا ما دخلها ما حكت اشي
يزيد : اهدو مالكم
أوليف : اسأل صاحبك ، من ساعة ما رجعت مايا لهس وهي تعيط بسببو
أخذ زياد نفساً عميقاً بينما نظر يزيد لهما بحيرة ، فتحت اوليف باب الغرفة وقبل أن تدخل قالت
أوليف : وبتعرف ، انتا اصلاً بتستحقهاش
ثم أغلقت الباب خلفها بقوة ، نظر يزيد له كي يسأله عن ما يجري ، ولكنه توقف عندما رآه يحدق في الباب بإستغراب
يزيد : مالك فاتح تمك زي الأهبل
نظر له بطرف عينه وقال مستغرباً : أنا
يزيد : انتا مالك
زياد : أنا ، بستحقهاش ، بستحقش اليهودية ، بتحكي معي كانت ؟
يزيد : لاء مع ام حسني ، وبعدين ليش بتضلك تحكي عنها اليهودية
تحولت تعابير وجهه للجدية وقال : لإنو إسمها كُفر
يزيد : شو الكفر ليش
زياد : بالروماني معناه آلهة الربيع ، استغفرالله
يزيد : والله ؟ مكنتش أعرف ، من وين عرفت ؟
زياد : بنت خالتي كان اسمها هيك ، وغيرولها اياه بالمحكمة
يزيد : آه ، بتذكر حكيتلي زمان عن هيك اشي ...... صح شو مالها اوليف
زياد : انسى خراريف بنات
_________
مايا : مع مين كنتي تحكي ؟
قالت ذلك لأوليف التي دخلت بغضب
أوليف : مع زياد
عدَّلت جلستها لتقابلها وجهاً لوجه وقالت : بتمزحي ، الحكي الي كنتي تحكيه كان مع زياد ؟
أوليف : صوتي واصلكم ؟
مايا : سمعت نص الحكي
تقدَّمت لويزا منهما : ما بالكم اليوم ، الكل يدخل غاضباً
نظرت أوليف لمارتيريز التي دفنت جسدها ووجهها في السرير
أوليف : ما بها مارتيريز ؟
لويزا : لقد صدَّها صلاح مجدداً
رفعت مارتيريز رأسها : لم يصدَّني يا لويزا فلتغلقي فاهكِ
لويزا : بل فعل ، كما واللعنة لقد أخبرتكي عدة مراتٍ أن تستسلمي ففارق العمر كبير !
مارتيريز : أنا لا أهتم لفارق العمر الل ، اللع..ين
مايا : ولما تُتأتِئين ؟
لويزا : لانها غير معتادةٍ على اللعن أو السب
أزالت أوليف حجابها وتقدَّمت لسرير مارتيريز منحنية لها
أوليف : ولكنَّ لويزا على حق ، فارق العمر كبير للغاية
مارتيريز : وفارق العمر بينها وبين أدهم كبير
تغيرت ملامح لويزا : وما دخل أدهم يا لعينة
نظرت مارتيريز باتجاهها : منذ أن قام بفصل الشجار بينكي وبين جورجيا وأنتي تنظرين له بنظرات حب ، لن تخدعي عيناي !
رمت لويزا وسادةً بإتجاهها قائلة : إخرسي !
حدَّقت أوليف أمامها فانتبهت لها مايا
مايا : ما بكي ؟
نظرت كلٌ من لويزا ومارتيريز لها
أوليف : لا فقط ، إنهم كالداء
مارتيريز : من ؟
مايا : تقصد صلاح والباقين
لويزا : ماذا تقصدين ؟
أوليف : لإن كل واحدة منا وقعت لواحدٍ منهم
أزاحت مارتيريز الغطاء عنها وجلست على السرير أمام أوليف
مارتيريز : وأنتي أيضاً !
إبتسمت أوليف بخجلٍ ونظرت للأرض
لويزا : من ؟
مارتيريز : بالتأكيد ذاك الشاب ، ما كان إسمه ، يزيد أليس كذلك ؟!؟؟
أومأت لها أوليف
أشارت لويزا لمايا : وأنتي زياد ، وهذه صلاح ، وأنا
مايا وهي ترفع حاجبيها لها : أدهم
ماريتيريز : إذاً أنتي تعترفين بذلك !
لويزا : إخرسي
أمسكت مارتيريز بيد أوليف قائلة : أخبروني بقصتكم رجاءاً رجاءاً رجاءاً رجاءاً
أوليف : حسناً حسناً ، ولكن بشرط أن تخبريننا أنت عن قصتكي مع صلاح
مارتيريز : موافقة
تربعت على السرير بينما جلست مايا واوليف على الأرض أمامها ، وتمددت لويزا على السرير تستمع أيضاً
.........يتبع

.ضوء اخر النَّفق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن