34 : عاصفة

478 9 8
                                    



ليست كل العواصف تأتي لعرقلةِ
الحياة، بعضها يأتي لتنظيفِ الطريق

                  - اقتباس من كتابٌ ما
____________________

انفتح الباب على مصراعيه، كان جلوان غاضباً ومندفعاً رافعاً عكازه نحوها وفي اللحظة الأخيرة وقبل أن يسقط العكاز على رأسها، تدخلت يدّ مُهاب، وعلق العكاز في السماء بيده، قال بحدّة يصيح بها في وجه جده:
- اذكر الله يا يبه أنت وش قاعد تسووي؟
ليصيح به بذات الحدّة جلوان:
- أنت لا تتدخل. . .
حرر جلوان عينيه من وجه إشراق لينظر في وجه حفيده بحدّة:
- فاهمم.. صوتك لا ينسمع واللحين أبعد خلني اتفاهم معها
سار خطوةً واحدة ليقف كالفاصلة بين جدهُ وشمسه:
- منيب متحرك من مكاني، اذكر الله يا جد واهدأ حنّ بالشركة
تقدم جلوان رافعاً سبابته في وجه مُهاب مهدداً إياه:
- يا مُهاب والله لو ما تحركت ليصير شيء ثاني، وانتي اطلعي قبل شوي وقفتي بوجه الجميع ويوم ظهرت أنا، اختفيتي وانطفى حسك!!
خرجت إشراق من خلف مُهاب:
- حسي ما ينطفي يا جلوان، وبعدين خير إن شاءالله شعندك مداهم مكتبي ولا بدون موعد بعد!!!
هزّ جلوان رأسه وقال ساخراً، يلقي عود ثقاب نحوها:
- مهيب غريبة منك قلّة الأدب دامك من لحم سلمى ودم فيصل
بحدّة قالت، والقرف يتطاير من عينيها البنيتين وتحذره بسبابتها:
- احتتترم نفسك لا تغلط علي وعلى أهلي أنت سامع!!
اقترب منها جلوان، العين بالعين:
- والله لو ما شليتي هالرخمة من منصبه ورجعتي ثُنيان مكانه ليصير علم ما يرضيك
اتسعت عينيّ مُهاب بدهشةً مما يسمع -يقلل منه أمامها!!- يحسّ بنبضات قلبهِ تزداد وهمس مُشدداً كلماته بقهرٍ مما يفعله جده:
- رخمه؟ الحين صرت رخمه! عشان وشو؟ عشان ترضي زوج بنتك. . .
شدّ جلوان بيده على عكازه، وبحدّةً تجاهل تساؤلات مُهاب وانكساره يلقي كلماتهُ وعينيه في وجه إشراق الغاضبة ولكن بهدوء:
- عطيني السبب اللي خلاك تسوين هالسوايا يا بنت سلمى
لم يغب عن أذنيها الألم بين كلمات مُهاب، والقهر. رفعت كتفيها تتقدم نحو جلوان أكثر، وقالت بحدّة:
- أنا كنت بأدب نسيبك وأعلمه أن يده ما تطول على المدير اللي جالس فوقه لكن الظاهر لا هو ولا أنتم بعد ناوين تقدرون قراراتي لذا من اليوم ورايح خلّه يستريح معك في البيت يا جلوان. .
صمتت، ورفعت ذراعه في الهواء:
- ثُنيان اللي جاي بعزّ القوايل عشانه، مطرود
صاح بها مُهاب بغضب:
- إشـــراق!! وش جالسة تسوين؟
ليصيح جلوان من خلفه بقهر:
- تحسبين هذا لعبة يا بنت! هاااه؟ تحسبين جالسين نلعب هنا؟
رفعت كتفيها وبهدوء قالت:
- أنا ما جيت ألعب يا جلوان .. زوج بنتك يحسب الشركة ملعب .. وحجمته وشلته من منصبه مثل ما أخذت الإدارة منك
التفت نحوها مُهاب بغضب:
- يلعب!! أنتي تسمعين وش اللي تقولينه؟
قالت بابتسامة وعينيها تنظران لجلوان:
- خلي جدك جلوان يحكي لك .. متأكدة يعرف

أما جلوان قال بهدوء يستفزّ به إشراق:
- ثنيان إذا بيلعب فهو يلعب عشان يشيلك من المنصب ويرده لصاحبه
ضحكت إشراق، حينما صمتت سارت بضع خطوات لتقف بين مُهاب وجدهُ جلوان، لتقول وعينيها تنظران لعينيّ مُهاب :
- معترف أنه يلعب وزعلان أني شلته من منصبه!!
صمتت، تنظر للنافذة الضخمة تشير بيدها نحوها:
- شوف هناك في حديقة خليه يلعب هناك. . .
نظرت نحوه والتقت عينيّ جلوان بعينيّ إشراق المتوهجتين:
- الشركه والشغل مو للعب ياجلوان

يا كوكباً أنا في أفلاكهُ قَمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن