5 : لقاء قدَّ تأخر

945 18 0
                                    



أمْضَى وأعْنَى في اللِّقاءِ لَقِيتَهُ
وأقَلُّ تَهْلِيلاً إذا ما أُحْجِمَا

- شهاب الدين الخفاجي
_______________________________
‏جورج تاون . الولايات المتحدة الأمريكية

سندَّ بحدة جادة:
- وتعاملها بهذي الطريقة؟
- استفزتني ..
قالها عقاب محاولاً تبرير موقفه، فاستغفر سندَّ بطولة بال، مسك ياقة قميصه وجره إليه ليقول بنبرة حادة:
- تلعب على مين أنت ووجهك! جيت عندي تمثل دور المستضعف الباكي وتتوسلني آخرتها أنت الظالم وهي المظلومة

عقاب بثقة تكادُ تكون حقيقية، يستنجد بعينيّ سندَّ:
- لا يغرك شكلها يا ولد آل شاهين تراها خبيثة ومتمكنة...

* * * *
في مجمع كبير يضم قصور عائلة آل جلوان . شمال الرياض .

منذُ أن حطت تلك الرسالة وقبل يوم في هاتف غالية، قد حطّ معها كل شيء من الشوق والترتيبات لاستقباله، وبعد تلك السنوات الطويلة التي عاقبهم بها بذهابه ، ستنتهي قريباً جداً .

ومنذ تلك اللحظة انتشر خبر قدومه بين العائلة، وتعمدت غالية أن يسمع الجميع خبر عودته ليس إلّا انتصاراً كانت تنتظر طويلاً لتفوز به على تلك الألسن التي قالت مرة |وولدتس يا غالية ماله دار| وفي مرة أخرى: | وينه مُهاب اللي تتفاخرين فيه غدى مرواح جدي| ....

كان الجميع ينتظر تلك الدقائق الأخيرة لعودة مُهاب، إذ تعلقت الأعين الفضولية على نوافذ المنازل .

وفي هذه اللحظة التي طال انتظارها كثيراً ، توقفت سيارته في وسط باحة فسيحة جداً مزينة بالرصيف والورود ونافورة ضخمة تنتصف الباحة لتفصلها عن بقايا حديقة متنامية في مساحات متشبعة بالخضرة بلا نهاية.

تنهد قبل أن يهم خارجاً من سيارته ويغلق الباب.
رفع بصره ينظر نحو المكان الذي فرَّ منه لمغارب الأرض لينجو ، لكنّه لم يكن يعلم بأنّه سيموت حياً في طريقه اثناء العودة لهذا المكان .

كان منزلاً ضخماً قصر مزين حدّ الترف بطوابق عديدة ونوافذ لا تحصى وشرفات مزينة كل شرفة تخبرك عن صاحبها ، حينما سقطت عيناه سهواً على شرفته كانت باهته وبالرغم من المحاولات التي قامت بها والدته لأن تبقى حية ، إلّا أنها كانت ميتة أنّها لا ترمز لمُهاب اليوم بل للعمر الفائت منه.

تقف، في المنزل المُلاصق تماماً لمنزل عبدالعزيز، تراقبه من سطح منزل الجد جلوان.
تراقب خطوات مشيته المستقيمة، جسده الضخم الملتف ببزّة الطيار، ملامح وجهه الحادة بفكه العريض.
تركز النظر في عينيه رغم حلكة الليل، وسقطت سهواً أمام عينيه،
وآه من عينيه، مرآة للجنة
وإنعكاس للجحيم!

يا كوكباً أنا في أفلاكهُ قَمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن