أنت تعلم ماهية مشاعري ،
على الرغم من أنني جعلتها سرًا عن جميع الخلق ..
أعلم أنك لا تفهمني ؛
وأحيانًا أشك في صدق كلماتك ..لا تقل لي : " أفهمك "
بينما أنت تنظر إلى كشخص سيئ ..
لا تعبر عن الأمر كما لو أنه طيش مني ،
وأنها غلطة اقترفتُها .." أشعر بفجوة في قلبي .. "
طفقت أكرر في تلك الأيام الباردة ..أتذكر وعودنا ؟ .. أو قولك : " سيُساء فهم مشاعرنا " ؟
أم أن كل شيء اندثر تحت أغطية النسيان" الأشياء تحدث ،
وعقلي لا يحتمل المزيد من الذكريات "
ألهذا بدأت في النسيان ؟لكنك كنت هنا .. في منتصف قلبي ..
ذات يوم ..ولم يُقدَر لنا البقاء معًا بعد كل شيء ..
" ألو عدنا إلى تلك الأيام ، ستضمني من جديد ؟ "
قل بأنك ستفعل .. أرجوك .." أسنكون قادرين على البقاء معًا ..؟ "
أتساءل ، ولا أظن بأنني سأكون ذلك الشخص
الذي سيبقى معك إلى النهاية .." ولم أكن الوحيد بالنسبة لك .. "
لم تكن الأمور متروكة لنا ، وقدرنا قد قُضِي
وليس لأي منا مكان في حياة الآخر الآن ،
سوى رسائل نقرأها بصمت ، ونتعاجز عن الرد عليها .." لا أحد منا توقع أن تؤول بنا الأحوال إلى هذا البُعد .. "
فكرت ، وضحكت ساخرًا بصمت ..ولم تكن الأمور بالسهولة التي حلمنا بها ؛
فمجرد النوم بسلام أصبح حلمًا ندعو لنناله ..
وما عاد الصداع يؤلم كما كان ،
أو ربما اعتدنا على الألم ..ومن قال بأنني لا أريد قربك ؟
لكن ما بيننا ما عاد مجرد شوارع وأزقة ،
بل أميال تغطيها جبال وسماء أيام وليال .." وهناك باب ، غلقته ، ورميت بالمفتاح .. "
وكان هذا باب قلبي ..قد تسألني : " ماذا ذهاك ؟ "
فسأضحك ، وأبتسم ، ومن ثم ألتزم الصمت ..ما عدنا قادرين على أن نكون ما حلمنا به ،
أو نكون أنفسنا القديمة ..
فداخل قلب كل منا ، هنا باب تم إغلاقه ..وحتى إن التقينا مجددًا ،
لا أظن بأننا سنعود كما كنا
" هذا الأمر ميؤوس منه بعد كل شيء .. "" ولم أكن الوحيد بالنسبة لك .. "
وكم كان هذا مضحكًا ..لا أحد من العالمين قادر على تقليص المساحات ،
الأميال التي بيننا ، والأيام والليال ..
لا أحد يدري أين المفتاح ، وأين ضاعت الأبواب
وأين ذهب أهلها ، وأين غاب الود والأصحاب ..وحبستُني بين جدراني ، في عزلة
أمضي بأيامي ، وإن تسألني عنها
أجبك : " تمضي "وتركنا أحلامنا عند قارعة طريق لن نمره مجددًا
عندما أدركنا بأننا لن نعود ..
" هذا الأمر ميؤوس منه .. "" لا أحد منا توقع أن تؤول بنا الأحوال إلى هذا البُعد .. "
وكما لو أن كل شيء يُفرقُنا ،
تقبلنا أقدارنا بصدر رحب ،
وبدلنا الأحلام المُحطَمة بأخرى جديدة ،
مع قليل من الأمل ، والكثير من الحذر .." ولم أكن الوحيد بالنسبة لك ،
لأنه ليس الشيء الذي يُفترض بي أن أكونه "
وتصالحت مع هذا ذات لحظة ~وعلى الرغم من قولي هذا .. ما زلت أقول
" أريد رؤيتك ، أن نجتمع معًا من جديد
كأيامنا الخوالي "
وتردد صوت المنطق في رأسي
" هذا محال "
" إنه ليس مستحيلًا ..! "
قلت ، وسألت نفسي
" هل هو مستحيل حقًا ..؟ "
فليقل لي أحدكم بأنه ممكن ..
أنت تقرأ
عاميَّ الأصفر
Non-Fictionصباحات باردة ، وغيوم وردية ، وهديل الحمام يُسمع من نافذة الجيران إذاعة الراديو ، وكتاب الرياضيات بين يدي أتجاهله ناظرًا إلى الشوارع الخاوية سترة زرقاء وقفازيّ الأسودان ، يدي باردة جدًا ؛ لكن هذا لا يهم أيام لا تتكرر ، أيام لن تعود .. أيام...