وَجع غير مُحتَمَل

99 5 12
                                    

الثامن عشر من اكتوبر من عام ٢٠٢٣ / جنوب غزّة

*بعد اذان العشاء*
زيد : الحمد لله ، يسلمو اديكو
سارة : صحة
وقفت حاملة صينية الأكل للمطبخ
مريم : سارة اساعدك باشي ؟
سارة بصوت عال من المطبخ : لاء بجليهن عالسريع خليكي
زيد : مریم
مریم : ها
زيد : عملتي الي اتفقنا عليه ؟
مريم : انو ؟
زيد : تحكي مع شمس
مريم : هاا يي لاء ، حزينة اليوم تعبت كثير ملحقتش احكي معها
زيد بتفاجؤ : ليش تعبت مالها !
مريم : اشياء نسائية
زيد : وهلكيت كيفها ؟
مريم : تركتها قبل ساعة ولساتها موجوعة كثير
زيد : لهالدرجة ؟
مريم : في بنات كثير بيتعبو بتصل يروحو عالمستشفى
زيد متأفئفاً : المشكلة رحت عصيدلية الصبح فش مسكنات بالبلد
مريم : ليش رحت ؟
زيد بعفوية : عشان شمس
مريم بشك : يعني بتعرف انها جاييتها
زيد بتوتر : لاء ، آه حكتلي الصبح
مريم : لاء ولا آه إرسي على بر
زيد : قلتلك آه
نظرت له مريم مضيقة عيناها بشك
زيد : إيش !
مريم : في اشي من وراك بس يلا مشيتلك ياها
أنقذه من شكوك أخته عودة زوجته ليغلقا الموضوع ويكملو جلستهم
سارة : انا نعست كثير دقوم انام
مريم : مالك بدري الساعة ٩ بعدها
سارة : صحيت بعد الفجر ومعرفتش ارجع انام
مريم : ليش شو صحاكي
سارة : صوتك
مريم : أنا ؟ أه صح لما سيد زيد مصحانيش !
قالتها وهي تقرص زيد بذراعه ، ليمسك خدها ويقرصها منه
زيد وهو مستمر بقرص خدها : اذا صحيتك بدري بتقولي ليش صحيتني بدري ، واذا صحيتك متاخرة بتقولي ليش صحيتك متاخرة
مريم بصوت مضحك جراء سحبه لخدها : مهو مش متصحينيش من مرة
زيد : بصحيكي بدري اليوم معي ، وبتصلي جماعة معي کمان !
مريم : لاء الا هاي ارحمني ، بتروح عاطول سورة بالقرآن وبتقرأها تقول تراويح
زيد :  طيب بقرأ سورة قصيرة
مريم : لععع هديك المرة غدرتني
سارة بضحك: انتو كملو طوشتكم انا قايمة انام ، تصبحو عخير
مريم / زيد : تلاقي الخير
مريم : ونا كمان دقوم اقرألي شغلة ، بلكي عالاقل ختمت المواد الي متراكمة علي
زيد مبتسماً : طيب ماشي ، الله يوفقك حبيبتي
و توجهت مريم لغرفتها ، ليهب زيد على عجلة لغرفة شمس داقّاً الباب ، فتحت شمس الباب وهي تمسك بطنها السفلي متألمة
دخل زيد وأغلق الباب خلفه
زيد : ارتاحي ارتاحي
قادها لسريرها لتتمدد عليه ، غطى جسدها بالغطاء وجلس على الارض بجانب سريرها ممسداً على وجهها
زيد : حكتلي مريم انك تعبتي كثير
هزت رأسها بتعب
زيد : لساكي متوجعة ؟
أومأت له مجدداً ووجهها متقلص من الألم
شمس بخجل : بس أول يوم
زيد : بتعمليش اشي ثاني عشان يروح الوجع ؟
شمس : بشرب اشي سخن ، قبل شوي عملتلي مريم بس عالفاضي برضو
شمس : زيد
زيد : قولي
وهو مستمر بالتمسيد على وجهها ورأسها
شمس : وانت تصلي قيام الليل ، اقرأ بصوت عالي
زيد : ماشي ، بس نسيت سجادتي
استقام مجدداً محضراً سجادته وفردها بجانب سريرها
وبدأ بالصلاة وقراءة القرآن بصوت مسموع ، إستمر ما يقرب ال ١٠ دقائق ، وكان يسلم من ركعتين ، حين سمع صوت شمس المتألم بشدة ، ليستقيم مجدداً متجها نحوها
زيد بخوف : شمس !
حبست شمس دموعاً تسبب بها ألم تقلصات بطنها الشديد ، ليجلس زيد بجانبها
زيد : ما في إشي ثاني تعمليه ؟ أرد أعملك إشي سخن ؟
هزت شمس رأسها نفياً وقالت بألم: عالفاضي الأشياء السخنة بتقيمليش الوجع
زید : طيب جربي تتحركي ، بلكي بروح مع الحركة
شمس : لاء بزيد
استقام زيد مجدداً متجهاً للخروج ، لتمسك شمس طرف ثيابه وهي لا زالت بالسرير
شمس : وين !
زید : ددورلك عمسكن ! مش رح اتركك هيك
شمس : ما رح تلقى سألت مريم وراحت عالصيدليات كلهن ما لقيت
زيد : برد ألف الا ما يكون في اشي
شمس : زيد
زيد : ما بتركك هيك
شمس بتردد : في في ، في اشي كانت خالتي تعملي ياه
ليعود جالساً بجانبها على السرير
زيد : ايش هو
شمس : كانت ، امم كانت ، كانت
زيد : ايش كانت ؟
شمس بخجل : كانت تمسدلي بطني
زيد : بطنك ؟
أومأت  له برأسها وخديها محمران ، ليحك زيد رأسه
ويقول متردداً : طيب ، بحاول
نظرت له شمس بخجل ، وتراجعت في جلستها للخلف قليلاً بينما تقدم هو ناحيتها
زيد : تمددي
شمس : تط .. تطفي الضو ؟
زید : آه يلا
أطفأ الانارة وعاد لجانبها ، تمددت شمس على ظهرها ، ومد زيد يده بتردد ناحية أسفل معدتها ، مدلكاً بطنها بخفة بداية
زيد : هيك ؟
شمس بألم خفيف : اممم ، بس شدّ شوي
ليزيد من ضغطه على بطنها مكملاً ، إستمر نحو ٥ دقائق
زيد : خف الوجع ؟
شمس : آه كثير ، راح تقريباً ، انت ... احم ... كمل صلاتك ارتحت أنا ، شكراً غلبتك
أزاح زيد يده عن بطنها قائلاً : العفو
استقام متجهاً لخارج الغرفة لتوقفه شمس
شمس : ما حتقيم الليل ؟
زید : مبلا ، دشرب مي بس ، أجبلك؟
أومأت له شمس بالموافقة ، وخرج هو متجهاً للحمام معيداً وضوءه ، جلب كأس ماء من المطبخ ، و دخل للغرفة التي ما زالت إنارتها منطفئة ، وناولَ شمس كأس الماء
زيد : تفضلي
لتبحث عن يده بالعتمة وتمسك معصمه ، أمسك يدها هو الآخر ووضع الكأس فيها ، وأمسك كف يدها حول الكأس كي لا تفلته
شمس وهي ترتشف من الكأس : يسلمو ايديك
زيد : صحة
إتجه زيد لسجادته مكملاً صلاته ، وشمس تنظر له ، لتستقيم بعد عشر دقائق باحثة في الغرفة عن مشطها ولكن لم تجده في هذه العتمة ، اتجهت نحو الانارة وأضاءتها ، مكملة بحثها ولكنها لم تجده
زيد : على ايش بتدوري ؟
شمس : مشاطة ، مش لاقيها
زید : سمي بالله وانتي تدوري
لمح أثناء كلامه طرف المشط واقعاً تحت المنضدة التي أمامه
زید : ها هيو ورا الكومدينة
شمس : وين
بحثت شمس بعينيها الى ما يشير ، لم ترى مكان المشط ولكن فهمت الاما يشير ، جلست بجانب المنضدة وانحنت تنظر أسفلها ، مدت يدها أسفل المنضدة باحثة عنه ، غض زيد بصره عنها سريعاً مستغفراً
شمس : مش لاقيه ، متأكد إنك شفته ؟
أعاد زيد نظره لها ، كانت جالسة على الارض بجانب المنضدة ، إستقام متوجها ناحيتها
زيد : زيحي أشوف
لتقف شمس مبتعدة قليلاً ، أمسك زيد المنضدة وحملها ووضعها جانباً
شمس : آه هيها
انحنت مجدداً لتلتقطها ثم رفعت رأسها ، الذي كاد أن يرتطم بالمنضدة التي وضعها زيد جانباً ، ولكن ما منع ارتطام رأسها بها وضع زيد يده على رأسها
زيد : اوعي
شمس بابتسامة عذبة : شكراً
أزاح زيد وجهه عنها : العفو
وقفت شمس وقالت بحزن وقد إنتبهت لحركته وفهمتها بطريقة اخرى
شمس : آسفة اليوم ما خليتك تصلي منيح ، إذا بدك تكمل برا عادي
أعاد زيد نظره تجاهها مربتاً على رأسها
زيد : لاء بلشت بدري فمش مشكلة
ثم أمسك خصلة من شعرها مكملاً : مش محتاج تمشيط
إبتسمت شمس له : هاد هيك ببين ، بس اجي امشطو بغلبني كثير
إبتسم لها هو الآخر : طب يلا مشطيه عشان دصلي أكمن ركعة وتلحقي تغفي
شمس : يلا
ليتجه هو نحو سجادته وهي نحو التواليت أمامه أكمل عدة ركعات ثم أنهى بالوتر وجلس يستغفر
زيد وهو ينظر باتجاه شمس : لساكي ؟
كانت لا زالت تفك عقد شعرها بالمشط بعنف ، وقف زيد طاوياً سجادته متجهاً ناحيتها
زيد : أوف أوف ولك شوي شوي
شمس متنهدة : وبتقلي بيحتجش تمشيط
زيد : مش هيك قلعتيه قلع
وضع سجادته على المنضدة
شمس : ما بيزبط الا هيك
واستمرت بتمشيطه بقوة
زيد : إستني طب إستني ، أعطيني أقلك
شمس مستغربة : المشط ؟
زيد : آه هاتي
ناولته المشط ، ليسحب المنضدة التي وراءه ويجلس خلف شمس الجالسة على منضدة خاصة بالتواليت ، سحب منضدتها وقربها له ، وأمسك خصلات شعرها بلطف ثم بدأ بتمشيطه من الأسفل بهدوء ، مرتفعا للأعلى بتأنٍ ، نظرت له شمس من المرآة وهو يسرح لها شعرها من دون أن تتألم
زيد : كان لإمي شعر طويل ، أقصر من شعرك بشوي ، وأسود ........ كنت أنا ومريم نتقاتل مين يمشطلها ياه ، واحياناً أبوي كمان
شمس : الله يرحمهم ........ أنا كانت قمر دايماً تمشطلي شعري ، عشان هيك مش متعودة أنا أمشطو
شمس : زييد
زيد وهو منغمس في تسريح شعرها : إحكي
شمس : ما بتعرفو اي إشي عن عمي وخالتي ؟
ليجيبها زيد : سألتلك عنهم ، همي بخير تقلقيش ، بس وضعهم صعب شوي عشان فقدوكن التنتين مرة وحدة
شمس : إن شاء الله ما يصرلهم إشي
زيد : إن شاء الله
كان قد وصل بالتمشيط الى حد رقبتها ، ليلمسها أثناء ذلك ، شعر بقشعريرة سرت في شمس نظر نحو رقبتها وجزء من كتفها الظاهرين ، شديدا البياض واللمعة ، أزاح بصره مركزاً على شعرها الأشقر الطويل اللامع ، متشتتاً بجماله ليتسبب في ايقاف عملية التمشيط ، إنتبه على نفسه بعد لحظات ، لينظر لشمس من خلال المرآة ،  وكانت تنظر اليه هو الآخر تحمحم وأكمل تمشيط شعرها حيث كان قد وصل الى رأسها
شمس : أو أو ، بيوجع هون
زید : آسف آسف ، مش مبين معقد هالقد
شمس : مهو هيك دايماً ، ببين إنو ناعم بس بكون معقد كثير
همهم لها زيد محاولاً تمشيطه بطريقة لا تؤلمها ، ضم شعرها بيده الاخرى ليخفف الألم لها
زيد : خلصنا ، شايفة لو بلشتي هيك كان زمان خلصتي
شمس مومئة :  ، شكراً
زيد : العفو ، يلا عالنوم
وقفت شمس متجهة للسرير
زيد : حتنامي فيه وهو محلول ؟
شمس : إيش أعمل فيه ؟
زيد : جدّلیه
شمس : ما بعرف ، قمر كانت تجدلي ياه
زيد : في ربطات ؟
شمس : آه بالجارور
سحب زيد ربطة من الجارور وإتجه لجانب شمس على السرير
زيد : لفي
ادارت شمس ظهرها له
شمس : بتعرف تجدل ؟
زيد : إن شاء الله أكون لسا متذكر
شمس : لإمك برضو كنت تجدل ؟ الله يرحمها
زيد : لإمي ولمريم وهي صغيرة ، كان شعرها طويل بس قصتو
بدأ بتجديل شعرها ، ليسمع تحمحمها أثناء ذلك
زيد : شمس
شمس : هممم؟
زيد : رجعتي تتوجعي ؟
شمس : شوي بس
أنهى الجدلة وربطها وإستقام مطفئاً الأنوار مجدداً
زيد : تمددي
تمددت شمس على ظهرها كما فعلت من قبل ، جلس على طرف السرير ومد يده ناحية بطنها مدلكاً كما فعل مسبقاً لعدة دقائق
شمس : زيد بطل يوجع
زيد : منيح ، أضل أعملك لحد ما تغفي ؟
شمس : لاء ..... زيييد
زيد : إحكي
شمس : شعري
إقترب ناحية رأسها وبدء بتمسيد شعرها
شمس : زييد
زيد : إحكي
شمس : صحيني عالفجر
زيد : ليش ؟
شمس : نفطر مع بعض
زيد : بصحيكي بس آجي أفطر تمام ؟
شمس : لاء ، بس تيجي تبلش صلاة
زيد : ليش ؟
توترت شمس وحاولت اختلاق اجابة : عشان الحق اصحصح
ليضحك زيد عليها : طيب مثل ما بدك
أكمل التمسيد على شعرها حتى شعر بنومها ، بقي على جلسته بجانبها ينظر لها ، أضاء النواصة بجانبها ،ليتعمق بملامحها شديدة الجمال ، بشفتاها الممتلئتان ، أنفها الصغير ، ووجنتيها المحمرتان ، ولكن أجمل ما فيها كان عينيها ، مسد على خدها بإبهامه ، ووضع خصلة هاربة من جدلتها خلف إذنيها
همس بصوت خافت : تبارك الله خالق السماوات والأراضين السبع
بقي على وضعه عدة دقائق ، ثم إستقام متجهاً لغرفته ليخلد للنوم هو الآخر
........يتبع
الحلقة برعاية
شمس : زيييد
زيد : إحكي
😂😂
المهم بدكم أعملّكم تشابتر عن شكل الأبطال ؟

.ضوء اخر النَّفق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن