10 : حدثٌ و دموع

736 10 0
                                    




لم أكن عدوتك
لكنك حملتني من العذاب
مالا يُحَّمل إلَّا. . العدو.

                  - اقتباس من مكان ما
____________________
في البعيد جداً عن الأضواء، حيث منزل وَصاف

تجلس وَصاف في الأسفل، تتأمل صوراً كثيرة قدّ صورتها مؤخراً، دائماً ما تحب التصوير لكنّها لا تعتبرهُ هواية، كما إشراق التي تعتزّ بالتصوير وتحب من خلاله الإحتفاظ بتلك الذكريات اللطيفة والدافئة لها أو للذين حولها.
فقط تلتقط تلك اللحظات التي ستوثقها في أحدَّ لوحاتها.

لطالما أحبت الرسم، وحينما تتذكر تلك الأيام، يجيء هو فقط في رأسها، فلم تحب الألوان إلّا من خلاله - هو - لكنّها وبعد كلّ ذلك لم تستطيع أن تكرهها، وبالرغم من أن حياتها قد تجردت من هذه البهجة الملونة والمتوهجة ولم تعود هي كما أحدّ لوحاتها القديمة حينما كانت هي سعيدة...

أعادتها تلك الصور للأيام القديمة، أيام ما كانت تسير بجانبه، ويشير لها لنقطة مُثيرة ومعقدة فتختزنها في كاميرا صغيرة لتعود وترسمها لأجل أن تدهشه ليقبّلها تشجيعاً ويقبّلها حباً وتعظيماً.

كان الصندوق الضخم متموضع أمامها، جاءت به من واشنطن، تلك البلاد التي حملت لهنّ بين شوارعها واحياءها ذكريات كثيرة.

وضعت الكاميرا جانباً، بينما راحت تتفقد بقية الصندوق، وحينما سقطت عينيها على تلك الصور التي ألتقطنها في "كابينة التصوير الصغيرة في أحد شوارع نيويورك" ابتسمت، وراحت تتذكر تلك اللحظات الدافئة...

قبل أربعة أشهر، نيويورك.

كانوا إشراق ووَصاف تسيران معاً في قلب مانهاتن المضجج بالحياة، صيف دافئ، ويوم حافل بالانجازات، وأمامهما وفي عربة الأطفال تجلس ديم بينما تدفّها وَصاف بوجه منشرح أساريره.

إنّه يوم من تلك الأيام السعيدة، جاء وحملهما على طرف جناحه، وراح يحلق بهما ...

حينما رأت إشراق الاستديو المصغر في طرف الشارع، صاحت بحماسة:
- تعالوا نأخذ صور ذكرى..
واجترت وَصاف التي بدأت تدفع العربة بقوة بينما ديم تمد يديها وتصيح بحماسة كما لو أنّها تعرف ما يركضون لأجله.

جلسنّ ثلاثتهم إشراق ووَصاف وتنتصفهما صديقتهم الأخيرة "ديم" بوجه مبتسم وأعين تبرق سعادة وتوهجاً لا ينطفي ولا ينضب مع كلّ تلك الوضعيات التي قاموا بها لأجل أن يتذكرونها ..

مرت بضع لحظات ثم اندفعت الصور من مكانها المخصص فصاحت ديم بذهول:
- الصور طلعت من هنا؟ كيف!!
همست لها إشراق بابتسامة:
- لأن المصور يجلس هناك يصورنا ويعطينا الصور
طأطأت وَصاف رأسها:
- لا تلعبين على عقلها خليها تعرف إنّ هذا جهاز
حركت إشراق رأسها برفض بينما تمدّ النسخة من الصور لوَصاف:
- خليها تفهم كذا لأنك تعرفين أنّها بتسأل مليون سؤال...

يا كوكباً أنا في أفلاكهُ قَمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن