الفصل السادس عشر : بعيدًا

7 0 1
                                    

   أنت تعلم ماهية مشاعري ،
   على الرغم من أنني جعلتها سرًا عن جميع الخلق ..
   أعلم أنك لا تفهمني ؛
   وأحيانًا أشك في صدق كلماتك ..

   لا تقل لي : " أفهمك "
   بينما أنت تنظر إلى كشخص سيئ ..
   لا تعبر عن الأمر كما لو أنه طيش مني ،
   وأنها غلطة اقترفتُها ..

   " أشعر بفجوة في قلبي .. "
   طفقت أكرر في تلك الأيام الباردة ..

  أتذكر وعودنا ؟ .. أو قولك : " سيُساء فهم مشاعرنا " ؟
  أم أن كل شيء اندثر تحت أغطية النسيان

  " الأشياء تحدث ،
  وعقلي لا يحتمل المزيد من الذكريات "
   ألهذا بدأت في النسيان ؟

   لكنك كنت هنا .. في منتصف قلبي ..
   ذات يوم ..

   ولم يُقدَر لنا البقاء معًا بعد كل شيء ..

   " ألو عدنا إلى تلك الأيام ، ستضمني من جديد ؟ "
   قل بأنك ستفعل .. أرجوك ..

   " أسنكون قادرين على البقاء معًا ..؟ "
   أتساءل ، ولا أظن بأنني سأكون ذلك الشخص
   الذي سيبقى معك إلى النهاية ..

   " ولم أكن الوحيد بالنسبة لك .. "

   لم تكن الأمور متروكة لنا ، وقدرنا قد قُضِي
   وليس لأي منا مكان في حياة الآخر الآن ،
   سوى رسائل نقرأها بصمت ، ونتعاجز عن الرد عليها ..

   " لا أحد منا توقع أن تؤول بنا الأحوال إلى هذا البُعد .. "
   فكرت ، وضحكت ساخرًا بصمت ..

   ولم تكن الأمور بالسهولة التي حلمنا بها ؛
   فمجرد النوم بسلام  أصبح حلمًا ندعو لنناله ..
   وما عاد الصداع يؤلم كما كان ،
   أو ربما اعتدنا على الألم ..

   ومن قال بأنني لا أريد قربك ؟
   لكن ما بيننا ما عاد مجرد شوارع وأزقة ،
   بل أميال تغطيها جبال وسماء أيام وليال ..

   " وهناك باب ، غلقته ، ورميت بالمفتاح .. "
   وكان هذا باب قلبي ..

   قد تسألني : " ماذا ذهاك ؟ "
   فسأضحك ، وأبتسم ، ومن ثم ألتزم الصمت ..

   ما عدنا قادرين على أن نكون ما حلمنا به ،
   أو نكون أنفسنا القديمة ..
   فداخل قلب كل منا ، هنا باب تم إغلاقه ..

   وحتى إن التقينا مجددًا ،
   لا أظن بأننا سنعود كما كنا
   " هذا الأمر ميؤوس منه بعد كل شيء .. "

   " ولم أكن الوحيد بالنسبة لك .. "
   وكم كان هذا مضحكًا ..

   لا أحد من العالمين قادر على تقليص المساحات ،
   الأميال التي بيننا ، والأيام والليال ..
   لا أحد يدري أين المفتاح ، وأين ضاعت الأبواب
   وأين ذهب أهلها ، وأين غاب الود والأصحاب ..

   وحبستُني بين جدراني ، في عزلة
   أمضي بأيامي ، وإن تسألني عنها
   أجبك : " تمضي "

   وتركنا أحلامنا عند قارعة طريق لن نمره مجددًا
   عندما أدركنا بأننا لن نعود ..
   " هذا الأمر ميؤوس منه .. "

   " لا أحد منا توقع أن تؤول بنا الأحوال إلى هذا البُعد .. "
  
   وكما لو أن كل شيء يُفرقُنا ،
   تقبلنا أقدارنا بصدر رحب ،
   وبدلنا الأحلام المُحطَمة بأخرى جديدة ،
   مع قليل من الأمل ، والكثير من الحذر ..

   " ولم أكن الوحيد بالنسبة لك ،
   لأنه ليس الشيء الذي يُفترض بي أن أكونه "
   وتصالحت مع هذا ذات لحظة ~

   وعلى الرغم من قولي هذا .. ما زلت أقول
   " أريد رؤيتك ، أن نجتمع معًا من جديد
   كأيامنا الخوالي "
   وتردد صوت المنطق في رأسي
   " هذا محال "
   " إنه ليس مستحيلًا ..! "
   قلت ، وسألت نفسي
   " هل هو مستحيل حقًا ..؟ "
  
   فليقل لي أحدكم بأنه ممكن ..

عاميَّ الأصفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن