20 : ألَّا شعور

464 12 1
                                    




منطفئ . . في مرحلة اللاشعور
لا فرح . . . ولا حزن

- اقتباس من مكان ما
____________________
مجمع حُذام، قصر صايل آل شاهين

انتهت تلك الحفلة الصغيرة، تلاشى ذلك المشهد وتبخر وأضحى اليوم لقطة فيديو قد تم تسجيله. . .
جاءت الديم تتثاءب. . وعلمت وَصاف أن وقت الزيارة قد أنتهى.
نهضت واقفة، كانت اليوم سعيدة جداً. . غياب التهديد وخروجها من منطقة الألغام. . كان قد ترك آثاراً عليها وبدت الآن كما وَصاف القديمة.

قالت بنبرة هادئة بينما تعيد شعرها للوراء وتعقده كعكة في مؤخرة رأسها وباحترافية:
- انبسطت معاكم اليوم بس ديم أنتهى وقتها ولازم تنام
هتفت سلمى بينما تنهض وتمسك وَصاف من ذراعها:
- والبيت هذا بيتكم أنتم مو أغراب

نهضت من خلفها طرفة تتكئ على عكازها بيديّ مهزوزتين:
- إيه يامك هذا بيتكم والغرفة موجودة ناموا وارتاحوا عندنا
طبطبت وَصاف على يدّ طرفة:
- عزيزين وغاليين يا عمة، بس والله نسيت أوراق شغلي هناك ولازم أراجعها وصعب أروح وأرجع. .
طأطأت سلمى رأسها باستسلام، بينما تتمسك بابتسامة حنونة :
- ما عليه حبيبتي ما يخالف. . انتبهوا لنفسكم من الطريق
قبّلت وَصاف ظهر يد طُرفة، ثم قبلت رأس سلمى:
- يلا تصبحون على خير. .
هتفت سلمى من خلفها:
- وأنتم من أهله يا قلبي. . فمان الله حبيبتي

سارت وَصاف متشابكة يدها بيد ابنتها ديم الكسولة. . ما أن أصبحتا خارج المنزل. . رأت ديم سيارة سندَّ بينما يقتحم الحديقة. . قفزت في مكانها سعيدة وتصيح بـ "بابا جاء" تكررها بحماسة.
عقدت وَصاف حاجبيها بينما تتأمل ابنتها:
- هذي اللي معاها نوم وكسلانة!!

أوقف محرك السيارة ونزل فاتحاً يديه على مصراعيها مستقبلاً ديم وهي تحلق راكضةً إلى صدره الدافئ. .
- بابا سندَّ حبيبي
قبّل شعرها الأسود وقبّل كتفها وخدّها ثلاثاً:
- الدعسوقة حبيبة سندَّ

كانت تقف هناك تتأملهم. .
وعصف داخلها يمنة ويسرة. .
كانت تعلم أن التعافي يحتاج إلى وقت. .
بل كل شيء يحتاج إلى وقت. .

لكن من أهم الأشياء بل أكثرها عصفاً بداخلها الآن. . العاصفة الآمنة والغريب من نوعها. . وجعلتها تهدأ وتتذكر بأن الله يحبها. .
وأنّه لا ينبذها ولا يتجاهلها. . بل يهتم ويعتني بها باستمرار. . مثل الآن.
المشهد الذي تراه أمامها. . الحب الذي يدغدغ به سندَّ الديم. . .
ويعاملها كما لو أنّها من صلبه.. دعسوقته العزيزة. .

لكنّها توقفت للحظة. . حينما تلاقت أعينهم. .
أحسّت بأن هنالك شيء ناقص. . شيء قد تجاهلته منذُ زمن. . أو ربما شيء خاطئ. .  كيف وإذ أن الأب الذي تحكي لها ديم عنه. .
كان سندَّ!. . . لم يتوقف الأمر عندَّ هذا الحدَّ. .

يا كوكباً أنا في أفلاكهُ قَمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن