الفصل الثامن عشر : ميزان

6 3 6
                                    

   على ميزان ذو كفتين ،
   كنت أقيس شعوري بالأمان ،
   وكانت كفته راجحة لمرة ، وخاسرة لمرات أخريات

   وترقص الكفتان على أنغام صبري ،
   بلا شيء يوضع ليثقل كاهليها ..

   وترجح كفة الأمان لمرة أخرى ..

   وكما لو أن المكيال يبخسني ؛
   فيعطي لقلقي أوزان الأمان ،
   وأشكك في نفسي ، وأسألها
   " علامَ تقلقين ..؟ "

   وأبحر بعيدّا عن بيتي ،
   حيث الأمان وكفتي الميزان ..
   بعيدًا إلى شاطئ الليلة الأخيرة
   حيث أدركت بأن ميزاني كان يكذب ..

   وعلى ميزان آخر ذو كفتين ،
   أخذت أضع القلق والخوف ؛
   لأعرف أيهما أخف وطاءة على قلبي

   وعلى ذلك الشاطئ ، حيث رقصت الأمواج
   على أنغام صبري ، الذي بدأ ينفد
   وأتمنى لنفسي ليلة سعيدة ..

   " هيا ، يا نفسي ، دعي عنكِ القلق "
   وبصوت مبحوح دندنت لها ،
    بينما يتأرجح الميزان بين الخوف والقلق

   وما عاد لكفة الأمان أي وجود ..

   وأفتح عيني على شمس المحيط ،
   بعيدّا عن بيتي ، وعن خوفي ، وعن قلقي
   بعيدًا .. وما زلت لم أجد الأمان ..

   وأخذت ميزاني ، وكلت خطورة الأشياء
   فما عاد للأمان - كما قلت - أي وجود ..

   فتارة أجد الخطورة في ارتفاع ؛
   فأسقط أنا وكفة الميزان ،
   وتارة تتأرجح بين خطر وطيف أمان ؛
   فأطمئن بذلك بضع لحظات ..

   وتهتز السلاسل على أنغام صبري ؛
   فقد صّبرت نفسي من جديد
   وأمرتها بالتحمل .. لعل عيدنا يأتي
   أو نتوه في الأفق البعيد

   وأتأمل الأفق ، حيث يتلاشى كل شيء ،
   وأفكر
   " هناك داري ، وميزان الأمان "
   وأتساءل
   " هل هما ينتظران ؟ "

   وهل ما زال للأمان أي وجود ..؟

   وعلى ميزاني ذو الكفتين ،
   وضعت شعورًا لا علم لي بمعناه ؛
   فحطم الميزان لثقله ،
   وضحكت ؛ فلم يكن ثقيلًا على الميزان وحده ..

   وأرقص أنا ، على أنغام من استسلام ،
   وما عادت لدي النية في الرجوع
   لذاك الدار والأمان وكذب الميزان
   خلف الأفق ، حيث يختفي كل شيء في ظلام ..

   وبين أمان صنعته من وهم ،
   وقلق حورته ليكون أصوات الحقيقة ،
   عشتُ وأعيش ، يصاحبني خوف وميزان مكسور ..

عاميَّ الأصفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن