~الصباح ، المستشفى ~
تعالتّ أصواتهم تضّج بـ فرحتهم ، من سّمح لهم الدكتـور يدخلون عنـدها لأنها صارت "بخيّـر"
تغورقت محاجرها بالدموع تضمّ أبوها ، تقدمـه قبـل الكل لأنها "حبيّبه أبوها" مهمـا كُبرت وشاب فيها الزمـن وأمتلى رأس أبوها بشيّبه الأبيض تبقى بُكـره ، فرحته الأولى ، وحبيّبه قلبه
يقبّلها بُشكل مطول:ياحبيبـه أبوك أخر عهدك بالوجـع يا عيّني وضيها !
بُكـت بتعب تميّل رأسها على كتفه ، تسّند خدها الندّي عليه بهمس:أبـوي !
مسّح على ظهرها بحنيّه يقبّل رأسها:أرتاحي ، مستوجعه ؟
هزت رأسها بالنفي تبتسّم بالغصب من دخلوا عيالها مع مؤيـد ، تُصرخ آسه مباشّـر بفرح عارم:ماماتي !
بوسّت خدودها تضمّها بشوق رغم التعب:ياروّح ماماتـك ، آسـر !
ولأنها فتحت ذراعها الأخرى تناديّه لحضنهـا ، ركض لـ حضنها يضمّها ، تحاوطهم مـع بعض بشوق:وحشتوني يا مامـا !
رّقت نظرات أشجان تضّم مؤيـد مباشر ، تتوارى بعيّونها عنهم مثل ما يتوارى آسر بكتف أمه ، تخفيّ عبرتها الخانقتها بصُـدر مؤيد الرُحب لها دائمًا ، مثل ما آسر يخفي دموعه بكتـف أمه الحنون ، يبوسّ كتفها مرات متتاليه بهمـس:أمي بخيـر ؟
هزت رأسها بـ إيه تمرّر أصابعها على تراسيم وجهه وشعـره:أنا بخيّـر وأخوكـم بخير !
فزّت آسو اللي "تتماثـل للشفى" تنطق:مامـا وين أخوي ؟
أبتسم ثائر يجلس على الكنبه بتعـب ، وتجلس بهجه على طرف سرير بنتها:يأمي بخيّـر يوجعك شي محتاجه شي ودّك بشي ؟
شدت عليّها من ضمّتها:بخيـر يأمي بخيّـر دامكـم حولي !
رقّت نظرات أجواد تضحك بتعـب ، ببحه صوتها المُهلك من أبتسم مؤيـد بـ أتساع:وأخيرًا ! وأخيرًا ولدتي وطلع هالبزر المطلع عيـونك حسّيت أن كلنا كنـا حامل معاك أشقيتينا !
ضحكـت تتعالى ضحكاتهـم كلهم ، تميّل شفايفها أجواد:شوشـو ما تجيّني ؟
هزت رأسها بالنفيّ تمنع دموعها ، ولأن أجواد تعرف زّعلها من تكتفها بالزاويّه تهمس:لأجل أم آسـر ، أشجان !
بكـت بعدم أستحمال تضّمها ، تبكي أجواد معاها من عاتبّتهـا أشجان وسط دموعها:وش معنـى تكتبين وصيّتك ؟ وشّ أجواد وشّ ؟ تبيـن تتركينا بهالسهوله ؟
هزت رأسها بالنفي تشـد على كتفها فقط ، ما تلاقيّ جواب لـ تساؤلاتها ولا تبريـر لـ أفعالها
توسّعـت أبتسامه مؤيـد يصرخ:ياهـلا ، هـلا خاليّ !
رقّت نظرات أجواد مباشّـر من دخل مهنـا يدّف السرير الزجاجي ، تلمّح المُهاد الأزرق الملفـوف بوسّطه فلذة قلبها الثالثـه ، تمتليّ محاجرها بالدمـوع من ضمّته أيديهـا لـ حضنها يُذوب قلبهـا مباشّر : يا هـلا يا ماما !
أبتسّم ثائر يسميّ عليه بحضنهـا:أشقاك لكنـه يستاهل الشقى !
هزت رأسها بـ إيه تهمسّ:يستاهـل ، يهّـون كل التعب والشقى فدا له !
ما كـانت مشاعرهم تقّل عن مشاعـرها أبدًا ، يفيّض الحُب بقلوبهـم من جمّال منظـر أجواد وبحضنها ولدهـا ، جنبها آسر الذايّبه نظـراته على أخوّه ، مثل آسـه المتحمسّه لتلمسّه تستشعر صُـدق وجوده بحضن أمها
مسّحت على خـده بـ أصبعها تناظره كيّف يفتح عيونه ويقفلّها بين الثانيه والأخرى ، يُذوب قلبها من بكاء تسّمع صوت بكاءه لأول مـره بحضّها ، بالرغم أنها جربت شعور الأمومه مرتيّن الا أن الشعور بُكـل مره يختلف ، تزّيد حلاوة الشعور بولـد بعد ولـد ، وكان أعظّم شعور بالنسبه لها أول مـره ضمّت آسر لـ صدرها ، تشّم ريحته النقيّه وتستشعـر شعور الأمومه لأول مـره ، مثل ما بهالوقت ضمّتـه تنهمر دموعها بلا أدراك منها ، بالرغّم أنها تتألم من تعبها وتعـب العمليّه اللي ما كانت سهله أبدًا الا أنها مبسوطـه برؤيه طفلها بـ أحضانها ، فعلاً أن كل التعـب والخوف من الولاده يتبّخـر من أول ما تشـوف الأم طفلّها ، تنسى شقاها طـول شهور الحمل مع أول حضّن تضم فيه فلذّة قلبها
لأنت ملامحها لـ ثواني تستوعب عـدم وجوده بينهم:ويـن مصعب ؟
شّتت نظراته مهنا لأنه التقى فيه عند الحضانه يتأمـل ولده ، يشّد ثائر على قبضه أيـده بقهّر لأنها "تمثل العُـدم" تجهل معرفتهم بالموضوع وتتصـرف بعاديّه رغم أنها مستحيّل تكـون تصرفاتها عاديه ، ينطق مؤيـد اللي صار عنـده علّم بُكـل السالفه:أبوي أذن باذّنه بالحضانـه مصعـب مو جاي !
بلّعـت ريقها تتمنى أنهم ما يكـونون عارفيّن بموضوع زواجّه عليها ، ما ودّها تنكد عليهم وعلى نفسّها وتخرب فرحتها بـ مولودها : عادي المسّـه ماما ؟
أبتسمت أجواد من جمله بنتها آسو تهز رأسها:تعالي يا مامـا وتعال يا آسر لاخـوك !
خُرج ثائر يتبعه مهنـا ومؤيد خارج الغرفه ، ينطق مؤيـد بـ أعتراض:مو من حقّنـا نمنع معصب من شوفه ولده !
ميّل شفايفه مهنـا رغم أقتناعه بكلام مؤيـد:صادفته عند الحضانه يتأمله ، ما يكفيّه ؟
قطع النقاشّ ثائر قبل لا ينحـدّ بينهم:أجواد تقرّر ، محد له دخل بحياتها وأتمنى تبقـون بعيد عن مصعب هالفتره !
خرج آسـر مع أشجان تنطـق:أمي بترافقّ مع أجواد وآسو بتجلس مع مامتها بعـد
هز رأسه ثائر بهدوء ، وأردفت أشجان:قالت الدكتورة الزيارة مستمّره اليوم بطوله ، بترجعون البيت ؟
هز راسه ثائر بالنفي ، ينطق مؤيـد:أنا برجّع أرتب جدول جامعتي ، ترجعـون معايا ؟
نزلت نظـرها لـ آسر يهزّ رأسه بالنفي بعدم رغبه لـ ترك أمه:ببقـى عند أمي !
أبتسّمت تضمه بذراعها:وأنا ببقى مع آسيـر قلبي وسُـلاف جايه !
ميّل شفايفه مؤيـد "بُكره" يخـرج وعلى خرجته دخلت سُلاف تضّم أشجان:شوشـو !
ضحكت تناظر سراج الداخل خلفها:أهليّـن ، تاخرتي !
أبتسّمت بسخريه تهمس:بيتنا قايمه فيه القيامـه من أمس ولا قُدرت أجيك أمس العشاء !
عقدت حاجبها بـ إستغراب تهمس:وشصـار ؟ بيتكم ما تقوم فيه القيامـه الا بسبب واحـد معروف !
ضحكت ينطقـن بتزامن:سـراج !
هزت رأسها بـ إيه وبايـدها باقه ورد تنطق:بدخـل لأجوادي الحلوة ثم نجلس بـ الكافتيريا أحكي له رغم أن أمي قالت لا تعلميّن أحد بس أنتِ من أي أحـد !
ضحكـت أشجان لأن مستحيّل سُلاف تخبي شيّ عنها ، حتى مشاكل بيتهم وصرعات حياتهـم مسطرتها لها ، مشت تدخل خلفها تصّـرخ عيون سُـلاف مباشر بعدم تصديـق:أجـواد !!
ضحكت أجواد ترفع ذراعها وبحضنها ولـدها:بشويّش !
ميّلت رأسها على كتفها تترك باقه الورد على الطاوله:ميّن صارت أم للمره الثالثه ؟ وش هالحلاوة باكلكم أنا !
ميّلت شفايفها آسه تضحك:سوسو شوفي أخوي ، صغير صغير صغير !
ضمّتها سُلاف تضحـك:ياعيّني على الأخت الكبيره أنتهى عهدك بالدلّع يا حلوة !
ضربت كتفها بهجه تضحك:يلا عـاد لا تزعليها توها طايره فرح باخوها !
أبتسمت سُلاف تفصخ نقابها:عاد خاله بهجـه تدرّين أني طول عمرّي الدلوعه أخر العنقود ما أعرف شعور الأخوان الكبار !
ضحكت أشجان تفصخ عبايتها وتجلس بجنب سُلاف "المتعوديّنها" تسولف وتضحـك وكانهم منهم وفيّهم مو بنت الغريـب ، ومعرفتها فيهم كل هالسنين ما تركتها تحسّ الا أنها تنتمي لهم ومنهـم وفيّهم