موت وَ أكثر

120 7 20
                                    


27/10/2023 غزة أقصى الشمال

*عند زياد*
كان في طريقه يسير بين المباني عائداً لمايا ، حيث إتفق مع يزيد على الإلتقاء في المبنى التي هي فيه ، وعندما أصبح على بُعد منزلين منه ، إستمع لصوت المصفحات والجرافات القريبة للغاية ، إنتابه القلق على يزيد ، ليتصل عليه
زياد : يلا يا يزيد يلا
فُتِح الخط بعد مدة ، همَّ زياد بالتكلم ولكن قاطعه صوت نحيب أوليف
زياد : استني اهدي اهدي ، فهميني ايش فيه !
أوليف ببكاء : أخذو قمر ، ويزيد وقع عراسو حجر ومغمى عليه ، والجنود محاوطيننا من كل مكان
زياد : بتعرفي وين مكانكم بالضبط ؟
أجابت أوليف بارتجاف : السيارة يلي كنتو فيها كانت قبالنا مباشرة ، في زقاق قبلها بشوي فتنا فيه ، وكان في فتحة بالحيط اتخبينا فيها بس ما لحقت قمر
قالت اخر جملة وازداد بكاؤها
زياد : عرفت وين ، خليكي مكانك وما تتحركي ، جاي عليكم.
إتجه ناحية المكان متخفياً بين المباني ، وتخطى المبنى التي مايا بداخله ، حتى وصل الجدار الذي خلفه الزقاق ، نظر على طوله ، ليجد فتحة ضيقة ، توجه لها وألقى نظرةً على الزقاق منها ، ثم إتصل على جهاز يزيد مجدداً ، ولكن من أجابه هذه المرة كان يزيد نفسه
يزيد : زياد وين صرت
زياد : يزيد انتا منيح ؟
يزيد : منيح منيح تقلقش
زياد : أنا ورا الزقة الي حكتلي عنها أوليف ، انتا وين ؟
يزيد : كيف جيت لهون ، محاصرين من جميع الجهات !
زياد : حكيت مع وِحدة الصقر ، عم يستدرجوهم لتحت ، بس لساهم حوالين المبنى الي انتا فيه
يزيد : انا مش بقلبو ، انا ورا الزقة مباشرة مثلك ، مغطية بورق شجر
دقق زياد النظر من الفتحة ، رأى للأمام قليلاً نبتة كبيرة تغطي الجدار الآخر للزقاق
زياد : حرك الورق أشوف
قام يزيد بتحريك أوراق النبتة أمامه قليلاً ، وقد رأى زياد تحرك النبتة
زياد : آه هيَّك ، شفتكم ، إطلع من عندك واتشعبط عالحيط ، فش حدا من جهتي
يزيد : يلا
خرج يزيد من الفتحة بهدوء ، ثم أخرج أوليف خلفه ، تسلق الجدار وبقي عليه ، ومد يداه ناحية أوليف ليرفعها ويُجلسها بجانبه ، ثم قفز جهة زياد الذي غض بصره بتفاجؤ من عدم إرتداء أوليف لحجابها ، تقدم يزيد لها ورفع ذراعيه مستعداً لالتقافها
يزيد : نطي
ترددت قليلاً ولكنها قفزت بعدها ، التقطها بين يديه ، ثم أنزلها على الأرض ثم أشاح بوجهه عنها
يزيد : يعني وين وقعتي شالك ؟! كيف منتبهتيش !
إحمرت وجنتيها بخجل من قلة إنتباهها ، بينما كان هو يصافح زياد بحرارة

قبل قليل*
كانت أوليف تهز جسد يزيد بقوة علَّه يستيقظ ، وقد نجحت أخبراً فها هو بدأ بفتح عينيه ، كان وجهها قريباً جداً من وجهه ، والدموع تتساقط من عينيها على وجهه مباشرة ، مد يده بعفوية ليمسح الدموع عن خديها ، ثم أدرك ما يفعل ليبتعد للخلف سريعاً
يزيد : وك وين شالك !
إستغربت كلامه ، ثم تفحصت رأسها بقلق ، لتلامس يديها شعر رأسها العاري ، شهقت بقوة
أوليف : وينو وينو وين راح كيف هيك !
بينما كان يزيد ينظر حوله : وين قمر ؟
إبتلعت أوليف غصة في حلقها وكتمت دموعها بصعوبة ، إن أخبرته الآن فقد يخرج بحثاً عنها غير مكترث لما قد يحصل له ، ففضلت عدم إخباره للآن
أوليف : مع زياد حكيت معاه قبل شوي رن عجهازك

.ضوء اخر النَّفق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن