استجواب وَ تعذيب

127 7 12
                                    


٢٨/١٠/٢٠٢٣
*قمر*
بعد أن خبأت مكان أوليف ويزيد ، شعرت بيدٍ تسحبني للخلف ، طوقني الجنود من كل مكانٍ يشدوني من حجابي وشعري وجسدي ، ويتكلمون بالعبرية بغضب ، سحبني أحدهم وأمسك فكِّي بقوة ، كلَّمني بالعربية قائلاً : وين الي كنتي معاه ، شفناكي مع واحد من حماس
هززت رأسي متظاهرةً أني لا أعلم عمَّا يتكلم ، شدد من قبضته على فكي حتى شعرت أنه سيكسره وقال : وينو قلت ! فات معاكي هون وين راح !
دعوت الله أن لا ينتبه للنبتة على الجدار ، وقرأت ، وجعلنا من بين أيدهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
إلتفت لباقي الجنود وأخبرهم بالعبرية بشيءٍ ما ، سرعان ما توزعوا في المكان وطوقوا المبنى ، ترك فكي وقام بجري من شعري الذي خرج حراً بعد أن فكوا حجابي ، حاولت مقاومته كثيراً فصفعني بعنف ، أخذني لآخر الشارع وقام بإدخالي لإحدى الدبابات .
ما أن دخلنا حتى ثبتني على الحائط
صرخ قائلاً : قولي وين الإرهابي الي كان معك
هززت رأسي بأني لا أعلم
إرتفع صوته أكثر : قولي !
: ما بعرف ما بعرف والله ما بعرف عن ايش بتحكي
سأتظاهر بعدم معرفتي عن ما يتكلم ، كان يصرخ بي بينما لم أستمع له وحاولت تأسيس سيناريو يصدقونه ، فإن تأكدوا من أني كنت مع أحد المقاومين لن يتركوا عظمةً سليمة في جسدي وسيفعلون المستحيل كي أتكلم ، بالطبع لن أفعل مهما حدث بإذن الله ، ولكن علي محاولة الوقوع دون ذلك من الأصل
سئم الحديث معي فصفعني مجدداً ، ومجدداً
: قلتلك ما بعرف اشي ما بعرف عن مين بتحكيي
إسودت عيناه من الغضب ، أمسك رأسي وضربه بجدار الدبابة ، وفعلها مجدداً ، حتى فقدت الوعي .
.....................
فتحت عيناي بصعوبة ، حاولت تحريك يداي دون فائدة ، كانتا مكبلتان خلف الكرسي التي أجلس عليها ، كذلك قدماي ، ذكرني هذا الموقف باليوم الذي إختطفت فيه مع شمس ، نظرت حولي ، غرفة فارغة عدا الطاولة والكرسي الآخر مقابلي ، تشبه غرف التحقيق التي أراها في المسلسلات .
دخل الجندي الذي ضربني وأفقدني وعيي ، كان يرتدي ملابس مدنية لا ثياب الجيش
قلت بخوف : وين أنا ؟
سحب كرسياً ووضعه بجانبي وجلس عليه بالمعكوس ، أدار كرسيي لجهته
أجابني : تل أبيب
شهقت بخوف ، لقد أخرجوني من غزة وأحضروني لهنا ! لأي سبب ؟ يا الله فلترحمني برحمتك ، ماذا سيفعلون بي
: ليش ؟ ليش جبتوني هون
قال : رح نحقق معك ، وما رح تطلعي من هون ، الا لما تحكي مكان الارهابي الي كان معك ، واحكيلنا كل اشي بتعرفيه عنهم ، ووين كنتو
قلت بقلق : حكيتلك ما بعرف اشي عنهم ، رجعني
أجابني : وين أرجعك ؟
: عغزة !
إبتسم ساخراً ثم ضغط على زرٍ على الطاولة التي أمامي ، فتحَ أحدهم الباب وقال شيئاً بالعبرية ، بدا أن ليونارد والذي عرفت إسمه الآن من الجندي الآخر ، قد أملى عليه أمراً ، خرج الآخر مغلقاً الباب خلفه ، نظرت لليونارد أمامي محاولةً فهم ما يريد فعله ، عاد الجندي بأوراقٍ وناولها له
ليونارد : ليش بدك ترجعي عغزة ؟
قلت مستغربة : ايش هالسؤال الغريب
يا الله ، بالتأكيد علموا بأني من جنين ! ، وبالفعل رفع الأوراق التي أحضرها الجندي في وجهي ، كانت تحوي معلوماتي ومكان ولادتي وسكني
ليونارد : قمر جرادات ، من جنين ، طلعتي مع امك عشان تتعالج للسرطان ، واتبلغ عن فقدانك انتي وبنت عمك ، صح حكيي ؟
إبتلعت ريقي بخوف ، وأكملت بناء السيناريو في رأسي
ليونارد : قوليلي ، كيف وصلتي غزة ؟
إستمررت بالنظر في عينيه
قال بخباثة : باليوم الي اختفيتي فيه ، رجعنا للكاميرات وللنظام الأمني ، إنخطفتي مع بنت عمك ، وأخدوكن لسديروت
مدَّ رأسه تجاهي أكثر وأكمل : واحزري مين كان بسيديروت بنفس اليوم تقريباً
إزدادت دقات قلبي كثيراً ، لن ولن أتكلم بشيءٍ عنهم وإن كسروا لي كل عظامي
عاد لنبرته الجادة : احكيلي أماكنهم وأسماءهم وأشكالهم ، كل اشي رح تحكيلي
قلت برجفةٍ في صوتي : ماشي رح أحكي ، بس بشرط
إبتسم منتصراً : قولي
: بدي حجابي
ليونارد : بسيطة
قالها وأحضر لي حجابي ووضعه على رأسي
ليونارد : بلشي
أخذت نفساً عميقاً : بالفعل مثل ما قلت ، انخطفت مع بنت عمي ، وب ٧ اكتوبر فاتوا ، بس مش المقاومة الي اخدتني
قال مستفسراً : ولا مين ؟
: أهل غزة نفسهم ، من خارج المقاومة
وقف على قدميه وطوق عنقي بيده بقوة لدرجة لم أستطع أن أدخل الهواء لرئتي
صرخ بي بغضب : ما تكذبي ! والجثث الي لقيناها مكان ما انخطفتي
شعرت بنقص الأكسجين عن دماغي ، وبدأت الضلال السوداء تغطي بصري ، أفلتني لأشهق بأنفاسٍ عميقة في محاولة تعويض الأكسجين
قلت بعد أن انتظمت أنفاسي قليلاً : ما بعرف ، أكيد المقاومين بعد ما هربت
ليونارد : وبنت عمك وين
أخرجت الدموع من عيناي بالقوة : ماتت ، اغتصبوها لحد ما ماتت
ليونارد : ومين الشب الي كنتي معاه بس مسكناكي !
: الشب الي انقذني ! هو مدني وما الو اي علاقة بالمقاومة
قام بركل الكرسي التي كان يجلس عليها ، والتفت لي وصفعني
ليونارد : كذابة ! كذابة مش هاض الي صار ، انتي اتعاملتي معهم ، ولحد ما تعترفي فش الك طلعة من هون
قام بصفعي مجدداً ثم أمسكني من شعري بقوة
ليونارد : بدك تحكي ولا أكمل ؟
لم أنطق ، فصفعني ، شعرت بطعم الدم في فمي ، أكمل صفعي وشدَّه لشعري لوقتٍ لم أستطع إدراكه
ليونارد : طيب ، مثل ما بدك
قالها وخرج ، تنفست الصعداء قليلاً ، ولكن ذلك لم يدم ، عاد وهو يحمل أدوات وضعها على الطاولة  ، رأيته يسحب خنجراً ، تقدَّم نحوي
قلت بخوف : ايش بدك تعمل
ليونارد : إسّا بتعرفي
قالها وإنحنى لقدمي ، شعرت بالخنجر. يشق لحمي ، ليس شقاً عميقاً بل خفيف ، ولكنه مؤلم لفتاةٍ لم تعتد على الجروح مثلي ، صرخت بألمٍ وحاولت الابتعاد دون فائدة
ليونارد : بدك تحكي ولا لاء !
بقيت على صمتي ، ازداد غضبه وأكمل ما كان يفعله ، ثم عاد لوجهي ، وعوضاً عن صفعي بدأ بلكمي
قال بغضبٍ فتَّاك : احكييي وين أماكنهم ! وين بنتي ماري إحكي وين أخذتوها !
................
إستمر بتعذيبي عدةَ ساعات ، لم يسمح لي بأن يغمى علي ، فكان يغرقني بالماء كلما فعلت ، حتى فتح أحدهم الباب وقاطعه ، نظرت بطرف عيني التي تورمت من لكماته ، كان يكلمه شخص يرتدي ملابس مهندمة للغاية ،  بدا أنه رئيسه ، أو أن له مكانة أعلى منه ، خرج معه ، بقيت لوحدي لفترة ، بعدها دخل جنديٌ آخر ، كلَّمني بالانجليزية يستجوبني بذات الأسئلة
أخبرته بالقصة التي قلتها لليونارد ، قام بتعذيبي هو الآخر ، أحضر كماشةً غريبة الشكل ، وقام بإقتلاع إظفري من يدي بينما أعاد طرح أسئلته مجدداً ، ولكن لم تتغير إجابتي ، حاولت تشتيت نفسي بتذكري والداي ، ماذا قد يكون حصل لهما ، أهما بخير ؟ أرجو أن لا يكون أبي قد نسي أدوية الضغط خاصته ، كنت أذكرها به دائماً ، وماذا عن سرطان والدتي ، يا الله ، فلترحمهما وتمنحهما الصبر ، وإمنحني أنا أيضاً يا الله
______
إستمر الوضع ليومين ، لم أتزحزح من مكاني على الكرسي ، كانو يسقوني القليل من الماء فقط للبقاء على قيد الحياة
ومن منتصف تعذيب الجندي لي ، دخل ليونارد ومعه شخصٌ آخر ،
تكلَّم الذي عذبني بالإنجليزية : لا أظن أنها تكذب ، من خبرتي هي تقول الحقيقة ، كل من عذبتهم قالو الحقيقة عند إقتلاعي للظفر الأول من يدهم ، بينما هذه ، إقتلعت ثلاث أظافر ولا زالت تقول القصة ذاتها   
قال من يبدو أنه رئيسهم محدثاً ليونارد : إذاً لا فائدة لنا منها ، يبدو أنك أخطأت يا ليونارد ، خذها واقتلها اليوم
ليونارد : ولكن يا سيدي
صرخ به : ليونارد ، أضعنا وقت جنودٍ قدموا من أمريكا لمساندتنا معها ، خذها لمكانٍ ما واقتلها ، الآن
الحمد لك يا الله ، يبدو أنهم إنتهوا من تعذيبي
خرج الاثنان وبقي ليونارد عندي ، نظرت له بطرف عيني التي زاد تورمها ، فكَّ قيدي وحملني على كتفه ، لم أقوَ على الحراك فلم يسلم أي طرفٍ من جسدي من لكماتهم
ألقاني في سيارة وبدأ قيادتها ، أغمضت عيناي براحة
................
إستيقظت على سريرٍ في غرفة جميلة ، شعرت بسائلٍ يتدفق لذراعي ، نظرت لها لأجد محلولاً طبياً موصولاً بيدي ، يوجد تواليت به مرآة ، نظرت لوجهي ، ممتلئ بالدماء والكدمات حتى بالكاد تعرفت على نفسي ، وشعري فوضوي للغاية ، حاولت الوقوف والألم يجتاح كل جزءٍ من جسدي ، سحبت ابرة المحلول من يدي واتجهت للباب ، جاولت فتحه ولكنه مغلق ، شعرت بقدوم أحد ، فُتِح الباب فتراجعت للخلف بتوتر
ليونارد : صحيتي ؟
: ليش انا هون ، ليش ما قتلتني مثل ما قالولك !
إقترب ناحيتي ، تراجعت للخلف حتى اصطدمت بالحائط خلفي ، أمسك ذقني بيده
ليونارد : لإني مش مصدق إنو مالكيش علاقة بالارهابيين
حاولت ابعاد يده عن وجهي وقلت : إتركني ، حكيتلكم قصتي ، ما دخلني اذا مش مصدق
ليونارد : بس الإشي مش بإيدك ، بإيدي أنا ، أنا الي رح أقرر وينتا تموتي ووينتا تعيشي
قلت بثبات : الله الي بقرر
دفعت يده عن وجهي بقوة فثبت كلتا ذراعاي بيد واحدة ولم أقدر على الحراك ، وبإصبع يده الإخرى تلمَّس تقاسيم وجهي
ليونارد : أنا برأيي ، انتي أخبث بكثير من ما مبين عليكي ، حتى إنك ساعدتيهم ، مش بس بتعرفيهم
: شيل ايدك عني
إبتعد للخلف متنهداً وقال : الحمام جاهز ، فوتي نظفي حالك
: ما بدي اتركني اروح !
أخذ نفساً عميقاً : روحة ما في ، يا بتتحممي لحالك ، يا أنا بحممك ، ايش بدك ؟
إبتلعت ريقي وقلت : أنا
ليونارد : من الأول ، الحقيني
: وين الأواعي قبل كلشي
إقترب مني وثبتني مجدداً ، تسللت يده تحت ثيابي بينما تلوى جسدي في محاولاتٍ للإبتعاد ، شعرت بيده تلامس بطني وترتفع للأعلى
ليونارد : تنغريش بحالك انك بتتأمري ، لو بدي إسّا وهون بعريكي كلك ، الحقيني وانتي ساكتة
قلت بسرعة : طيب طيب آسفة
تركني فأنزلت ثيابي للأسفل سريعاً ، سار خارج الغرفة وتبعته ، أشار لي للحمام ، دخلت وأغلقت الباب خلفي ، إستمعت لصوته من خلف الباب
ليونارد : معاكي نص ساعة ، تفكريش انو ما في مفتاح احتياطي ، وتحاوليش تدوري عطريقة للهرب ، اذا مرقت النص ساعة وما لقيتك نظيفة رح أنظفك أنا ، الأواعي عندك
قال ذلك أثناء بحثي عن أي شيءٍ يساعدني على الهرب ، ولكن دون جدوى ، لا نوافذ هنا ، تنهدت مستسلمةً ودخلت أسفل الدش بعد أن نزعت ثيابي المتسخة بالكامل ، بالتأكيد بعد أن تأكدت أن لا كاميرات مراقبة في المكان ، ولكن الخوف لا زال يعتريني ، ففي هذه الأيام يوجد كاميراتٍ لا تُرى بالعين المجردة ، توكلت على الله وبدأت تتظيف جسدي ، وقد شعرت بالألم يخف مع الماء الساخن الذي أراح كدماتي .
إرتديت البيجامة التي كانت شبه محتشمة وفتحت الباب ، كان يتكلَّم بالهاتف في الممر ، إنتبه لي فتقدم ناحيتي
: بدي حجاب !
أنهى المكالمة ومد يده يلامس شعري القصير المبتل ، أبعدت رأسي ليفلته ، أمسك ذراعي بقوة وجرني عائداً للغرفة التي أتيت منها ، كان قد أزال المحلول ، أجلسني على السرير بعنف
ليونارد : طالما انتي هون ما في حجاب ، طالما انتي مش حاكية عن حماس ما في لا طلعة ولا حجاب
: قلتلك ما بعرف ولا واحد منهم !
إلتفت للتواليت وأحضر مشطاً وعاد لي
ليونارد : وأنا قلتلك مش مصدقك
مد المشط يحاول تسريح شعري فتراجعت للخلف
: زيح عني !
أمسك فكي بقوة
ليونارد : بتحبي أغتصبك ؟
فتحت عيناي على وسعهما بصدمة ، أيحاول تهديدي بشرفي ؟
ليونارد : لعاد اخرسي
عاد ليمد يده لشعري ، ابتعدت مجدداً قائلة
: حاول ، رح أضل أقاومك تا أموت ، وبتعرف ساعيتها شو بيعتبرني ربي ؟ شهيدة !
إبتسم لي بسخرية ، ثم ما لبث حتى دفعني للسرير خلفي وثبت يداي فوق رأسي ، فتح الجرور بجانب السرير وسحب حبلاً ، وضع قدمه على معدتي يمنعني من الحركة وربط يداي بالسرير فوقي ، حاولت مقاومته بقدماي ففعل ذات الأمر لهما ، عاد يجلس فوقي بينما تسللت يداه أسفل بلوزتي
ليونارد : أشوف كيف بدك تموتي وانتي تقاومي ، فرجيني
إرتفعت يداه أكثر فبدأ ناقوس الخطر يعمل عندي ، قلت برجاء : لاء لاء خلص آسفة
إبتسم برضا وقام بفك الحبال ، جلست أعدل ثيابي ، إقترب مني بالمشط وسرَّح شعري بهدوء ، يا الله فلتنقذني من هذا المريض النفسي .
أعاد المشط لمكانه وسحب علبة كعلبة الدواء ، فتحها وإقترب مني ، كنت سأقاومه فرفع لي حاجبيه ، إستسلمت له للآن ، دهن من الدواء على آثار الكدمات في وجهي ، ثم رقبتي حيث حفرت يداه أثراً حين خنقني سابقاً
ليونارد : إكشفي عن جسمك
: نعم ؟
ليونارد : قلت اكشفي عن جسمك ، بدي أحط عالكدمات
: لاء بديش !
ليونارد : مش بكيفك ، أو
: إغتصبني ، لاء إغتصبني أحسن عالأقل بالإجبار
ليونارد : مثل ما بدك
قالها فحاولت الهروب ، ثبتني على السرير مجدداً ، حاولت مراراً وتكراراً المقاومة ولكن هيهات أمام جسده المدرب المفتول بالعضلات
أعاد ربطي مجدداً بسهولة ، كيف تموت الفتيات أثناء اغتصابهن !
حاولت الحراك كثيراً وكثيراً بلا فائدة ، والآن سأعود للحل الأخير
: لاء لاء خلص ، برد عليك
ليونارد : لاء ، لازم تتعاقبي عشان ما تعيديها
قالها وشقَّ ثيابي العلوية بحركةٍ واحدة ، صرخت بصوتٍ عالٍ فأغلق فمي بقطعة قماش شدَّها جيداً ، عراني بالكامل من الأعلى بينما تجول بيداه وفمه القذر على جسدي ، إختنقت صرخاتي داخل حلقي ، رفع جسده عني بينما بقي فوقي ، نظر لي وأمسك طرف بنطالي
ليونارد : أكمل ؟
هززت رأسي والدموع ملأت وجهي
ليونارد : لعاد بتردي علي شو ما بقول ، فهمتي ؟
أومأت له مستسلمة
ليونارد : بس افكك ، بتحاولي تضربيني او تلمسيني ، ساعيتها صدقيني ما برحمك وبجيب صحابي يشاركوني فيكي
إرتعبت من الفكرة فأومأت له مجدداً سريعاً ، أزال قطعة القماش من فمي وقام بفك الحبال ، غطيت جسدي العلوي بكلتا ذراعاي والدموع لا زالت تسقط من عيناي ، أمسك ثيابي وأشار لي كي يلبسني اياها ، استسلمت له ، أحضر بلوزةً أخرى غير التي شقَّها وألبسني اياها ، أعاد امساك علبة الدواء
ليونارد : اشلحي البنطلون
نظرت له برجاء علَّ قلبه يرقُّ لي ولكن لا فائدة ، وقفت أمامه وخلعت بنطالي بدون محاولاتٍ للمقاومة فهذه المرة لا مهرب لي بالتأكيد ان فعلت ، ولكن عيناي لم تتوقفا عن ذرف الدموع
قام بوضع الدواء على الكدمات في رجلاي بينما ارتجف جسدي بضعفٍ تحت لمساته
ليونارد : البسي واقعدي جنبي
فعلت كما قال
ليونارد : إسّا اشلحي البلوزة
خلعتها ونظرت أمامي للمرآة ، كان جسدي ممتلئاً بالكدمات والضربات ، الى جانبها آثار تركها الآن
ليونارد : تعيطيش ، طالما بتردي علي بشو ما بحكيلك ما رح ألمسك
أكمل بخباثة : إلا إذا بدك
نظرت له بطرف عيني بقرف
: ليش ما تستعمل نفس الاسلوب وتعرف الحقيقة اذا بعرفهم او لاء
إستمر بوضع الدواء بينما قال
ليونارد : لإنك مستعدة أغتصبك ١٠ مرات وما تعترفي عنهم ، عارفلك من عيونك
إبتلعت ريقي بتوتر وقلت : لإني ما بعرفهم أصلاً تا أعترف عنهم ، وكيف بدك تطلع المعلومات الي مفكرني بمتلكها
ليونارد : انتي ما تخافي أنا عندي أسلوبي ، إلبسي
شعرت بنغزةٍ في صدري ، ما الذي يخطط له هذا اليهودي ؟ ، ارتديت ثيابي على عجل ، لم يزحزح عينيه عني ، وقف عن السرير ومد يده لي
ليونارد : تعالي
وقفت من غير أن أمسك بيده
أمسك ذراعي بغضب : إرجعي إقعدي وامسكي ايدي
: أنا مش عبدة !
ليونارد : ومن وينتا العبدات بيمسكو اديهن عشان يوقفن
: بس مش بالاجبار !
ليونارد : الحبال لسا عالتخت اذا بدك
حبست غصةً في حلقي وجلست مجدداً ، مد يده فأمسكتها ووقفت ، سار بي خارج الغرفة ولم يفلت يدي ، نزلنا درجاً للطابق الأول وأخذني للمطبخ ، فاحت رائحة الطعام ، أجلسني على الكرسي أمام الطاولة ووضع صحناً يحوي لحماً وأرز أمامي ، بقيت أنظر للطبق ولم أمسسه
ليونارد : كلي شو بتستني ؟
: ما بدي
ليونارد : قلت كلي
: ايش نوع اللحمة ؟ اكيد مش رح تعملوها عالطريقة الاسلامية ، ما بدي !
تنهد بغضب وأزال اللحم من الصحن
ليونارد : كلي الرز وبلقالك حل للحمة بعدين
: والرز ما في اشي ؟
قال بسخرية : أكيد مش رح يحطو كحول أو لحم خنزير فيه
أمسكت الملعقة بتردد ، وضعت لقمةً في فمي ، أعجبني طعمه للغاية
ليونارد : زاكي ؟ انا طبختو
هو يمزح بالتأكيد، لم أجبه وأكملت صحني ، وضع لي صحناً آخر
ليونارد : كلي
: لاء شبعت
ليونارد : قلت كلي
لما أشعر بأني في قصة التوأم اللذان ضاعا بالغابة ووجدتهما ساحرة ، أيريد أن يأكلني فيما بعد ألهذا يصرّ علي بالطعام ، كي أسمن ؟ ، إذاً في هذه الحالة يُعتبر هو الساحرة ، ضحكت على الفكرة فإنتبه لي ، رفعت رأسي أنظر له ، كان يحدِّق بي ، جلس على الكرسي بجانبي وسحب سيجارةً يدخنها
: تدخنش حدي !
لم يجبني بل نفخ الدخان في وجهي ، وقفت أهف بيدي كي تبتعد الرائحة عني
ليونارد : ارجعي مكانك
: ما بدي !
وقف أمامي ببطء ، سحب نفساً آخر ولكنه لم ينفخه في وجهي ، بل حبسه وثبت وجهي بيده ، دفن شفتاه بشفتاي ونفخ الدخان في فمي ، ضربته على صدره كي يبتعد ، أسقط السيجارة من يده وثبت يداي يعمِّق قبلته ، ابعد شفته قليلاً ليسنح لي باخراج الدخان ، سعلت عدةَ سعلاتٍ حتى لم يتبقى أيٌ منه بحلقي
كرر كلامه : ارجعي مكانك
عدت للكرسي سريعاً ، سحب سيجارةً أخرى وأشعلها ، استمر بالنفث في وجهي ، حاولت التحمل حتى أنهاها
شعرت بالعطش الشديد فقلت : عطشانة
أحضر إناءً وكأس ، صب لي الماء فيه وناولني اياه ، تجرعته دفعةً واحدة ، ما أن وضعته على الطاولة حتى أعاد ملأه لي ، شربت نصفه ، فكرت في أن أحضر سكيناً أو شيئاً ما ، ولكن أجلت الفكرة حتى أستكشف المكان أكثر ، وحتى تشفى كدماتي أيضاً .
وضعت رأسي على الطاولة وأغمضت عيناي قليلاً ، ما لبثت أن فعلت حتى شعرت بجسدي يرتفع للأعلى ، حملني بين ذراعيه
: ايش بتعمل نزلني
ليونارد : هششش ، تحكيش
خفت من أن أقاومه أكثر فسكتْ ، أعادني للغرفة بالطابق الثاني ، مددني على السرير وقام بتغطيتي
ليونارد : نامي
وكالسحر ، عدت للنوم سريعاً
..............يتبع

.ضوء اخر النَّفق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن