5_ وتغير الحال.

435 56 73
                                    

تابعت روان سيرها ببطء في اتجاه الزنزانة فوجدت العم سيد في ثبات عميق اطمئنت قليلًا؛ لِـعدم ازعاج نومه؛ فهذا يدل على عدم وصولهم، دلفت للداخل بتعب تبحث عن رحيل ولكنها توقفت بصدمة وهي ترى فراشها فارغ، انتفض قلبها فتحركت سريعًا للمرحاض بأمل تطرق بابه

"رحيل. حبيبتي أنتِ بالداخل؟ "

لم يصل لها الرد فَـفتحت الباب سريعًا بخوف وقلبٍ مرتجف ولكنها وقفت بصدمة تنظر لِـرحيل التي تقف في منتصف المرحاض وهي نائمة

تحركت روان ببطء تأخذ دلو الماء المثلج؛ بسبب برودة الجو وذهبت لِـرحيل النائمة ثواني وكانت تشعر بشلال مياة ينزل فوق رأسها

انتفضت رحيل وتحركت لخارج المرحاض برعشة تسري في جسدها ثم قفزت أسفل الفراش، تركت روان الدلو وذهبت خلفها بغيظ وقفت جوارها ثم انخفضت تحصل على خفها وتتحدث بصوت مرتفع:

"يا حمقـــــاء كنت سأموت رعبًــا، وأنتِ بالداخل نائمة في سلام كالحصان"

أخرجت رحيل رأسها برعشة من أسفل الفراش ثم نظرت لِـروان وتحدثت بتقطع:

"ما. بكِ. روان"

صرخت روان؛ لِـبرودتها فأكملت رحيل بعدم فهم وكل ما يظهر منها عينيها:

"ومن. هؤلاء الرجال. خلفك؟ "

تيبث جسد روان وحركت رأسها ببطء ناحية مجموعة الرجال خلفها، فبادرها إحداهم بدفعة قوية في اتجاه الحائط خرج على اثرها صرخة روان برهبة، وما كادت رحيل تنهض من أسفل فراشها برعب حتى ذهب لها رجلين وحملوها كما هي بالغطاء وذهبوا سريعًا، أدمعت روان وهي غير قادرة على التحرك والرؤية أمامها مشوهة

رفعت يدها ببطء لرأسها فوجدت بقع حمراء على أصابعها نظرت لها ثم نظرت في آخر الممر اتجاه رحيل التي تتحرك بعنف داخل الغطاء وإلى العم سيد الذي ينام كما هو براحة وكأنه في بطن أمه، صدر أنينها بخوف ثم غابت في غيمة سوداء...

_________

كما هما منذ ساعة تقريبًا هو يسير أمامها ويجرها خلفه كما الحمار بملامح غير مفسرة

تحدثت عطاء بخوف:

"عثمان. أنتَ بخير؟ "

نظر لها بسرعة وغضب ثم نظر أمامه مجددًا فتجمعت دموعها سريعًا وتحدثت بتقطع وبكاء:

"اترك. يدي"

"توقفِ عن البكاء"

"قلت اترك يدي"

توقف عن سيره ثم نظر لها واقترب منها ببطء وهو يتحدث بهمس:

"وقلت أنا توقفِ عن البكاء كما الأطفال"

تابعها عثمان ترفع كفها الممتلئ تمسح عينيها الخضراء، فأخذ شهيق عميق ثم تحدث بهدوء:

"الآن سنذهب لِـمنزلي وفي الصباح سنذهب إلى منزلك؛ لِـتحضري ما تريدِ ثم نعود"

حتى أصابتني لعنة حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن