~حي الشهابيه ، محل الفخار~
أبتسم يترك القطعه اللي بايده مجرد ما دخلّت تسلم بهمس ، تتوسع أبتسامته وهو يصافحها لأول مره بالمّحل ، وينتابه شعور غريب تسيطر عليه "السعادة" لأنها صارت حلاله وصار هو من محارمها ، تتورد ملامحها خجل من أنحنى بظهره يسلّم عليها خدادي يسألها عن حالها وهمست:الحمدلله طيّبه جعلك سالم !
أبتسم يجلس بالكرسي مقابلها يناظرها تترك شنطتها على الطاوله وهمست بخجل:ما بتقوم لشغلك ؟
رُمش يمثل الذهول : مليتي مني بهالسرعـه ؟ أفا ما هقيت هالطرده منك يابنت أواب !
وقفت تمّسك طرف تيشيرته بـ أستعجال ، تتوتر:مُهنـا ما قصدي كذا !
ميّل رأسه على كتفه ما يتحرك:أجل وش قصدك ؟
سحبت أيدها تشبّك أصابعها ببعض بتوتـر:أجلس الله يهديك المكان مكانـك أنت الداخل وحنا الخارجين !
هز رأسه بالنفي:والله أن لك الصدر ولنا العتبه أفا حرم مهنـا أستريحي !
زفرت براحه تجلس ويجلس مكانه ، وأبتسمت بخفوت لأنه يتكلم معاها بينمـا هي مشغوله بترتيب الوانها بهدوء قاتل ، ونطق بساؤل يتمنى أن الجواب يرضيه:ردوش أنتِ ترسمين أشخاص؟
هزت رأسها بعفويه تبتسم:أحُب شي لقلبي رسم الملامح !
لفت لـ شنطتها تاخذ دفتر صغير الحجم تنطق:أخذه معايا أرسم الملامح أو العيون الجاذبتني بالأماكن العامه !
تكى بـ ذراعه على طاولتها يهمس:جربتي ترسميّني ؟ ملامحي عيوني أي شي ؟
أبتسمت بعذوبه تفتحه على صفحه مميزّه تمدها له ، ورمش يناظر رسمه العيون بين سواد الرسمـه يتدلى على جبين الشخص بعض خصلات من شعـره توصل لـ مُنتصف وجهه وبعضها تتناثر على كتفـه وتوسعت أبتسامته يعـرف هالشخص ويدرك أن هالعيون عيونه يتمتم:بالكوفـي ؟
أبتسمت تنطق بعفويه:جذبني شعرك المتسلسل على كتفك بأول لقاء لنا !
قفل دفترها يبتسم : ذكرى أول لقاء ما تروح عن بالي أبـدًا وكانه أمس
رُمشت ينتابها جزء من فضوله ، تاخذ نفس من أعمّاقها تهمس:أنت كيف وصلت لي ؟ كيف عرفت أني بكون بالكوفي وبهذاك الوقت بالتحديد ؟
فزّ من على الكرسي ينطق:ما بقى الا ساعه على المغرب بصلّي بالمسجد وأسكر المحل ، تشربيـن معاي شاي بالكوفي عقب العشاء وأعلمك ؟
وأبتسم يردف:حققي أمنيتي بـ شرب شاي معاك ، أحكي لك قصه لقائي بـ أجمل صدف حياتي !
أبتسمت تهـز رأسها بالايجاب تتبعـه بنظراتها من رجع لـ الرف يشيّك على فخاره وأخذت نفس من أعماقها ما تكف عن تتبعه بنظراتها وكانه النظر صار حلال بعد ما كان محرم عليها وما تكـف عن تذّكر بدايتهم مع بعض ، المواقف المحرجه ، خجلّها ، أعترافاتـه ، كتبه و رسائله ، وقفته معاها بالقضيه وهو وقف معاها وقفه رجّال كان فعلاً حولها ويمّها ، وقفته معاها ما تنساها عمـرها كله .
~بيت أواب ، العشاء~
مجتمعيـن بالصاله السفليه ينتظرون جيتها مع أبوهم وأختهم سُهى بفارغ الصبر ، وميّلت شفايفها مروج تنطـق : بزواجنا سُهى بيكون عمرها شهرين لأزم نجيب أمواج تهتم فيها !
ميّل رأسه على ذراع الكنبه : ليه زواجكم مع بعض ؟ ترا أنا معترض !
أبتسمت مروج بسخريه ونظرها لأيبادها : محد مهتم باعتراضك ولا رضاك ليتك ساكت !
كشر بعدم رضى ، تبتسم ريداء بحنّو : بنوحشك؟ ما يهّون عليك تزفنا بيوم واحـد ؟
هز رأسه بالنفي ، ينطق بنبره تملؤها المُرح : لا عاد أنا راضي أزفكم بيوم واحد يا بنات سُهى ويفضى لي البيت أنا وأختي حبيبتي وأمي العزيزه نستولي على كل شي !
ضربته على كتفـه تضحك معـه من ضحك تعرف أنه يمزح ، تبتسم بحنيّن : شهايد جعل عمرها طويل ما أستولت على شي وحنا بزارين هقوتك ترضى تستولي على شي ذلحين وحنا بطولها ؟
هز رأسه بالنفي : أمي ذلحين خلاص بتنشغل مع سُهى تنساني وتنساكـم بعد دوروا لكم بيت ينبع بالحنان من بُعـدها !
ماتكلمت مروج بشكـل مباشر ولكنها بداخلها تطرى عليها فكره أنهم سيغادرون بيت والدهم لـ بيت أزواجهم المُفترض أن يكون بيت الأمان والحنان والدفئ العائلي فـ هل بيكونون قادرات على السيطره على هذا البيت وغمّره بالدلع الأنثوي ثم بالدلال الزوجي ثم بالحنان الأمومي ؟ تشيح الأفكار برأسها بطريقه تهلكها جدًا بالفتره الأخيره وتقربها من سراج ما يزيد موضوع تفكيرها الا سوء
وفقت من فزّوا كلهم يرحبون ، تعدل أكتافها بضيق من لبسها للبلوفر الثقيّل تبتسم بالغصب : حي الله سُهى وأم سُهى نورتـم بيتكم !
أبتسمت شهايد تترك سهى بحضن ريـداء من بعد ما سُلمت عليها ، تبتسم لـ مروج من جلست بجانبها : كيف أحوالكم يأمي طيبين ؟
هزت رأسها تبتسم : الحمدلله كلنـا طيبين وأنتِ شهايد عساك أرتحتي من بعد الجهاد ؟
ضحكت رغم أرهاقها : الحمدلله ، كل التعب يهّون من تشيل ضناك بحضنك جعلني أشوف عيالكـم وبناتكم !
ميّلت شفايفها بعدم رد بينما أبتسمت ريـداء تهمس : نجيبهم يلاعبون عمتهم سُهى بعدين !
ضحك أواب يربت على كتفها : الا ينافسونها بالحُب بنات بناتـي لهم قدر وقيمّه ونصيب بالدلع والحب الوافر !
رجع ظهره رضوان : قل إن شاء الله أبـوي بدري على الجحده !
التفت لـ أمه ينطق بتساؤل : أمي بتروحين تكملين نفاسك ببيت أهلك ؟
التفتت ريـداء بذّهول تترقب جوابها ، وأبتسمت شهايد تلاحظ نظراتهم المترقبه تهز رأسها بالنفي : أخر أيام نفاسّي بروح لهم كم يوم ما يحتاج الخدامات وبناتي موجودات حولي يعيّنوني !
شُدت مروج على أيدها مجرد ما مُدتها لها توقف تسندها ، تهمس : ترتاحين بغرفتـك ؟
لُمعت عيون ريـداء من فتحت سُهى عيونها تحرك أناملها الصغيره وتفتح فمّها ينطق رضـوان بحماس : صحيت صحيت !
أعتلى صوت سُهى الباكي تفزّ ريـداء برعب تحركها بحضنها بخفوت هامس : يروحي بسم الله عليك بسم الله على قلبـك
هدّت مع حركتها الهادئه تبتسم ريداء باتساع ثغـرها تنزلها على الكنبه تفتح لفتّها البيضاء بخفـه وسرعان ما فزّت سُهى تبكي ويعتلي صوت بكائها من أعتلى رنين الجوال فوق رأسها تاخذه ريـداء بسرعه تقفله عنها : رضوان ساعدني !
كان متكي على الكنبه المُنفرده بينمـا أبوه دخل لغرفتـه ، يرفع اكتافه بعدم معرفه : وشعرفني بالأطفال أنا ، تصرفي معاها !
توهّقت تناظـر سُهى بعدم خبره في التعامل مع أطفال تشيلها تسندها على كتفها تحركها بسكـون ، وناظرت مروج من خرجت تهمس : نايمه ؟
هزت رأسها بالنفي تناوّلها أياها تشيلها بحضنها : قربت الساعه تسع لا تتاخريـن عن موعدك !
مدت لها جوالها تبتسم بخفوت : المغرور فجّر جوالك أتصالات ردي على المسكين !
ناظرت شاشه جوالها يوضح عليها وجود ست مكالمات فائته منه وقفلت جوالها بعدم أهتمام ترجعه بجيّب بلوفرها تحرك سُهى على كتفها بـ أبتسامه : سُهى قلبي أختي الحلوة نورتي بيتنـا ونورتي حياتنا !
ضحك رضوان يفرفر بجواله : أجلسي لا تطيحينها وتموت علينا !
أنحنت ترمي عليه المخده الصغيره : قم هات الشنطه اللي عند الباب نسوي لها رضاعه ننوّمها !
تأفف يوقف يسحب الشنطه يطلع الأغراض قدامها على خروج ريداء تعدل حجابها ينطق رضوان بضحكه : الأخت هاجّه وتاركه المسؤوليه علينا !
قفلت شنطتها بعد ما تاكدت من وجود كامل أغراضها ، تبتسم بخفوت : مشوار ساعه ساعتين بالكثير وراجعـه ، عينكم على سُهو !
خرجت تركب سيارتها تدّل طريقها هالمّره بنفسها ، يقودها قلبها ومشاعـرها تسطوى عليها بـ كثره وتوسعت أبتسامتها تناظر غيوم الجو وأزدياد سواد الليل فوق سـواده تتنبئ أنه يمكن الليله في أمطار لياليه تكمّل مسرات يومها وعذّب أعاده حكايات اللقاء الاولى تتطرز بهالليله المليئه بالأحداث المُمتعه بالنسبه لها ، ولأول مره نزلت مرايا سيارتها تعدل حجابها وتمّسح على وجهها الخاليّ من المكياج تنتظر لبعض دقائق تراقب عقاب الساعـه بنفاذّ صبر وتتذكر دقته بالمواعيد وكرهه للتاخر ومستحيّل أنها تدخل الكوفي قبل الموعد حتى بدقيقه واحده
خرجت من سيارتها بمجرد ما أشارت الساعه على التاسعـه مساءًا تدخل الكوفي تعقد حجاجها من تقـدم النادل يعرفها من كثر جياتها معه يبتسم : حَرم مهنـا بن ثائر ؟
شُدت على شنطتها بـ أستغراب ، أستغراب من الكلمه القادره أنها تطيّرها سابع سماء بهاللحظه "حَرم مهنا" والمسمى يتوسد أعمّاقها بكثره مُذهله ، وأستغرابها الأكبـر من تسأله تهز رأسها بالأيجاب وأبتسم بمهنيه ينطـق : ينتظرك بالجلسات الخلفيه !
توجهت لـ الجلسات الخلفيه بـ أستنكار لأنها زارت الكوفي كثير من المرات ولا مُره لاحظت أنها توجد جلسات بالحديقـه ، ورّقت نظراتها من جمّال الجلسات ، الطاولات المحتويه كرسين فقط ، تواجد عدد قليل من الناس وسط الأجواء الليّليه الهادئه ، مابين أضواء الزينه المعلقه بالورد و أضواء الشمـوع المُزينه الطاولات بطريقـه راقيه تلّمح محبوبها وزوجها جالس بطاوله منفرده بالزاويه تتقـدم باتجاه طاولته
مجرد ما لُمح زولها يتقدم منه وقف يبتسـم لها بخفوت هامس : هـلا والله أني صادق !
أبتسمت بخفوت من سحب لها الكرسي تجلس ويجلس بمكانـه تهمس : أهليّـن !
مُد أيده يحتضـن كفها لانه ما قدر يسلّم عليها قدام الملأ : شلونها زوجتي حبيبتي؟
ضحكت تشعر بـ أنامله تشد على كفها : الحمدلله طيبه ، شكلك ناسي أنا كنا مع بعض العصر !
هز رأسه بالنفي ، يبتسم : نسّاي أنا .. الا للحظاتي معاك !
ميّلت رأسها على كتفها بـ ابتسامة ودوّده ، ينطـق : تقريبًا مرت سبع شهور من عرفتـك بهالكوفي
هزت رأسها بالأيجاب ، تسّرق النظر لداخل الكوفي تهمس : كنت جالس على طاولتك تراقبني الا ترعبني وتوترني !
ضحك لأنها أول مره تتكلم عن رعبها منه بليله لقائهم ، وناظر النادل من نزل أكواب الشاي قدامهم يتركه مع صحن صغير يحتوي على أوراق النعناع وصحن أخر يحتوي على مكعبات السكر وأبريق شاي ، يهمّس لها مهنا بعد دقائق : واليوم أجلس معاك بطاولتنا نُشرب شاي مع بعـض !
ضمّت الكوب بأناملها تستشعر حرارته تشوف بخاره يتصاعد تهمّس بتوجس : من توقع أننا بنوصل لهالنقطه ؟
ضحك يرتشّف من كوبه ، يضحك على نفسه : توقعت نوصل لكل شي الا أني أشرب شاهي من شأنك !
ناظرت عيونه تستعبط بدّلع أنوثي : ما أستاهل ؟
مُرر لسانه على شفايفه : تستاهليـن ، تستاهلين يا طعم السكر بالشايّ !
توّردت ملامحها تستوعب أنها مهما حاولت مجاراته بالكلام يتفوق عليها دائمًا بلسانه العذّب ، وأبتسم يستذّكر ويذّكرها : قلت لك يومًا مَا .. سنتشارك الليل ، مع الشَّاي ، وبعض أوراقِ النعناعِ ، والكثير .. الكثير من الأحادِيث !
أخذ بعض أوراق النعناع ينثره بكوبها وكوبه ومُدت أيدها لـ أيده هالمره تشعر فيّض مشاعرها التواقـه تشّد على كفه بهمس : نتشـارك الليّل مع الشاي وبعض أرواق النعناع والكثيـر من الاحـ
بترت كلمّتها من شُد على أيدها : والكثير من أبتساماتـك وضحكاتك !
لأنه مؤمن أن لها ضحكـه السحر المُباح ، مُثل ما لها أبتسامه حنونة تسبق كُل كلمات المواساة ، تتورد ملامحها خجل تحتقـن باللون الأحمّر رغم أنها مُبتسمه تهمس بتهرب : أشرب شاهيّك !
رجع ظهـره على الكرسي ما يترك أيدها ولا يترك لها فرصه تبعـد عنه ، يرتشف من كوبه رشفات متتاليه ينطق باستيعاب : تدريـن أن خلف السبب بعرفتي لك ؟ هو اللي أصرّ أوظفك عندي حتى أن وصَايف أخته ساعدتنا كثير بمعرفتـك !
عقدت حجاجها تبتسم بعدم تصديـق : كيف ؟
نُفض رأسه يتذكر أنه لما رجع من السفـر كان خلف يصر عليه بـ كثير أشياء وهي أول هالأشياء ينطـق : كنت توي راجع من سفـره مع سراج وخرجت المحل قبل لا أخرج بيتنا حتى لقيت خلف نايم بالكنبه ويقول انه يصّون الأمانه لكني أدري أنه ينتظرني وهو عارف بجيتي للملكـه وقتها قال"لقيت البنت اللي تحتاجها" ما أخفي عنك أستغرابي وقتها أقترحك علي بقوله "أسمها الرياح الليّنه" يقول لقى حسابك صدفه بالأنستقرام بالوقت اللي كنا نفكر فيه بمشّروع الرسم على الفخار بشكل جُدي هو كان يدّور عليك من ثلاثه أسابيع ليـن مسك طرف خيط يمّسك بمشاركتك بمعرض الجامعه وكانت أخته وصَايف تعرفك ودلتنا عليك وأصرّ خلف نتعاقد مع بعـض رغم رفضي لأنك بنت وأنا أبي رجّال بيننـا لا يحرجنا ولا نحرجه بس خلف أصرّ عليك أنتِ بالذات حتى أنه كان يحلف أنك رسامه ماهـره وجاب سراج يوقف بصفه يعرف أن كفـه سراج دائمًا ترجح مع الكل ، صار يعرض علي كثير من لوحاتك وبعض رسوماتك لين بديت أقتنع أوقع عقد معاك بس ..
قاطعته بـ أستنكار : وليه كان مصرّ علي بالذات ؟ أنا ما عرفت خلف الا من بعد توقيعي للعقد بس كنت أعرف وصَايف من سنتين تقريباً
رفع أكتافه بعدم معرفه ، يبتسم باشراق : يمكن أنه كان حاسّس أنك وجه خير على حياتي !
أردف يكمّل كلامـه : أنا شرطت أشوفك والقاك قبل لا نوقع العقد وفعلاً خلف أتفق مع وصَايف تحدد موعد لقاء بينها وبينـك وأنا الرجال الخفي من خلف الستار بهاللقاء المفاجئ !
عضّت شفايفها تمنع ضحكتها : وقت خرجت وصَايف أنت أتصلت متقصد ترعبني؟
ضحك يمّسح طرف حاجبه : أفا أرعبك أنا ؟ أنتِ خوافه بزياده ولا ما قلت شي يخوف أنا !
ميّلت شفايفها من نكرانه تنطق بنبره مقلّده لنبرته "نبي نتعاقد مع روّح الرسامه خاصتك" تضحك : وأنا بداخلي من سألت عن أسمي أقول سلامات من فين طاح على رأسي هالمُعتوه !!
ضحك يحني رأسه فوق الطاوله من ضحكتـه ، وأخذّت نفس من أعمّاقها تستذّكر : وقتها خرجت أركض لسيارتي من المطر وكل خوفي منك من مريّت جنبي وسمعت صوتك وأنا أحس أنه صوت مألوف علي بس ما أدري فين سمعته وما كان ناقصني وقتها الا أنكسار كعبي !
أبتسم لأنها تتكلم بعفويه عن مشاعـرها المُتناقضه بسببه ، وضحك فعلاً ضحك ما يقدر يسيطر على ضحكته : وقتها هزيّتي رأسك بالنفي بكل رعب وكاني وحش باكلك حتى كنت أقول بداخلي أرعبت البنت لكن فضولي كان يسيّطر على الموقف بقوة !
رُمشت تدرك فضوله اللي يقوده لها دائمًـا وضمّت كوب الشاي المتجدد لـ حضنها ، يهمّس بشجن : كانت ليله غريبه أصرار خلف ولقائك المفاجئ ، المطـر وتفكيري المّسهرني فيك وحولّك وعليك !
ضحكت بذهول : فضولك كارثه عليك !
ميّل رأسه يبتسم أبتسامه تألفها جدًا : قلت لك من قبل فضولي ما يحترك الا لمعرفتك بس ولمعرفه الأشياء اللي تخصك !
أبتسمت يُرق قلبها بحنيّن ، تنطق بعد دقائق بغيظ : بس تراك قهرتني ثاني يوم الصباح أنا والله جيت قبل موعدنا بس خجّلت أنزل وأنا أول مره أجي المحل حتى كنت خايفه أني أكون غلطانه بالموقع وبالقوة جريت رجولي وخرجت فوق أني أنصدمت منـك وأنك طلعت نفس اللي بالكوفي بس أنت بكل برود وجلافـه قلت "متاخره خمس دقائق" وبعد ما قريت العقد والشروط أنت حطيتني برعب وتوتر مربك وأنت تقول "معاك يومين لا ثالت لهم تفكرين"!
ميّل شفايفه بعدم رضى : كنت دقيق بواعيدي وأكره المتاخرين وقت دخلتي أنتِ خرج خلف يزيد توتري وأنا يلا أصيغ جمله مناسبه بعدين تراك رديتيها بعد يومين بالكوفي !
ضمّت شفايفها تتذكر أنها جلست بسيارتها أكثر من عشر دقائق بس لأجل تنزل على الموعـد المُحدد ، وتصاعد الدم بعروقها من قرب يمّد سبابته لـ شفايفها المُضمومه يهمـس : هالحركه جايبه رأسي من البدايه !
رُمشت بخجل تشعر بـ سبابته تدور حول شفايفها ثم ضُرب أرنبه أنفها بـ سبابته يبتسـم : جايبه رأسي كلك وقفت على ضمه شفايفك !
أخذت نفس تشعـر باحتقان ملامحها من خجّلها ، وأبتسم ينطق بغمّوض : ما ودّك ندخل لـ طاولتي ؟
هزت رأسها بالنفي ، تنطق بعفويه : طاولتنـا على قولتك هذه أفضل !
توسعت أبتسامتـه تلقائيًا : وهي فعلاً طاولتنـا !
بُردت ملامحها ترمش بتكرار تفهّم مقصـده ، وتوجهت أيدها لـ تحت الطاوله تتحسسها بـ أناملها بحركه تألفها جدًا تهمس : مُهنـا ؟
أبتسم : يا روّح روّحه !
توسعت أبتسامتها تستشعر ملمّس الحروف المحفوره أسفل الطاوله "M,R" حرفه المُحبب وحرفها المميز ، ينطق : لما سكروا الكوفي كانوا يسـون هالتعديلات بالحديقه وأنا أصريّت أشتري هالطاوله تكـون لنا لوحدنا ما يجلس عليها غيرنا ومن بين الحقوق والملكيه هالمّره حفرت عليها حرفك قبل حرفي !
رُق قلبها تفيض مشاعـرها فعلاً ، وضحك يحاول بغير مودّها : با ويلك أن شكرتيني أو بكيتي يالدلوعه !
ضحكت بين فيّض مشاعـرها المُحببه ترمش بدّلع وغنج أنثـوي ، وأبتسم بحُب يوضح من عيونه المُغرمه ينزل نظره هالمره على ساعته يهمس : تاخر الوقت ، نمشي ؟
هزت رأسها تاخذ شنطتـها تخرج معه وقفت بحيّره تناظر سيارتها وأبتسم يقترب منها يخلّخل أصابعه بفراغات أصابعـه يباغتها : حبيبتي تعالي أوصلّك أنا وأمرك بكـره نداوم مع بعض وتاخذين سيارتك بعدين !
هزت رأسها بخجل من أيده المحاوطه أيدهـا بالشارع تركب بمجرد ما فتح لها الباب ينطـق : بتمّطـر !
رُقت نظراتها أتجاه الشباك تهمس : من فتره ما أمطرت ، أحُب المطر !
أبتسم يدخل طريـق مخالف لـ طريق بيتهم ، وعقدت حجاجها تلتفت خلفها تناظر بيتهم بالجهه الثانيه تهمـس : مُهنـا بيتنا بالدخله الثانيه !
هز رأسه بمعرفـه ينطق : ودّي أجلس معاك بالحديقه شوي ، ترديني ؟
مُدت أيدها لـ أيده بخجل تهمس : أقوى أردك ؟ تآمـر !
توسعت أبتسامتـه يخلخل أصابعه بفراغات أصابعها يرفعها لـ شفايفه يقبّلها بدفئ حانيّ ، وفتحت الباب تخرج بمجرد ما وقف قدام الحديقـه تنطـق بتوتر : مُهنـا أخاف تمطر شوف حتى الحديقه فاضيه !
ناظر هدوء الحديقه وخليها من النـاس يدخلها تحت ذراعه بالغصب يمشي معاها لـ زاويه بعيده : وتمطر ما تكون لي فرصه أضمّك تحت المطر هالمره ؟
أخذّت نفس من أعماقها تجلس بالكرسي الخشبي جواره وما زالت أيده تحاوط أكتافها ، يقربها منه أكثر لحد ما سُندت رأسها على كتفه تهمس بخجل يخنقها : مُهنـا أبعد عيب !
ضحك بخفوت يميّل رأسه على رأسها : وش عيبه تشوفين أحد معانا ؟ لا جن ولا أنس !
وأردف بهّمس متذبذب مشاعر : أعشـق أسمي بصوتك !
توردت ملامحها تغرق وسط كتفـه وذراعه من خجلها تتوارى بعيونها عنه ، وبُردت ملامحها لأنهم بنص سوالفهم الغير مُنتهيه حست ببروده مويه تخالط ليّونه بشرتها تهمس بذهول : تمطـر !!!
توسعت أبتسامته تدريجياً يعرف أن الليله مصحوبه بمطر ونسيّم بارد وتاكد من هالشي من حاله الطقس والأرصاد الجويه يتقصد وجوده معاها بهالوقت باذات بالحديقه لوحدهم بينما الكل رجعوا أدراجهم لـ بيوتهم بمجرد ما أنبأت أحوال الطقس بموجه أمطار ليليه بمعظم أنحاء مناطق الأحساء
بينما هو مسترخي على الكرسي يراقب أزدياد قطرات المطر مره بعد مـره ينهمر بشكل أكثر كانت ترتعد داخلها من بروده الجو وتكره أنها تكون تحت المطر بعبايتها وحجابها تهمّس برجاء : مُهنـا تكفى ، تكفى رجعني البيت !
عقد حجاجه من فزّت عن الكرسي كالملسوعه بمجرد ما أمتلت حافه الكرسي بماء المطر البارد ، يفزّ لها يحاوط وجها يلّمح خدينها المحمره من البرد : حبيبتي بسم الله عليك ، أنا معاك جنبك ويمّك تخافين ؟
هزت رأسها بالنفي ترفع أيديها الراجفه لـ أيديه بهمس : ما أحُب أبتل بعبايتي ممكـن نرجع ؟
هز رأسه بالنفي يشعر بتبلّل شعره بالكامل من أنثنى على جبينه بخصلاته المُبلوله ، ترفع أيدها الراجفه تبعد خصلات شعره بـ أناملها البارده تهمس : أبتل شعرك لا تمرض !
أبتسم يستشعر بروده أناملها على خده وعارضه يقبّل طرف أناملها من مرت على شفايفه بغير قصد ، تميّل رأسها على كتفها بدلع عفوي هامس : لا يهزمك المرض قدامي !
أبتسم يهمس بشجن : هزيمتي قدامك ، هي أعظم انتصارتي !
رمشّت يبتل رمشها الحنون ، تستشعر لذّه الحلال بقربهم من بعض ، يا كثر ما جمعهم المطر بـ ليّاليه القارصه ، جمعهم بليله تحت مظله لكنه كان يفصل بينهم الكثر من الحواجز والكثيـر من العوائق وأهمهم "شُرع الله" لكن اليوم يذوقون لذّه الحلال بقربهم ، من أيدها المستقره على خُده ومن أيده المحاوطه خصرها ، ينطق باستذكر : أول لقاء كان بليله ماطره ! جمّعني المطر فيك بالصُدفـه المدبره !
أبتسمت لانه يحيي واقع ذكرياتهم بكثـره يحيي صدق حُبه من مواقفهم مع بعض ، وأبتسم يستذّكر تهوره وتسرعه بالبُوح عن أعظم رغباتـه بقربها ينطق : بحديقه بيتنا الخلفيه ليلتها تقاسمنا المظلّه و عرضت عليك الزواج .. تحت المطـر !
رُق قلبها تتذكر توترها وأرتباكها وفُرط خجلها منعها تتكلم بهذيك الليّله ، وأخذت نفس من أعمّاقها تتوسع أبتسامتها أكثـر وأكثر من أردف بـ أبتسامه : قدام المُحل أول مره أعترفت لك بحبي .. تحت المطـر !
تتذكر ليله تشاركت معه الطاوله ، الشاي ، السوالف ، ونهايتها أعترف بحُبه لها أعترف بـ فيض مشاعره وأعطاها صـدق وعوده ، والآن ينظر لها كأن في ملامحها جميع أحلامه ، جميّع رغباتـه وأمنياته ، جميع أيامه السعيده الهنيّه ، يحنيّ رأسه لـ مستوى رأسها بهمس : اجتمعت مَحاسن المجرات بين ملامحك !
بُردت ملامحها يخفق قلبها بضجيّج تدرك أن ليس له نهايـه ، ترتعش أطرافها وترجف أناملها المُستقره على خده من شُد أيده على خدها بالمُثل يثبت وجهها يقبّلها "أول قُبله" غُمضت عيونها تشعـر بانتفاض داخلها من قبلتـه ومن بروده قطرات المطـر المنهمّره فوقهم ، ريحه الطين المبلول مختلط بريحه المطـر يحضن شوارعهم وأعمّق من ريحه المطر تحضنهم باعذّب مشاعـر
وأبتعد عنها بخفوت يتأمل عذوبتها ورقـه أناملها على خدّه ، وجهها المنعكـس عليه ضوء عامود الإنارة يشّع عذوبه أكثر وأكثر تسلّب عقله وتبعثر كيانه بكل أفعالها العفويه يهمس وجسّر أنفه يلأمس أرنبه أنفها الرقيّقـه : أنتِ الوحيدة اللي جَيتيني من الله كالنُـور !
فتحت عيونها تشعـر أنه أقرب من أنفاسها ، تحتقن ملامحها أحمرار غير معقول وداخلّها منتفض ، ولأن الرّوح برفقة المحبوب تأنس وتضيء انسّت روحها تشعر أن من شدّة زهوّه في قَلبها ، انّ بداخلها فراشة تتنزّه على ورد حبّها الورديه تهمس بغير أدراك لخجلها : أحببتك بلا مقدمات تُهت بك فأغُرمـت !
توسعت أبتسامته لأن أعترافاتها بلّسم لقلبه المُهلك ونادر ما يسمع منها أعتراف يقرّ قلبه رغم عذّوبه حروفها ولذّه حكيها العميّق لأنها رخيّمه أنثى عذبه مُنطق ، مُهذبه اللسان لكنه يعرف أن خجلّها يحرقها حرق من شُدتـه ، يمّرر أيده على خدها البارد بهمس : بردتي ؟
حنت رأسها تتوارى بحضنـه عنه ، تخفيّ خجلها المتفجر بين كتفه وعُنقـه وأبتسم يرضيه أنها تهرب منه إليه يهمس بصدق حُبه الجياش : وانت سمائي الثامنّة ، رّوحي الباسمه ، وخريفِي المُزهر !
يعاملها كأنها كل شيء بحث عنه طوال حياته ، هذا هو نوع الحب اللي توّد أن تحتفظ به إلى الأبد ، يحبها كما هو غير آبهةٍ بالمصير ، غائب عن الوعي ، مثل كلّ السائرين في نومهم ، مُستعد للمشي معها إلى الهاوية ، وعلى شفتيه ابتسامةُ الظّفر ، ينافس بها أبهىّ أيامه وأزّهى لحظات عمره فيها ولأنها تستحق أن يحبها أحدهم بكُل قلبه كأنها مُعجزة لُـن تتكرر وهو يحُبها وكانها أعظم معجزات الدنيا ومافيها لـ حياته البائسه وهي النُـور المُضيء دنيته
فزّت تتعلق بحضنـه أكثر من صوت الرعد القوي ، يشّد على أكتافها أكثر يسميّ عليها ، يمشيها معه بالغصب لـ موقف سيارته يفتّح لها الباب تجلس بارتعاد جسدها وأنتفاضه من البرد يركب مكانه بـ أستعجال يفتح المكيف على درجة حراره عاليه يبث هواء حار يخاف عليها لا تمّـرض ويزيد قلقه عليها يحاوط كفوفها البارده بين كفوفه ينفث بوسطهم يحاول يدفيّها وهمست برجفـه : مُهنـا
رفع رأسه لها بنظره خاطفـه : سميّ ؟
مُررت أناملها الراجفـه على طرف خُده تهمس بمسّره قلبها النابض : أحبّـك !