على ميزان ذو كفتين ،
كنت أقيس شعوري بالأمان ،
وكانت كفته راجحة لمرة ، وخاسرة لمرات أخرياتوترقص الكفتان على أنغام صبري ،
بلا شيء يوضع ليثقل كاهليها ..وترجح كفة الأمان لمرة أخرى ..
وكما لو أن المكيال يبخسني ؛
فيعطي لقلقي أوزان الأمان ،
وأشكك في نفسي ، وأسألها
" علامَ تقلقين ..؟ "وأبحر بعيدّا عن بيتي ،
حيث الأمان وكفتي الميزان ..
بعيدًا إلى شاطئ الليلة الأخيرة
حيث أدركت بأن ميزاني كان يكذب ..وعلى ميزان آخر ذو كفتين ،
أخذت أضع القلق والخوف ؛
لأعرف أيهما أخف وطاءة على قلبيوعلى ذلك الشاطئ ، حيث رقصت الأمواج
على أنغام صبري ، الذي بدأ ينفد
وأتمنى لنفسي ليلة سعيدة .." هيا ، يا نفسي ، دعي عنكِ القلق "
وبصوت مبحوح دندنت لها ،
بينما يتأرجح الميزان بين الخوف والقلقوما عاد لكفة الأمان أي وجود ..
وأفتح عيني على شمس المحيط ،
بعيدّا عن بيتي ، وعن خوفي ، وعن قلقي
بعيدًا .. وما زلت لم أجد الأمان ..وأخذت ميزاني ، وكلت خطورة الأشياء
فما عاد للأمان - كما قلت - أي وجود ..فتارة أجد الخطورة في ارتفاع ؛
فأسقط أنا وكفة الميزان ،
وتارة تتأرجح بين خطر وطيف أمان ؛
فأطمئن بذلك بضع لحظات ..وتهتز السلاسل على أنغام صبري ؛
فقد صّبرت نفسي من جديد
وأمرتها بالتحمل .. لعل عيدنا يأتي
أو نتوه في الأفق البعيدوأتأمل الأفق ، حيث يتلاشى كل شيء ،
وأفكر
" هناك داري ، وميزان الأمان "
وأتساءل
" هل هما ينتظران ؟ "وهل ما زال للأمان أي وجود ..؟
وعلى ميزاني ذو الكفتين ،
وضعت شعورًا لا علم لي بمعناه ؛
فحطم الميزان لثقله ،
وضحكت ؛ فلم يكن ثقيلًا على الميزان وحده ..وأرقص أنا ، على أنغام من استسلام ،
وما عادت لدي النية في الرجوع
لذاك الدار والأمان وكذب الميزان
خلف الأفق ، حيث يختفي كل شيء في ظلام ..وبين أمان صنعته من وهم ،
وقلق حورته ليكون أصوات الحقيقة ،
عشتُ وأعيش ، يصاحبني خوف وميزان مكسور ..
أنت تقرأ
عاميَّ الأصفر
Non-Fictionصباحات باردة ، وغيوم وردية ، وهديل الحمام يُسمع من نافذة الجيران إذاعة الراديو ، وكتاب الرياضيات بين يدي أتجاهله ناظرًا إلى الشوارع الخاوية سترة زرقاء وقفازيّ الأسودان ، يدي باردة جدًا ؛ لكن هذا لا يهم أيام لا تتكرر ، أيام لن تعود .. أيام...