8 : كفارة الفراق

737 12 1
                                    



كفارَة الفراقِ طول العناق

- فواز اللعبون
____________________

بعد إسبوع طويل جداً، ورتيب، ومتتلئ بالعزائم والطعام والكثير من السؤال والغيبة... قدَّ مرّ على كلّ حال، تلاشت معه كل هذه التجمعات في نهاية الأمر.

لكنّ تلك الأنوار المُعلقة على منزل الجدة طرفة لم تنزل بعد ولم تنتهي. إذ كان ومنذُ إسبوع مطوقاً بالأنوار المُعلقة كما لو أنّ هنالك عروس، هذه العادة لا تقام إلّا حينما يكون هناك قمراً سيتوشح البياض متوجاً بتاج زفاف، لكن ومنذُ الليلة المُنصرمة وطرفة ترسل إشعارات الفرح لاستقبال ابنتها وحفيدتها في ارجاء المجمع، حتى تهامسوا الجيران وبات استقبالها لذوات روحها على لسان الجميع.
كسرت طرفة هذا الطقس وحولته لليلة قمرية كما ليلة عيد مطوقة بالدفوف وروائح البخور ومن حولها يقف بقية الأبناء والبنات والأحفاد جلبتهم فرداً فرد تتفاخر أمامهم بما لديها من جواهر مكنونة درر جاءت من قاع البحار..

ومرَّ الإسبوع واختفوا الابناء والأحفاد، ولم يبق لديها سوى ابنها سندَّ وابنتها سلمى وحفيدة كما الطاووس شموخاً وعزة تتدلل عليهم وتتدلع. وهان على قلبها عذوبة تلك النرجسية، ورقة دلعها...

* * * *
في الوقت الحالي

استغرق منها خمسة وأربعون دقيقة لتصل إلى مجمع حُذام، كان مدخله ضيق جداً يحيط به جدران وأشجار النخيل الشاهقة ٣ دقائق أخرى تفصلها من المدخل الرئيسي للمجمع حتى قلب المجمع، كان شاهقاً وكبيراً جداً، يقسمه وفي المنتصف نافورة ضخمة وعلى جانبيه تتوزع المنازل المتبهرجة والتي تتفاوت بين الاحجام والاشكال والمسميات من فلل صغيرة وكبيرة وقصور...
قطعت سيارة لمبرجيني اوروس اس 2023 ، الجهة الشرقية للمجمع، تنوع الأشجار خلف أسوار المنازل، وتنوع الأذواق، كان شيئاً جميلاً وأخاذاً سرق لُبّ عقل وَصاف وهي تحملق في كلّ هذا الجمال، وعلى الرغم من أنّها ليست أقل منهم بل أكثر، إلَّا أن ذلك كان ساحراً جداً، تبهرها تلك التفاصيل، وتسحرها لدرجة لا تستطيع أن تصفها في سطور محشدة بالكلمات.

على أحد أطراف المجمع، كان المنظر أكثرهم إبداعاً، تلك البقعة الخضراء، والأجساد المتفاوتة بين البين، الطول والجسد..
كان ملعب كرة السلة اليوم يزخر بفعاليات الشباب، إذ يركضون في هذه الساعات المبكرة من المساء، يقتلون العمل ويدوسونه بأقدامهم بينما يروحون ويجيؤون بتلك الكرة التي لا تتوقف عن القفز بين يديهم.. وأنهى كلّ هذه المُتعة في التأمل والمتعة في الوجوه الحاسمة صرخة انتصار جاءت من فم مُهاب وقفز يضرب كتفه بكتف سندَّ ...
بينما ضاري ومُنذر كانا مشتطين من الحماسة، متشددين وحازمين وعينيهما كانت تفترس سندَّ ومُهاب ومعهما تلك الكرة -المكلومة على أمرها- التي اجتازت شباكهما.

يا كوكباً أنا في أفلاكهُ قَمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن