السابع من أكتوبر من عام ٢٠٢٣ /غزّة_الأنفاق
دخل زيد مع أيسر الذي التقى به فالطريق ليتوجها الى مكتب قائد الوحدة أبو محمود ، وعند وصولهما دق أيسر الباب
: تفضل
كان في الغرفة القائد أبو محمود وعدة ملثمين آخرين ، ويبدو عليه الإنشغال ، أعطى أيسر تقريراً سريعاً لأبو محمود لإنشغاله الآن وطلب منهم العودة في وقت لاحق وبالأخص زيد ، ليخرجا من الغرفة ويتوجها للإستحمام وتبديل ملابسهما والإستراحة قليلاً
حتى دقت الساعة الثانية والنصف ، ليخبرهم مقاوم آخر بأن القائد يطلبهما لمكتبه ، ليتجها معاً ويدقّا الباب ليدخلا الاثنين ، كان أبا محمود جالساً خلف طاولته وبجانبه يزيد ابن عم زيد ، الذي ما أن رآه حتى اتجه اليه يعانقه ويحمد الله على سلامته
يزيد: يعني هيك ارتحت ؟ طلعت وريحت حالك ؟ طب لو صرلك اشي ؟ منت نص شغل المصنع منك ، ايش كان صار فينا؟
أبا محمود : زيد ، رح امشيلك ياها هاي المرة لاني عارف اللي شعرت فيه ، بس إذا تكرر تجاهلك للاوامر بهتمش لكونك عامل مهم بالتصنيع وبسرحك من العمل.
زيد : حاضر قائد.
يزيد : أيسر ؟ إيش صار معكم بسيديروت ؟
أبو محمود : تعال أعطيني التقرير يأيسر
تقدم أيسر ووقف امام طاولة القائد أبو محمود
أيسر : أنهينا بفضل الله وبحمده على مركز الشرطة الذي هناك ، كما قتلنا أعداداً كبيرة من المستوطنين ، وقبضنا على عدد ما يقارب ٤٣ أسير وأسيرة.
يزيد : الحمد لله ، بس إحنا أسرانا أكثر (قالها رافعاً حاجباه ممازحاً إياه) ليصفع زيد جبهة نفسه على تفاهة ابن عمه ويشير اليه بحاجباه للقائد ، فالتفت يزيد برأسه للقائد ليجده ينظر اليه بحاجب مرفوع.
أبو محمود بجدية : يزيد ضل بدك اشي ؟
يزيد : احم ، لا بس بقيت دطمن على زيد .
أيسر مقاطعاً يزيد : قائد بس في موضوع غريب واجهنا.
تحول الانظار في الغرفة الى أيسر مستغربين.
أبو محمود : أي موضوع ؟
نظر أيسر إلى زيد يحثّه على الاكمال عنه لانه لم يكن متواجداً بالضبط عند حصول الإقتحام وكان مع الأسيرات.
أكمل زيد : فتنا على بيت من البيوت بالمستوطنة ، كان في بنتين ضفاويات مخطوفات من القدس ، ورجّعناهن معنا.
وقف أبو محمود على قدميه قائلاً : ولاد الحرام ، وعملولهن اشي ؟
زيد: الأولى كانت مضروبة شوي على وجهها بس لحقناها قبل ما يلمسوها بفضل الله ، والثانية قتلت اللي حاول يعتدي عليها قبل ما يعمللها اشي.
أبو محمود : قتلتو ؟ بارك الله فيها ، وهلكيت وين هني ؟
زيد : الثانية بالعيادة وديتها بس أعطتها ام خالد مهدئ لانها دخلت بحالة هستيرية ، ما اتحملت انها قتلت واحد بايديها.
أيسر : والأولى كمان بالعيادة وديتها الصبح أول ما جينا.
أبو محمود : طيب جيبولي الاولى تا احكي معها ونشوف أصلهن ، وودولي ورا مجاهد يوخد معلوماتهن ويتحرّى عنهن.
خرج الثلاث من الغرفة .
يزيد : صاير معاكم أحداث والله ، زيد شو عملت طيب كم قتلت واحد ؟
زيد : مكنش عندي رفاهية العد يلي بتكون عندك.
أيسر : رح أسبقكم أجيب البنت من العيادة.
يزيد : اهرب اهرب عشان أسرانا عددهم اكثر واكيد الي قتلتهم انا عددهم اكثر منك
أيسر : يزيد ، مش فاضيلك ، علي اشغال واعمال
يزيد : طب احكي العدد مش صعبة ، اكيد عديت.
أيسر : ۷ ، منيح هيك ؟
يزيد يكتم ضحكاته وأيسر يرفع له حاجباه
أيسر : مالك يمتخلف ، زيد ابن عمك ضروري يروح عمستشفى مجانين يفحصوه
زيد : بتفق معك مية بالمية ، المهم هلكيت انا غالباً رح ارجع عالجنوب عالمصنع ، يزيد خلص ضحك !
يزيد وهو يضحك ضحكة انتصار : بس ٧؟ هدول حمّيت عليهم تحماي أنا قنصت ٢٤ واحد كلهم هيد شوووت
أيسر : طب منتي قناص، ومهمتي غير عن مهمتك ، يزم انا ليش واقف وبناقش فيك اصلاً، انا رايح ، سلام
يزيد بانتصار : سلااااام
وأكمل لزيد : وينتا راجع عالجنوب ؟
زید : مشعارف يا بكرة يا يلي بعدو
يزيد : والبنات هدول ايش رح يصير فيهن طيب ؟
زید : مشعارف ، صدقاً مشعارف.
يزيد : الله اعلم باللي مكتوبلهن ، المهم أنا راجع عالشرق هضاك زياد متداقق هو ويهودية ومش طايقها ، اذا تركتو عندها يومين بيعلقها بالسقف
زيد : ليش مش المفروض تنقلو الأسيرات يلي عندكم وتوزعوهن ؟ خصوصاً انها المنطقة عالحدود مع المستوطنات يعني
يزيد : كان هيك المفروض نعمل وفعلياً نقلنا كل الباقيات قبل شوي ، بس هاي طلعتلنا روحنا ، ولك بقول زياد بالطريق بالسيارة وهمي راجعين فيهم ، فاكّة طبون السيارة وناطّة منو وهاربة
زيد : ول شو بتحكي يزلمة ! وإيش رح تعملو فيها هلكيت طيب
يزيد : مشعارف جهزنالها غرفة مبدأياً نخليها عنا ، وبس تتحلحل الأوضاع شوي وتبين الأمور منشوف وين نروح فيها ، ولك كمان غير المسيحي وأختو الي مسلمة من جديد ، لخة وقايمة عنا
زيد : مالهم هدول يعني ؟
يزيد : إخوة جايين سياحة هون وبيعرفوش إشي عن الأوضاع ، وأخذناهم مع باقي الأسرى لانو ملحقناش نتحقق من هويتهم ، أختو مسلمة من فترة صغيرة
زيد : ولليش جايين عدولة بيعرفوش شو أوضاعها ؟
يزيد : أنداري عنهم
زيد : طيب روح اتسهل انتي هلكيت
يزيد : مستقلع مني وله ، مش رح تشوف زقمي لا لله أعلم كم بس ترجع عالمصنع ، هاض اذا مستشهدتش ، صحيح يحرام بصحلي استشهد أنا ، بعض الناس بيضلو قاعدين بدورهم
قالها يزيد ثم هم هارباً سريعاً ، صرخ زيد من وراءه
زيد : مهو يا يزيد اذا مستشهدتش رح تموت على ايدييّ اخرتك بتشوف
أنت تقرأ
.ضوء اخر النَّفق.
Romanceصراعٌ بين العقل والقلب قلوبٌ تقع في الحب وقلوبٌ تهتدي للإسلام وجوهٌ سعيدة تخفي في قلبها ماضٍ أليم وأشخاصٌ يضحون بأنفسهم في سبيل الحب والوطن أصدقاء ينقذون بعضهم من على حافة الهاوية وأحباء يطعنون في الظهر كرهٌ يتحول لعشق وحبٌ يتحول لبغضٍ وبرود قل...