~العُلا~
صعد على سيارته رباعيـه الدفع يربط حزامـه باحكام بعد ما لبس خوذته ومن أنطلقت صفاره البدء حرك باسرع ما يمكـنه وهو يصرّ على أنه يكـون بالمركز الأول ولا يسّمح بالخساره بأرضه وملعبـه ، بيكسر خشوم منافسيّنه غصب
تعالت الأصوات بين الصراخ والتشجيّع والحماسّ من المشجعيّن من أمتلت الساحـه بالغبار الناتج عن حركه السيارات السريعـه وسط الصحراء
ضرب الدركسـون يشّد عليه من تخطاه أحد المتسابقيـن لكنّه ما بيسمح لنفسه يكون بالمركز الثاني واللي يليه ، مايّليق عليه الا المركز الأول وفعلاً من ضرب الدركسون يصرخ:هيا يالحمراء هيا ياحُبي الميداليه تنتظـرنا!
ما كانت الا ثوانـي وتعالت الأصوات بالتصفيـر والتشجيّع العارم من جديد وصوت الحكـم يعلن وصول الحمراء بالأول
وقف من على المدرجات من أنتبه لوصول صاحبه وسرعان ما صـرخ:عزّ يا سّـراج ، عزّ الله يعزّك
ضحك وهو يسّمع أصوات الصراخ بأسمه واللي صار متعـود أنه يسمعها بكل سباق له
نزل من سيارته ينزع خوذته تحت تصفير المشجعيّن واللي كان أحدهم صاحبه المقرب اللي نزل من المدرجات يركـض لـ أتجاهه وسرعان ما تعالت الأصوات من حضـنه يبارك له بفوزه:عزّ الله يعزّك ما كـان عندي شك بفوزك !
أبتسم يعدل شعره بغرور:متى يدخلك الشك أن ممكـن أحد يتعدى سراج آل سّاهـر؟
ضحك من غرور صاحبـه المألوف عليه جداً يرجع لـ مكانه وسط المدرجات من عدل سراج اللوقو اللي بأسمه يصعد على المنصه يستلم ميداليتـه المحفور عليها فخره لـ المره المليون بنصيّبه من المركز الأول بـ "سباقات سيارات الدفع الرباعي"
رفع جوال يرد على أتصال أبوه اللي كـان جالس يراقب أنتصارات ولده مثل ما يسميّها:سويتها ياسراج !
ضحك يمشي بجانب صاحبه:ما أقول كلمه الا وأنا قدها طال عمرك !
أبتسم سّاري بفخر بولـده:أرجع الاحساء لا تتاخر
هز رأسه يسكر والتفت على صاحبه ينطق:نتغـداء ؟
ركب سيارته يفتح له الباب من الداخل:أركب طال عمرك أغديك على حسابي !
قفل جواله اللي ماوقفت أتصالات مباركات من كل شخص كان يشاهد السباق بـ بيتـه إذا مو حاضر بالمدرجات والتفت عليه ينطق:مهنـا مافي ثقه بسواقتك أنزل !
ضحك مهنا يهز رأسه بالنفي:أستريّح سيارتي ما تشوف نفسك عليّ بالسواقـه~الاحساء ، الثانيه فجراً~
رفعت شعرها من جافائها النوم تفتـح باب مرسّمها ومكانها الأحب لقلبّها ، أخذت نفس من أعماقها تشعر برائحه الألوان تخترق رئتها من شدتّها ، أجمل الروائح لـ روحها الرسامـه
سحبت كرسيها تجلس مقابل اللوحـه اللي ما قدرت تنتهي منها ، اللوحه اللي صار لها وقت تحاول تنهيّها لكنها تعجز من شّده دقتها ومن شده أنها تبيها باعلى جوده
فتحت علب الألوان تنثرهم على الخشبه تلعب بالفرشاه بين أصابعها لـ ثواني تنتظر الهام الرسامه يستوحيّها ، لعلى وعسى ترتـب أفكارها من جديد بخصوص هاللوحه العنيده -مثل ما سمتها-
ميّلت شفايفها تشعر بالأحباط من هاللوحه اللي ما قدرت تكملها من أسبوع وكل ما جلسّت تتمنى أنها تنتهي منها مع الأسف توقف بنفـس النقطه عاجزه عن رسم شي جديـد فيها
حنّت رأسها بين كفوفها بغضب من نفسها:ركزي ريـداء ركزي !
بلعت ريقها من الأصوات الصادره من الشارع تستغـربها كونها الثانيه فجراً والأكيـد أن كل الناس نايمه بهالوقت الا هي
وقفت تبعـد الستاير عن الشباك تناظر الشارع بهدوء من الأضواء المضاءة ببيت جيرانهم اللي ما تعـودوا وجود أحد فيه في النهار فكيف صارت أضواءه مضاءة بنص الليّل؟
راقبت الوضع بهدوء تشّعر أن شي سيئ بيصير ، كل معرفتها أن جيرانهم نقلوا لـ بيت بعيد عن حيّهم ولعاد زارو بيتهم ، ولو أنهم بيزورونه بنص الليّل؟
زادت عقدت حاجبها تبلع ريّقها باستغراب من طلع ولد جيرانهم يتبعه أثنين شباب بطوله والأقرب لـ عمره
فزّت بخوف من صوت الباب وعجزّت تلف تشوف ميّن داخل مرسمها بهالطريقه ، ذابت عظامها بخوف من أصوات تكسيّر بالشارع وعلى الأغلب أنها صادره من هالشباب ، يرعبها هدوء الليّل وصار يرعبها جداً باخر فتـره ، وسرعان ما صرخت من حسّت بـ أيدين تحاوطها:ريـداء
بلعت ريقها تليّن ملامحها:أبويـا !!
أبتسم أواب من وجهها المخطوف:خوفتك ؟
هزت رأسها بالنفي تاشر له على الشباك:في أصوات من الشارع تخوف أبويا بيت الجيران فيه أحد بهالوقت !
قرب يناظر الشباك وفضل أنه يسّكر الستاير يمشيها معه:تخافين هالوقت يابوي وش مصحيّك ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه من وصلها لـ سريرها:ما جانـي نوم وفضّلت أستغل الوقت بالرسم!
أبتسم يقبّل رأسها من تمددت على السريـر:نامي أبوي الصباح ترسميّن على ضوء الشمس الأحُب لقلبك !
ضحكت لـ ثواني براحه من جلوسه بجانبها وتدري أنه مستحيّل يتركها لـ تغفى وتدخل بنومـه عميقه