٢٨/١٠/٢٠٢٣
*قمر*
بعد أن خبأت مكان أوليف ويزيد ، شعرت بيدٍ تسحبني للخلف ، طوقني الجنود من كل مكانٍ يشدوني من حجابي وشعري وجسدي ، ويتكلمون بالعبرية بغضب ، سحبني أحدهم وأمسك فكِّي بقوة ، كلَّمني بالعربية قائلاً : وين الي كنتي معاه ، شفناكي مع واحد من حماس
هززت رأسي متظاهرةً أني لا أعلم عمَّا يتكلم ، شدد من قبضته على فكي حتى شعرت أنه سيكسره وقال : وينو قلت ! فات معاكي هون وين راح !
دعوت الله أن لا ينتبه للنبتة على الجدار ، وقرأت ، وجعلنا من بين أيدهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
إلتفت لباقي الجنود وأخبرهم بالعبرية بشيءٍ ما ، سرعان ما توزعوا في المكان وطوقوا المبنى ، ترك فكي وقام بجري من شعري الذي خرج حراً بعد أن فكوا حجابي ، حاولت مقاومته كثيراً فصفعني بعنف ، أخذني لآخر الشارع وقام بإدخالي لإحدى الدبابات .
ما أن دخلنا حتى ثبتني على الحائط
صرخ قائلاً : قولي وين الإرهابي الي كان معك
هززت رأسي بأني لا أعلم
إرتفع صوته أكثر : قولي !
: ما بعرف ما بعرف والله ما بعرف عن ايش بتحكي
سأتظاهر بعدم معرفتي عن ما يتكلم ، كان يصرخ بي بينما لم أستمع له وحاولت تأسيس سيناريو يصدقونه ، فإن تأكدوا من أني كنت مع أحد المقاومين لن يتركوا عظمةً سليمة في جسدي وسيفعلون المستحيل كي أتكلم ، بالطبع لن أفعل مهما حدث بإذن الله ، ولكن علي محاولة الوقوع دون ذلك من الأصل
سئم الحديث معي فصفعني مجدداً ، ومجدداً
: قلتلك ما بعرف اشي ما بعرف عن مين بتحكيي
إسودت عيناه من الغضب ، أمسك رأسي وضربه بجدار الدبابة ، وفعلها مجدداً ، حتى فقدت الوعي .
.....................
فتحت عيناي بصعوبة ، حاولت تحريك يداي دون فائدة ، كانتا مكبلتان خلف الكرسي التي أجلس عليها ، كذلك قدماي ، ذكرني هذا الموقف باليوم الذي إختطفت فيه مع شمس ، نظرت حولي ، غرفة فارغة عدا الطاولة والكرسي الآخر مقابلي ، تشبه غرف التحقيق التي أراها في المسلسلات .
دخل الجندي الذي ضربني وأفقدني وعيي ، كان يرتدي ملابس مدنية لا ثياب الجيش
قلت بخوف : وين أنا ؟
سحب كرسياً ووضعه بجانبي وجلس عليه بالمعكوس ، أدار كرسيي لجهته
أجابني : تل أبيب
شهقت بخوف ، لقد أخرجوني من غزة وأحضروني لهنا ! لأي سبب ؟ يا الله فلترحمني برحمتك ، ماذا سيفعلون بي
: ليش ؟ ليش جبتوني هون
قال : رح نحقق معك ، وما رح تطلعي من هون ، الا لما تحكي مكان الارهابي الي كان معك ، واحكيلنا كل اشي بتعرفيه عنهم ، ووين كنتو
قلت بقلق : حكيتلك ما بعرف اشي عنهم ، رجعني
أجابني : وين أرجعك ؟
: عغزة !
إبتسم ساخراً ثم ضغط على زرٍ على الطاولة التي أمامي ، فتحَ أحدهم الباب وقال شيئاً بالعبرية ، بدا أن ليونارد والذي عرفت إسمه الآن من الجندي الآخر ، قد أملى عليه أمراً ، خرج الآخر مغلقاً الباب خلفه ، نظرت لليونارد أمامي محاولةً فهم ما يريد فعله ، عاد الجندي بأوراقٍ وناولها له
ليونارد : ليش بدك ترجعي عغزة ؟
قلت مستغربة : ايش هالسؤال الغريب
يا الله ، بالتأكيد علموا بأني من جنين ! ، وبالفعل رفع الأوراق التي أحضرها الجندي في وجهي ، كانت تحوي معلوماتي ومكان ولادتي وسكني
ليونارد : قمر جرادات ، من جنين ، طلعتي مع امك عشان تتعالج للسرطان ، واتبلغ عن فقدانك انتي وبنت عمك ، صح حكيي ؟
إبتلعت ريقي بخوف ، وأكملت بناء السيناريو في رأسي
ليونارد : قوليلي ، كيف وصلتي غزة ؟
إستمررت بالنظر في عينيه
قال بخباثة : باليوم الي اختفيتي فيه ، رجعنا للكاميرات وللنظام الأمني ، إنخطفتي مع بنت عمك ، وأخدوكن لسديروت
مدَّ رأسه تجاهي أكثر وأكمل : واحزري مين كان بسيديروت بنفس اليوم تقريباً
إزدادت دقات قلبي كثيراً ، لن ولن أتكلم بشيءٍ عنهم وإن كسروا لي كل عظامي
عاد لنبرته الجادة : احكيلي أماكنهم وأسماءهم وأشكالهم ، كل اشي رح تحكيلي
قلت برجفةٍ في صوتي : ماشي رح أحكي ، بس بشرط
إبتسم منتصراً : قولي
: بدي حجابي
ليونارد : بسيطة
قالها وأحضر لي حجابي ووضعه على رأسي
ليونارد : بلشي
أخذت نفساً عميقاً : بالفعل مثل ما قلت ، انخطفت مع بنت عمي ، وب ٧ اكتوبر فاتوا ، بس مش المقاومة الي اخدتني
قال مستفسراً : ولا مين ؟
: أهل غزة نفسهم ، من خارج المقاومة
وقف على قدميه وطوق عنقي بيده بقوة لدرجة لم أستطع أن أدخل الهواء لرئتي
صرخ بي بغضب : ما تكذبي ! والجثث الي لقيناها مكان ما انخطفتي
شعرت بنقص الأكسجين عن دماغي ، وبدأت الضلال السوداء تغطي بصري ، أفلتني لأشهق بأنفاسٍ عميقة في محاولة تعويض الأكسجين
قلت بعد أن انتظمت أنفاسي قليلاً : ما بعرف ، أكيد المقاومين بعد ما هربت
ليونارد : وبنت عمك وين
أخرجت الدموع من عيناي بالقوة : ماتت ، اغتصبوها لحد ما ماتت
ليونارد : ومين الشب الي كنتي معاه بس مسكناكي !
: الشب الي انقذني ! هو مدني وما الو اي علاقة بالمقاومة
قام بركل الكرسي التي كان يجلس عليها ، والتفت لي وصفعني
ليونارد : كذابة ! كذابة مش هاض الي صار ، انتي اتعاملتي معهم ، ولحد ما تعترفي فش الك طلعة من هون
قام بصفعي مجدداً ثم أمسكني من شعري بقوة
ليونارد : بدك تحكي ولا أكمل ؟
لم أنطق ، فصفعني ، شعرت بطعم الدم في فمي ، أكمل صفعي وشدَّه لشعري لوقتٍ لم أستطع إدراكه
ليونارد : طيب ، مثل ما بدك
قالها وخرج ، تنفست الصعداء قليلاً ، ولكن ذلك لم يدم ، عاد وهو يحمل أدوات وضعها على الطاولة ، رأيته يسحب خنجراً ، تقدَّم نحوي
قلت بخوف : ايش بدك تعمل
ليونارد : إسّا بتعرفي
قالها وإنحنى لقدمي ، شعرت بالخنجر. يشق لحمي ، ليس شقاً عميقاً بل خفيف ، ولكنه مؤلم لفتاةٍ لم تعتد على الجروح مثلي ، صرخت بألمٍ وحاولت الابتعاد دون فائدة
ليونارد : بدك تحكي ولا لاء !
بقيت على صمتي ، ازداد غضبه وأكمل ما كان يفعله ، ثم عاد لوجهي ، وعوضاً عن صفعي بدأ بلكمي
قال بغضبٍ فتَّاك : احكييي وين أماكنهم ! وين بنتي ماري إحكي وين أخذتوها !
................
إستمر بتعذيبي عدةَ ساعات ، لم يسمح لي بأن يغمى علي ، فكان يغرقني بالماء كلما فعلت ، حتى فتح أحدهم الباب وقاطعه ، نظرت بطرف عيني التي تورمت من لكماته ، كان يكلمه شخص يرتدي ملابس مهندمة للغاية ، بدا أنه رئيسه ، أو أن له مكانة أعلى منه ، خرج معه ، بقيت لوحدي لفترة ، بعدها دخل جنديٌ آخر ، كلَّمني بالانجليزية يستجوبني بذات الأسئلة
أخبرته بالقصة التي قلتها لليونارد ، قام بتعذيبي هو الآخر ، أحضر كماشةً غريبة الشكل ، وقام بإقتلاع إظفري من يدي بينما أعاد طرح أسئلته مجدداً ، ولكن لم تتغير إجابتي ، حاولت تشتيت نفسي بتذكري والداي ، ماذا قد يكون حصل لهما ، أهما بخير ؟ أرجو أن لا يكون أبي قد نسي أدوية الضغط خاصته ، كنت أذكرها به دائماً ، وماذا عن سرطان والدتي ، يا الله ، فلترحمهما وتمنحهما الصبر ، وإمنحني أنا أيضاً يا الله
______
إستمر الوضع ليومين ، لم أتزحزح من مكاني على الكرسي ، كانو يسقوني القليل من الماء فقط للبقاء على قيد الحياة
ومن منتصف تعذيب الجندي لي ، دخل ليونارد ومعه شخصٌ آخر ،
تكلَّم الذي عذبني بالإنجليزية : لا أظن أنها تكذب ، من خبرتي هي تقول الحقيقة ، كل من عذبتهم قالو الحقيقة عند إقتلاعي للظفر الأول من يدهم ، بينما هذه ، إقتلعت ثلاث أظافر ولا زالت تقول القصة ذاتها
قال من يبدو أنه رئيسهم محدثاً ليونارد : إذاً لا فائدة لنا منها ، يبدو أنك أخطأت يا ليونارد ، خذها واقتلها اليوم
ليونارد : ولكن يا سيدي
صرخ به : ليونارد ، أضعنا وقت جنودٍ قدموا من أمريكا لمساندتنا معها ، خذها لمكانٍ ما واقتلها ، الآن
الحمد لك يا الله ، يبدو أنهم إنتهوا من تعذيبي
خرج الاثنان وبقي ليونارد عندي ، نظرت له بطرف عيني التي زاد تورمها ، فكَّ قيدي وحملني على كتفه ، لم أقوَ على الحراك فلم يسلم أي طرفٍ من جسدي من لكماتهم
ألقاني في سيارة وبدأ قيادتها ، أغمضت عيناي براحة
................
إستيقظت على سريرٍ في غرفة جميلة ، شعرت بسائلٍ يتدفق لذراعي ، نظرت لها لأجد محلولاً طبياً موصولاً بيدي ، يوجد تواليت به مرآة ، نظرت لوجهي ، ممتلئ بالدماء والكدمات حتى بالكاد تعرفت على نفسي ، وشعري فوضوي للغاية ، حاولت الوقوف والألم يجتاح كل جزءٍ من جسدي ، سحبت ابرة المحلول من يدي واتجهت للباب ، جاولت فتحه ولكنه مغلق ، شعرت بقدوم أحد ، فُتِح الباب فتراجعت للخلف بتوتر
ليونارد : صحيتي ؟
: ليش انا هون ، ليش ما قتلتني مثل ما قالولك !
إقترب ناحيتي ، تراجعت للخلف حتى اصطدمت بالحائط خلفي ، أمسك ذقني بيده
ليونارد : لإني مش مصدق إنو مالكيش علاقة بالارهابيين
حاولت ابعاد يده عن وجهي وقلت : إتركني ، حكيتلكم قصتي ، ما دخلني اذا مش مصدق
ليونارد : بس الإشي مش بإيدك ، بإيدي أنا ، أنا الي رح أقرر وينتا تموتي ووينتا تعيشي
قلت بثبات : الله الي بقرر
دفعت يده عن وجهي بقوة فثبت كلتا ذراعاي بيد واحدة ولم أقدر على الحراك ، وبإصبع يده الإخرى تلمَّس تقاسيم وجهي
ليونارد : أنا برأيي ، انتي أخبث بكثير من ما مبين عليكي ، حتى إنك ساعدتيهم ، مش بس بتعرفيهم
: شيل ايدك عني
إبتعد للخلف متنهداً وقال : الحمام جاهز ، فوتي نظفي حالك
: ما بدي اتركني اروح !
أخذ نفساً عميقاً : روحة ما في ، يا بتتحممي لحالك ، يا أنا بحممك ، ايش بدك ؟
إبتلعت ريقي وقلت : أنا
ليونارد : من الأول ، الحقيني
: وين الأواعي قبل كلشي
إقترب مني وثبتني مجدداً ، تسللت يده تحت ثيابي بينما تلوى جسدي في محاولاتٍ للإبتعاد ، شعرت بيده تلامس بطني وترتفع للأعلى
ليونارد : تنغريش بحالك انك بتتأمري ، لو بدي إسّا وهون بعريكي كلك ، الحقيني وانتي ساكتة
قلت بسرعة : طيب طيب آسفة
تركني فأنزلت ثيابي للأسفل سريعاً ، سار خارج الغرفة وتبعته ، أشار لي للحمام ، دخلت وأغلقت الباب خلفي ، إستمعت لصوته من خلف الباب
ليونارد : معاكي نص ساعة ، تفكريش انو ما في مفتاح احتياطي ، وتحاوليش تدوري عطريقة للهرب ، اذا مرقت النص ساعة وما لقيتك نظيفة رح أنظفك أنا ، الأواعي عندك
قال ذلك أثناء بحثي عن أي شيءٍ يساعدني على الهرب ، ولكن دون جدوى ، لا نوافذ هنا ، تنهدت مستسلمةً ودخلت أسفل الدش بعد أن نزعت ثيابي المتسخة بالكامل ، بالتأكيد بعد أن تأكدت أن لا كاميرات مراقبة في المكان ، ولكن الخوف لا زال يعتريني ، ففي هذه الأيام يوجد كاميراتٍ لا تُرى بالعين المجردة ، توكلت على الله وبدأت تتظيف جسدي ، وقد شعرت بالألم يخف مع الماء الساخن الذي أراح كدماتي .
إرتديت البيجامة التي كانت شبه محتشمة وفتحت الباب ، كان يتكلَّم بالهاتف في الممر ، إنتبه لي فتقدم ناحيتي
: بدي حجاب !
أنهى المكالمة ومد يده يلامس شعري القصير المبتل ، أبعدت رأسي ليفلته ، أمسك ذراعي بقوة وجرني عائداً للغرفة التي أتيت منها ، كان قد أزال المحلول ، أجلسني على السرير بعنف
ليونارد : طالما انتي هون ما في حجاب ، طالما انتي مش حاكية عن حماس ما في لا طلعة ولا حجاب
: قلتلك ما بعرف ولا واحد منهم !
إلتفت للتواليت وأحضر مشطاً وعاد لي
ليونارد : وأنا قلتلك مش مصدقك
مد المشط يحاول تسريح شعري فتراجعت للخلف
: زيح عني !
أمسك فكي بقوة
ليونارد : بتحبي أغتصبك ؟
فتحت عيناي على وسعهما بصدمة ، أيحاول تهديدي بشرفي ؟
ليونارد : لعاد اخرسي
عاد ليمد يده لشعري ، ابتعدت مجدداً قائلة
: حاول ، رح أضل أقاومك تا أموت ، وبتعرف ساعيتها شو بيعتبرني ربي ؟ شهيدة !
إبتسم لي بسخرية ، ثم ما لبث حتى دفعني للسرير خلفي وثبت يداي فوق رأسي ، فتح الجرور بجانب السرير وسحب حبلاً ، وضع قدمه على معدتي يمنعني من الحركة وربط يداي بالسرير فوقي ، حاولت مقاومته بقدماي ففعل ذات الأمر لهما ، عاد يجلس فوقي بينما تسللت يداه أسفل بلوزتي
ليونارد : أشوف كيف بدك تموتي وانتي تقاومي ، فرجيني
إرتفعت يداه أكثر فبدأ ناقوس الخطر يعمل عندي ، قلت برجاء : لاء لاء خلص آسفة
إبتسم برضا وقام بفك الحبال ، جلست أعدل ثيابي ، إقترب مني بالمشط وسرَّح شعري بهدوء ، يا الله فلتنقذني من هذا المريض النفسي .
أعاد المشط لمكانه وسحب علبة كعلبة الدواء ، فتحها وإقترب مني ، كنت سأقاومه فرفع لي حاجبيه ، إستسلمت له للآن ، دهن من الدواء على آثار الكدمات في وجهي ، ثم رقبتي حيث حفرت يداه أثراً حين خنقني سابقاً
ليونارد : إكشفي عن جسمك
: نعم ؟
ليونارد : قلت اكشفي عن جسمك ، بدي أحط عالكدمات
: لاء بديش !
ليونارد : مش بكيفك ، أو
: إغتصبني ، لاء إغتصبني أحسن عالأقل بالإجبار
ليونارد : مثل ما بدك
قالها فحاولت الهروب ، ثبتني على السرير مجدداً ، حاولت مراراً وتكراراً المقاومة ولكن هيهات أمام جسده المدرب المفتول بالعضلات
أعاد ربطي مجدداً بسهولة ، كيف تموت الفتيات أثناء اغتصابهن !
حاولت الحراك كثيراً وكثيراً بلا فائدة ، والآن سأعود للحل الأخير
: لاء لاء خلص ، برد عليك
ليونارد : لاء ، لازم تتعاقبي عشان ما تعيديها
قالها وشقَّ ثيابي العلوية بحركةٍ واحدة ، صرخت بصوتٍ عالٍ فأغلق فمي بقطعة قماش شدَّها جيداً ، عراني بالكامل من الأعلى بينما تجول بيداه وفمه القذر على جسدي ، إختنقت صرخاتي داخل حلقي ، رفع جسده عني بينما بقي فوقي ، نظر لي وأمسك طرف بنطالي
ليونارد : أكمل ؟
هززت رأسي والدموع ملأت وجهي
ليونارد : لعاد بتردي علي شو ما بقول ، فهمتي ؟
أومأت له مستسلمة
ليونارد : بس افكك ، بتحاولي تضربيني او تلمسيني ، ساعيتها صدقيني ما برحمك وبجيب صحابي يشاركوني فيكي
إرتعبت من الفكرة فأومأت له مجدداً سريعاً ، أزال قطعة القماش من فمي وقام بفك الحبال ، غطيت جسدي العلوي بكلتا ذراعاي والدموع لا زالت تسقط من عيناي ، أمسك ثيابي وأشار لي كي يلبسني اياها ، استسلمت له ، أحضر بلوزةً أخرى غير التي شقَّها وألبسني اياها ، أعاد امساك علبة الدواء
ليونارد : اشلحي البنطلون
نظرت له برجاء علَّ قلبه يرقُّ لي ولكن لا فائدة ، وقفت أمامه وخلعت بنطالي بدون محاولاتٍ للمقاومة فهذه المرة لا مهرب لي بالتأكيد ان فعلت ، ولكن عيناي لم تتوقفا عن ذرف الدموع
قام بوضع الدواء على الكدمات في رجلاي بينما ارتجف جسدي بضعفٍ تحت لمساته
ليونارد : البسي واقعدي جنبي
فعلت كما قال
ليونارد : إسّا اشلحي البلوزة
خلعتها ونظرت أمامي للمرآة ، كان جسدي ممتلئاً بالكدمات والضربات ، الى جانبها آثار تركها الآن
ليونارد : تعيطيش ، طالما بتردي علي بشو ما بحكيلك ما رح ألمسك
أكمل بخباثة : إلا إذا بدك
نظرت له بطرف عيني بقرف
: ليش ما تستعمل نفس الاسلوب وتعرف الحقيقة اذا بعرفهم او لاء
إستمر بوضع الدواء بينما قال
ليونارد : لإنك مستعدة أغتصبك ١٠ مرات وما تعترفي عنهم ، عارفلك من عيونك
إبتلعت ريقي بتوتر وقلت : لإني ما بعرفهم أصلاً تا أعترف عنهم ، وكيف بدك تطلع المعلومات الي مفكرني بمتلكها
ليونارد : انتي ما تخافي أنا عندي أسلوبي ، إلبسي
شعرت بنغزةٍ في صدري ، ما الذي يخطط له هذا اليهودي ؟ ، ارتديت ثيابي على عجل ، لم يزحزح عينيه عني ، وقف عن السرير ومد يده لي
ليونارد : تعالي
وقفت من غير أن أمسك بيده
أمسك ذراعي بغضب : إرجعي إقعدي وامسكي ايدي
: أنا مش عبدة !
ليونارد : ومن وينتا العبدات بيمسكو اديهن عشان يوقفن
: بس مش بالاجبار !
ليونارد : الحبال لسا عالتخت اذا بدك
حبست غصةً في حلقي وجلست مجدداً ، مد يده فأمسكتها ووقفت ، سار بي خارج الغرفة ولم يفلت يدي ، نزلنا درجاً للطابق الأول وأخذني للمطبخ ، فاحت رائحة الطعام ، أجلسني على الكرسي أمام الطاولة ووضع صحناً يحوي لحماً وأرز أمامي ، بقيت أنظر للطبق ولم أمسسه
ليونارد : كلي شو بتستني ؟
: ما بدي
ليونارد : قلت كلي
: ايش نوع اللحمة ؟ اكيد مش رح تعملوها عالطريقة الاسلامية ، ما بدي !
تنهد بغضب وأزال اللحم من الصحن
ليونارد : كلي الرز وبلقالك حل للحمة بعدين
: والرز ما في اشي ؟
قال بسخرية : أكيد مش رح يحطو كحول أو لحم خنزير فيه
أمسكت الملعقة بتردد ، وضعت لقمةً في فمي ، أعجبني طعمه للغاية
ليونارد : زاكي ؟ انا طبختو
هو يمزح بالتأكيد، لم أجبه وأكملت صحني ، وضع لي صحناً آخر
ليونارد : كلي
: لاء شبعت
ليونارد : قلت كلي
لما أشعر بأني في قصة التوأم اللذان ضاعا بالغابة ووجدتهما ساحرة ، أيريد أن يأكلني فيما بعد ألهذا يصرّ علي بالطعام ، كي أسمن ؟ ، إذاً في هذه الحالة يُعتبر هو الساحرة ، ضحكت على الفكرة فإنتبه لي ، رفعت رأسي أنظر له ، كان يحدِّق بي ، جلس على الكرسي بجانبي وسحب سيجارةً يدخنها
: تدخنش حدي !
لم يجبني بل نفخ الدخان في وجهي ، وقفت أهف بيدي كي تبتعد الرائحة عني
ليونارد : ارجعي مكانك
: ما بدي !
وقف أمامي ببطء ، سحب نفساً آخر ولكنه لم ينفخه في وجهي ، بل حبسه وثبت وجهي بيده ، دفن شفتاه بشفتاي ونفخ الدخان في فمي ، ضربته على صدره كي يبتعد ، أسقط السيجارة من يده وثبت يداي يعمِّق قبلته ، ابعد شفته قليلاً ليسنح لي باخراج الدخان ، سعلت عدةَ سعلاتٍ حتى لم يتبقى أيٌ منه بحلقي
كرر كلامه : ارجعي مكانك
عدت للكرسي سريعاً ، سحب سيجارةً أخرى وأشعلها ، استمر بالنفث في وجهي ، حاولت التحمل حتى أنهاها
شعرت بالعطش الشديد فقلت : عطشانة
أحضر إناءً وكأس ، صب لي الماء فيه وناولني اياه ، تجرعته دفعةً واحدة ، ما أن وضعته على الطاولة حتى أعاد ملأه لي ، شربت نصفه ، فكرت في أن أحضر سكيناً أو شيئاً ما ، ولكن أجلت الفكرة حتى أستكشف المكان أكثر ، وحتى تشفى كدماتي أيضاً .
وضعت رأسي على الطاولة وأغمضت عيناي قليلاً ، ما لبثت أن فعلت حتى شعرت بجسدي يرتفع للأعلى ، حملني بين ذراعيه
: ايش بتعمل نزلني
ليونارد : هششش ، تحكيش
خفت من أن أقاومه أكثر فسكتْ ، أعادني للغرفة بالطابق الثاني ، مددني على السرير وقام بتغطيتي
ليونارد : نامي
وكالسحر ، عدت للنوم سريعاً
..............يتبع
أنت تقرأ
.ضوء اخر النَّفق.
Romanceصراعٌ بين العقل والقلب قلوبٌ تقع في الحب وقلوبٌ تهتدي للإسلام وجوهٌ سعيدة تخفي في قلبها ماضٍ أليم وأشخاصٌ يضحون بأنفسهم في سبيل الحب والوطن أصدقاء ينقذون بعضهم من على حافة الهاوية وأحباء يطعنون في الظهر كرهٌ يتحول لعشق وحبٌ يتحول لبغضٍ وبرود قل...