35 : العائلة

163 4 0
                                    



إن لم تكن عائلة المرء وطناً آمناً،
فأيّ، الأوطان يمكن أن تحويه بعدها!

                  - اقتباس من مكان ما
____________________
سيتم التحديث البارت بشكل يومي

عن هدوئه وهو يسير بين أشجار المزرعة جاءتهُ فكرةً وليدة قدّ حطمت كل ما بناه -هو- بـ إنهزام، عن حياتهُ التي عاشها ويعيشها هل هو جداً سعيد؟ أم لازال يطلبُ من الله السلام!

ينظر فيمن حوله، كيف تاه في سكةً ليست جديدة! الطريق الذي سار عليه بإنتظام! كيف يجهلهُ ويشعر أنه بعيد حتى عن نفسه!! أليس هذا حرام.. أن يتجرع الظلم نفسهُ ومن أفراد العائلة.

على إثر العائلة التي طحنت كل شيء به، وطعنت ضحكاته ودفنتها تحت الأرض مع مزاحاتهُ الفريدة.. وداست فوق مشاعرٌ كانت تجعل منه انسانٌ قائم..
ومرةً أخرى جعلوه يلتزم الصمت عن الكثير من الكلام، وأحلامه العديدة التي كان يصحو على إثرها.. أصبحت حلمٌ واحد.
أن ينتهي يومه وينام..

لكن اليوم لم ينتهي بعد، والليلُ طويل، والحلكة تلتهمه وهو وحيد تائه وعلى اذنيه سماعاتٌ لاسلكية.. يستمع إلى ألَّا شيء ويمارس احساساً هائلاً بالسأم والضياع داخل المزرعة، فهو لا يصنع الأحداث أو يعيشها، انها فقط تعبر من فوقه كما تعبر الرياح فوق سطح من الرمال الراكدة فتخلف فوقها بعض الآثار ثم تأتي رياحٌ جديدة فتطمس معالم الرياح القديمة.

تنفَسَ بعمق، وهو يرى هذا الحزن بداخله، يراه ويحسّ به ولكنهُ لا يمكنه أن يمسحه من الوجود.

رآهُ هناك، الكوخ الخشبيّ وابتسم، يحمل هذا الكوخ ذكرياتٌ كثيرة ما بين الحزينة والسعيدة، مضى إليه بهدوء يفتح الباب الحديديّ ويمرر يده فوق مفاتيح الكهرباء، لينتشر الضوء في المكان. وانتشرت معه رائحة الماضي. حينما كانوا يلجؤون هنا عن مشاكلهم، ويرفهون عن انفسهم.
كل شيء في مكانه، الشاشة الضخمة، اجهزة ألعاب الفيديو، وكل ما يأخذ العقل من الرأس قد وضع داخل هذا الكوخ.

جلس على الكنبة ، كان يوجد ألف سببٌ واضح يدعوه لمُغادرة ساحة المعركة لكنه اختار البقاء، يحمل بين يديه أملٌ صغير جداً. بأن الديار لازالت دياره، والمعركة ستنتهي.

جاء من ورائه غيث وهو يتنفس توالياً وبصعوبة، ليعقد مُهاب حاجبيه متساءلاً بينما يخلع السماعات من على رأسه:
- وش حالتك ذي؟
وبخه غيث بينما يسحب قارورة ماء من المُبرد الصغير:
- لي ساعة امشي وراك وأناديك وأنت منتب حولي
زمّ مُهاب شفتيه بينما يمرر يده مبعثراً شعره:
- ما انتبهت ..
وقف غيث أمامه:
- دامك صحيت خلينا نأكل سوى
- والوالدة وين؟
سأل مُهاب ليجيبه غيث:
- سوت العشاء ونامت من بدري..
صمت ثم أردف وهو يمضي نحو الباب الحديديّ:
- اختار لنا فيلم وأنا بروح اجيب الأكل وارجع ..
وقبل أن يغلق هذا الباب التفت نحو مُهاب ليعقب:
- فيلم زين لا تحط لنا حزين مو ناقصين نكد على نكدنا
- روح بس روح...
قالها مُهاب ليغلق غيث الباب من خلفه، تنهدّ هو الآخر وأدرك في نهاية الأمر أنه يجب عليه أن يفسخ رداء الكآبة عنه، ويعود إلى طبيعته لعلّ يهنئ باله ويجد راحته.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يا كوكباً أنا في أفلاكهُ قَمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن