الفصل العشرون : مجرد أغنية

6 1 2
                                    

   أغنية غريبة ، كنت أغنيها
   عن شعور مسلوب ، عن حلم لم يتحقق
   كنت أغنيها كطفل صغير ،
   لا يعرف مقدار الألم الذي تحتويه ..

   غنيتها ، بين أنفاسي التي كانت تنقطع ،
   أردت الغناء فقط ، كما لو أنني أحرر شيئًا بداخلي
  
   بصوت طفولي تم انتقاده كثيرًا ،
   كنت أردد
   " أنبض ، على الرغم من أنني أمضي وحيدًا ~ "

   لم تكن الأيام سهلة ،
   ومرت على صدري وكتمت أنفاسي ،
   وتلاشت رغبتي في الغناء ،
   ونسيت الأغنية ..

   وكلمات قيلت لي ذات مرة :
   " صوتك مزعج ، لا تغنِ "
   ولم أغنِ بعدها ..

   وتمر السنين ..
   وأرى مسيرة الطائرات كما لو أنها حلم ..!
   لولا أن الصوت كان عاليًا ومؤلمًا ؛
   لأدرك بأنها حقيقة

   غنيت يومها
   " خلف الأفق هناك ، خلف الموج والبحر ،
   أنت ، وقلبي معك ؛ لأمد يدي إليك ~ "

   وكالمرة السابقة ،
   بالكلمات نفسها ؛ لتعطي الألم نفسه ..
   " صوتك مزعج ، لا تغنِ "

   وأشعر بالاختناق ، وتعلق الكلمات في حلقي ،
   وعندما أشعر بأن الأمور أصبحت جيدة وأخيرًا ،
   أتفاجأ بأن كل شيء انهار مجددًا في اليوم الذي يليه ..

   " كيف يجب أن أعيش اليوم ..؟ ~ "
   ودندنت كلماتي لنفسي ..

   كل يوم ، فوق الغمام ، تحت الشمس أو القمر
   كانت مسيرات الطائرات تخترق الجو ،
   وفي حنجرتي أغنية قديمة ، أصبحت أفهم معناها ؛
   لكن صوتي لم يكن يخرج ..
   إلا كهمهمة باهتة تتردد كأغنية واضحة في رأسي ..

   أردت أن أغني ذات ليلة ، في ذلك الظلام ،
   حيث كنت وحدي ، غنيت
   تلك الأغنية القديمة
   " أنبض ، على الرغم من أنني أمضي وحيدًا ~ " ..

   وما عدت أسمع تلك الكلمات الجارحة ..
   لا أعرف لمَ ؛ لكن ربما لأنني ما عدت أغني لأحد ..
  
   وعلقت الألحان في حلقي حتى اختنقت ،
   وما عاد من المهم أن يكون يومي جيدًا أو سيئًا ..

   وهكذا مرت سنيني تحت المسيرات ..
   أغني لنفسي ، في رأسي ،
   حيث لا يمكن لأحد أن يمنعني ..

عاميَّ الأصفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن