الثامن من أكتوبر من عام ٢٠٢٣/جنوب غزة
عودة إلى شمس *
كان زيد قد خلع اللّثام عن وجهه عند ركوبه السيارة ، ولكن نظراً لكون شمس لم ترفع وجهها له بتاتاً فلم تنتبه ، وصلو لعمارة سكنية مكوّنة من ثلاثة طوابق ، تَرَجّل زيد من السيارة لتلحقه شمس ، صعد السلالم للطابق الثاني وتوجّه لأحد الأبواب ليرن جرسه ، فُتِح الباب بعد مدة صغيرة وتطل من خلفه فتاة ترتدي إسدال صلاة ، التي ما أن رأت زيد حتى عانقته بقوة
مريم : زيد ! أووووف لو تعرف قديش خفنا عليك ، مختفي من مبارح ، انتَ بتعرف بالأحداث واللي صاير !
زيد : بعرف بعرف ، رح تفوتينا ولا نكمل حكي هون ؟
وبجملته كانت قد انتبهت لوجود شمس ، لتبتسم لها ابتسامة خفيفة
مریم : لا فوتو اتفضلو
لتفسح لهم مجالاً للدخول ، دخل زيد أولاً لتلحقه شمس بخطى مترددة ، أغلقت مريم الباب ورائهم وأزالت إسدال الصلاة ، فتاة بعيون خضراء قمحية البشرة ، بشعر أشقر غامق قصير يصل لكتفيها
زيد : جهّزتي اللي قلتلك عليه ؟
مریم : آه آه جاهز كلو ، هلكيت المهم تع قلي وين ضليت طول مبارح !
زيد : هلكيت بقلك ، وين سارة أول
مریم : بغرفتكم نايمة
زيد : طيب ، عبين ما تصحى خدي شمس عالغرفة ترتاح
لتنظر مريم بنظرة مترددة تجاه شمس ، ثم تمحوها محوّلتها الي بسمة طفيفة
مريم : تعالي اوخدك عالغرفة ترتاحي
لتلحقها شمس التي لم ترفع وجهها بتاتاً ، دخلتا لغرفة كان بابها من الصالة نفسها
مريم : هاي الغرفة ، خدي راحتك
لتخرج مريم مغلقةً الباب خلفها متّجهة لأخيها الجالس على كنب الصالة ، لتجلس بجانبه مسرعة
زيد : اصبري هلكيت بخرفك وين كنت
مريم : انساك من وين كنت ، زید مین هاي!
زید : مريم ، ما حدا يسألني مين هاي ، كل الي بتحتاجو تعرفوه إنها زوجتي شكلياً
مريم : بس ....
زید : مریم ، ما بتوثقي بأخوكي ؟
مريم : مبلا ، مبلا ، بس كيف رح تحكي لسارة
زيد : سارة بتوثق فيي كمان ورح تتقبل
سكتت مريم متقبلة إجابته ، فمنذ زواج أخيها وإنتقالها للعيش معه بعد إستشهاد أبويها ، لم تشهد شجاراً واحداً بين أخيها وزوجته ، فكان كلاهما يثق ثقة تامة بالآخر
مريم : طيب ، لعاد نرجع لموضوعنا الي قبل ، زيد وين كنت ! متنا رعب عليك ، ضليت انا وسارة طول مبارح سهرانات نرن عليك وندعيلك !
زيد : لما صارت الأحداث مبارح ضليت عند يزيد وصحابو ، وهلكيت تا صحلي أرجع
لم تدخل القصة رأس مريم ، فإذا كان قد بات عند يزيد ، من أين أتى بهذه الفتاة وتزوّجها !
مريم : ومعرفتش تمسك جوالك تشوف مين برن عليك ! والله عندي أخت وزوجة ، متنا رعب عليك قلنا اتصاوب بصاروخ أو إشي !
زيد : خلص شحنو بعرف انكن قلقتن علي كثير
قالها وهو يمسح على شعر مريم
مريم بغضب : تعيدهاش !
زيد : حاضر .... المهم مريم ، دوصّيكي عشمس ، بدي ياكي تعتبريها زي أختك وأكثر ، ومتحاوليش تحقيقات كونان هاي الي متعودة عليها معاها
مريم : بحاول
زید : مریم ! بمزحش جد ما تحاولي ، بزعل منك
مريم : ييي طيب طيب ... ماكل ؟
زید : أفطرنا قبل لا نيجي ، كم الها سارة نايمة ؟
مريم : صمدت لل٣ بالليل ، بتعرفها بتنام بعد صلاة العشا أصلاً فمنيح منها انها صمّدت
زيد وهو يحك رأسه : وانتي ؟
مريم : أنا بعدني منمتش من مرة
زيد : ولو ليش ! قومي قومي نامي
مريم : هو حضرتك خليت فيها نوم !
(ليقوم بشد خدها ) زيد : ولييي ، قومي نامي قومي
مريم : يلا هلكيت بقوم ، أصلاً لو إتأخرتلّك كمان ساعة نص ساعة كان لقيتني متشنكحة بالأرض نايمة
ليضحك زيد عليها ثم يقول متذكراً : مريم قبل لا تنامي إفقدي شمس إذا بدها إشي ، وأصري عليها
مريم : طيب ماشي ، تنشوف شو آخرتها معك
أنت تقرأ
.ضوء اخر النَّفق.
Roman d'amourصراعٌ بين العقل والقلب قلوبٌ تقع في الحب وقلوبٌ تهتدي للإسلام وجوهٌ سعيدة تخفي في قلبها ماضٍ أليم وأشخاصٌ يضحون بأنفسهم في سبيل الحب والوطن أصدقاء ينقذون بعضهم من على حافة الهاوية وأحباء يطعنون في الظهر كرهٌ يتحول لعشق وحبٌ يتحول لبغضٍ وبرود قل...