الفصل الثاني عشر : حياة الغرباء

5 1 2
                                    

   عندما يتوقف الزمن للحظة ،
   ويندثر شعوري ، وتنسلخ الدنيا إلى لون رمادي

   أنظر إلى الأشياء حولي تمضي ببطء
   أناس بمختلف حيواتهم ، بأناسهم الآخرين ،
   والكثير من القلوب النابضة بمشاعر لا يمكن إدراكها

   فِكر يجول في خاطري ، وقد يبقى يجول لزمن طويل
   عن أشخاص مروا بي مرورًا ؛
   لكن عقلي لم يعدهم من المارين

   وأخرج من لحظة الغفلة ، وأبتسم كإنسان
   أحسَ بإنسانيته بمرور لحظة ساكنة على حواسه

   كثيرًا ما أفكر ، هل يسمح أحدهم لنفسه بأن يجفل
   مثلما أفعل ، أو بطريقته الخاصة ؟
   أن يتأمل لحظات رمادية ، ساكنة ، لا يدري ألها بقاء أم أنها ستغادره بمجرد انقضاء وقتها ..

   " هل كنت يومًا مارًا على ناظري غريب ؟ "

   وكم من غريب ألفت محياه ، وبات منسيًا بعدما انقضت لحظاته معي .. ~

   وكم أحب تلك الذكرى الغريبة من الطفولة ،
   عن حديث جال بيني وبين طفلة ، لم ولن أعلم عنها
   عن ضحكات وحكايات تبادلناها ساعة جلوسنا
   " وانقضت لحظتنا ، ونسينا .. "

   أقف في الشارع صباحًا ، أراقب مرور الناس
   وأسرح ، وأتخيل ..
   أناس بمختلف حيواتهم ، بأناسهم الآخرين ،
   والكثير من القلوب النابضة بمشاعر لا يمكن إدراكها

   عندما يتوقف الزمن للحظة ،
   ويغفو حسيّ ، وآخذ وضع المشاهد الصامت

   رجل يقود سيارته ، وامرأة تعبر الشارع ،
   وطالب حانق يريد النوم ، وطفلة بتسريحة لطيفة
   تمضي بجوار أخيها الأصغر إلى حافلة المدرسة
   وغيرهم الكثير الكثير ~

   وكم أحب تلك اللحظة ، عندما أرى أحدهم مجددًا
   بعد وقت طويل ، طويل لأذكرهم !
   وأتفاجأ بكم هم ما زالوا مألوفين بالنسبة لي ،
   وكيف أنني - ولسبب مجهول - ما زلت أذكرهم !!

   وأتساءل فجأة
   " هل لي مكان مخفي في ذكريات غريب ؟! "

   عندما يعود الزمان ليمضي ، بسرعته المعتادة وربما أسرع
   أعود إلى أحضان ذكرياتي الخاصة ،
   إلى آلامي ، وحياتي
   " حياتي أنا .. "

عاميَّ الأصفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن