الفصل التاسع عشر : أمنية ..

13 4 2
                                    

   في أيام يُعاد تكرارها ،
   تفاقم الملل كمرض بلا شفاء ،
   وبدلًا من البحث عما يسعدني ،
   خططت أمنية في دفتري
   " أرجو بأن يحدث شيء جديد "

   لم أكن حينها أدرك قوة الكلمات ؛
   لأنني لم أفهم معناها حتى

   الأمنية التي دفعني الملل إلى رجاءها ،
   لم تكن في الواقع ما أردته حقًا ..

   " أرجو بأن يحدث شيء جديد "
   ظللت أدعو ..

   لم يكن علي أن أنتظر شيئًا ليحدث ،
   مع أمنية مبهمة لم أعرف متى ستتحقق ..
   لم يكن علي أن أسمح للملل بالسيطرة علي ،
   أو أن يغطي عيني ؛ فلا أدرك جمال ما حولي ..

   وفي أيام يُعاد تكرارها ،
   تفاقم الملل أكثر ، وكذلك النسيان

   ونسيت أمنيتي ، وما عدت أنتظرها ؛
   لكن الملل لم يغادرني أبدًا

   لم أكن حينها أعلم بأن الأمنية كانت تتحقق ،
   ببطء .. وبشيء جديد .. كما طلبت ..

   " ما الذي يحدث بحق ..؟!! "

   خرجت الأمور عن السيطرة ،
   وما عدت أدري من أين تبدأ المشاكل ،
   وكيف تتراكم ، ولا تنتهي ..

   " يبدو بأن هناك شيئًا قد نسيته .. "

   كانت الأمنية ، التي لم أكن أرغب بها حقًا ..

   غادرني الملل وأخيرًا ،
   وشعرت بالامتلاء ؛ لكن ليس بشكل جيد ..

   وفي أيام كانت المشاكل تبدأ فيها بدلًا من أن تنتهي ،
   تعاظم شعور غامض من حزن ويأس ..
   " ما الذي يحدث بحق ..؟ "
   لم أكن أعرف ..

   ونيابة عن حل المشاكل ، كنت أزيدها ،
   كما لو أنني كنت أغرق في مستنقع بلا قاع ..

   لم أكن أدرك حينها أنها كانت أمنيتي ..

   لم يكن علي أن أنتظر المشاكل أن تنتهي ،
   أو أن أسمح لها بالتراكم ، وأغرق فيها ..
   لم يكن علي أن أيأس آن ذاك ،
   مع شعور الحزن وحيدًا والقلق ..

   وفي أيام يُعاد تكرارها ..
   زارني الملل من جديد ..

   كان من الصعب عندها أن أنتظر شيئًا ليحدث ..
   أن يأتي أحدهم وينقذني ..
   أو تتوقف المشاكل عن الحدوث ..

   وفي دفتري ، حيث كُتبَت الأمنية ،
   قرأتها مجددًا بعد وقت طويل ..

   عندها كنت مدركًا لقوة ما كتبت ..
   للمعاني التي تُضفِيها الحروف قبل الكلمات ..!

   أدركت بأنني لم أكن أريد أن يحدث شيء جديد ،
   بقدر ما كنت أنتظر شيئًا جيدًا ..

   إذا حصلتُ على فرصة ثانية ،
   كنت لأنتقي كلماتي بحرص أكثر ..
   لكن لا وجود للفرص الإضافية ؛
   لذا كان علي أن أقبل ما حدث ..
  
   وهكذا .. كانت الأمنيات تحمل قوانينها ..
   ووجبَ علينا أن نكون حذرين ..

عاميَّ الأصفرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن