~بيت أواب ، المُغرب~
عدل شماغـه لأخر مره ياخذ باقه الورد بحضنّه يتنحنح لـ ثواني قبل لا يطق الباب يبتسم بـ أتساع ثغره من فُتح الباب تهمـس من خلفه : حيّاك الله مُهنـا !
تقدم بخطوات واثقـه يناظرها خلف الباب تبتسم بعذّوبه تسلبه أكثر وأكثـر وأنحنى يترك باقه الورد بحضنها يسلّم عليها خدادي بـ أبتسامه وأسعـه يهمّس وثغره عند مسامعها : مِن خدك جاءت فكرة الورد يا وردتي !
أبتعد يتأمل فستانها الأحمر وشعرها فاحم السواد منسدل على ظهـرها يقرب منها بهمّس"يغني" : يا راعي الثوب الحمر زين الارياح ، يا مصورٍ حبه بحلو تعبيره !
داعب خصل شعـرها يرجعها خلف أذنها يردّف بهمس : لمفارقك ما اسلى ولانيب مرتاح ، يا ماخذ ٍكل الغلا من عشيره !
عضت شفايفها بحُب تضم البوكيه لـ حضنها لأنه يغني لها أعذب أغاني محمد عبده بصوتـه الشاجي لمسامعها ، يحاوط كفها يرفعه لـ شفايفه يقبّله : أنا عشيرك يا بعد كل من راح ، نية سفر والاقاعد ٍله بديره !
توردت ملامحها تغرق باحمّرار يحُبه ، يحُب تورد ملامحها جدًا الا أنه ما صار يفرق بينها وبيـن لون الورد المزّهر بالبوكيه تهمس : مُهنـا في بيتنا !!
أبتسم بعدم أهتمام يشد على كفها : وأنا أشوف أحد غيرك ؟
رُمشت بغنج تهز رأسها بالنفي ، ضحك يغني لها أخر كوبليه تناسبها : لا شفت وجهك يا حلو ذيك الافراح ، نقطف ثمر ورد ٍ زرعنا بذيره !
شُدت أيده تدخله المجلس تترك البوكيه بجنب الطاوله تجلس بجنبه على تساؤله : أشلونك حبيبتي ما تعبتي من ليله أمـس ؟
هزت رأسها بالنفي تبتسم : الحمدلله طيبه جعلك طيّب !
ناظر أنحنى جسدها بفستانها الأحمر المبرزّ تفاصيل جسدها النحيل يتأمل طول أصابعها النحيّله من مُدت له فنجان القهوه يهمّس : سلمتي !
من أعتدلت بجلستها بجنبه تضم فنجانها بـ أصابعها الطويله مُد أيده على وسع ظهرها العاري يهمّس باستغراب : تتغذين كويس ؟
عقدت حجاجها تهز رأسها بـ إيه باستغراب ، وأبتسم : ليه نحيفه هالكثـر ما تاكلين أنتِ ؟
ضحكت برقه تنطق : الحمدلله أتغذى وأكل كل وجباتي اليوميه بزياده بعـد بس جسمي كذا ما يزيد وزنه كثير !
وقفت تبتسم بخفوت : بجيب سُهى وأجيك !
هز رأسه ينتهي من فنجانه على دخولها بحضنها سُهى الملفوفه بلفه وردّيه تشّع ملامحها البريئه من بعـد مسافه يبتسّم وهو اللي فزّت كل خلايا جسده من أقبلت عليه شايله ملاك بحضنهـا يهمّس : ما شاء الله ، الله يحفظها
أبتسمت تقرب منه يدنق على كتفها بقبّله حنونه : ما دريت من سارقـه قلبي !
رفعت حاجبها برقـه تهمّس : ما أسمح لأحد يسرق قلبك غيري
ضحك يميّل براسه على كتفها يهمّس : أنتِ توصلين إلى قلبي دائِماً ، دون أن تخطي إليه !
حاوط أيديها يشاركها حمّل سُهى بين أيديهم مع بعض ، ينطق بشجن : عساني أشوفك شايله هنائي بحضنك مقبلة علي بمسراتك !
رُمشت الآن تفهم قصده بـ "هنائي" تهمّس بنبره تهلكه : هناي .. بنتنا ؟
شال سُهى عنها يتقدم يجلس ويجلسها بجنبه بـ أبتسامه : بأذن الله ودّي بـ بنت أناديها هنائي يا هناء حياتي وهنئ عيني !
عضّت شفايفها تميل رأسها على كتفه من الخلف تسنـده وذراعها تتمسك بذراعه أكثر تهمّس : وأم هناي ؟
أبتسم وعينه على سُهى النايمه ينطق : دنيتي أم هناي من نالك يا رقيقة ، تزهر أيامـه حُبًا !
ياحلو الدفى اللي يمر على قلبها وهي عارفه محلّها بصدر اللي تودّه ، ترمشّ بتكرار من فتحت عيونها سُهى تنطق بـ أبتسامه : حبيبي اللي فتحت عيونها ، حبيبي سهوش !
أبتعـد عنها من حاولت تشيلها عنه ينطق بعقده حاجب : تقولين حبيبي لأختك وزوجك العاشقك ما تقولينها له !!
ضحكت برقـه تستغرب ملاحظته السريعه وأنه منعها تشيّل سُهى عنه للمره الثانيه تنطـق برقه غنوجه : مُهنـا !!
هز رأسه بالنفي يضمّ سهى بحرص : قولي حبيبي ، أعرف للأطفال !
ميّلت شفايفها بعدم رضى : ملزم ، ما تنتظرها مني ؟ أعرف أنك تعرف للأطفال !
هز رأسه بـ إيه : ملزم ، أتركيها معايا دامك تعرفين أني أعرف للأطفال !
قربت منه ترفع كفها على كتفه تميل بثغرها على أذنه تهمس بعذّوبه : حبيبي و روّحي وأمانيّ ومسند ضعفي !
مائل بوجهه يقبّل طرف خدها ، يبتسم : من وراء قلبك بس يحبها قلبي !
أبتسمت تحاول تاخذ سُهى عنه لكنه هز رأسه بالنفي يترك ظرف وسط لفتها وقبل لا تنطـق وتعترض نطق : سمّيتها على عمتي الله يرحمها من ولدها وسميّتها لأنها أخت حبيبتي والله ما ترجع !
هزت رأسها تقبّل كتفه المرتكي عليه رأسها : الله يزيدك ويخليّك لي !
هالمّره مد لها سُهى يضحك : وديها لأمها خلاص أكتفيت !
ضحكت توقف تشيلها من حضنه يهمّس : يليق عليك دور الأمومه بحق وحقيّق يأم هنائي !
عضت شفايفها بخجل تخرج من المجلس وأبتسم ينتظرها تقبل عليه من جديد يحُب أقبالها عليه وكانها ترسم ثمره صبره وحُبه وأنتظاره لهالطله وبكل مـره يتأكد من هالشي ويتاكد أن قلبه يحُبها ويحُبها أكثر وأكثر
تتوسع أبتسامته ينطق : فراولتي شايله فراوله ؟
توردت ملامحها تضحك بذهول وخجل من الخدامه اللي دخلت خلفها تترك كاسات العصير على الطاوله تهمّس بصوت مخنوق : مُهنـا !
مُد أيده يسحب فراولة من أعلى الكيك يقضمّها : سميّ ؟ لا تقولين أحرجتني وتعالي أجلسي جنبي !
عضت شفايفها تقطع له جزء من الكيك تمد الصحن له تنطـق بخفوت : ذقّت كيكتي من قبل بس هذه بطعم جديد .
ناظرها وهو ياكل من كيكتها يشوف أنتظارها لتقيّمه من عيونها اللأمعـه ، يتقدم بجزئه العلوي منها يهمّس : لذيذه مُثل لذّتك على قلبي
مجرد ما أبعـد عنها ناداها : فراولتي !
أرتشفت من كاسه العصير تختنق بخجلّها واليوم زاد العيار عليها من بدايه تنويعه بـ مناداتها لها بـ القاب مُره وردتي ، ومُره أم هنائي ودنيتي ، حبيبتي ، وأعذّبهم فراولتي !
حاوطت أيده توقف : تعال معايا !
مشى معاها بطوعيّه يتردد لـ ثواني من كانت بتصعد الدرج ينطق : لوين ؟ محـد ببيتكم ؟
هزت رأسها بالنفي تبتسم : لـ مفاجأتك !
طاوعها يصعد معها الدرج تمشّي معـه لـ باب غرفه يعرف أنها مو غرفتها وأبتسمت تهمّس : ودّك تشوف مرسمي ؟
ضحك بذهول متفاجئ يهز رأسه بـ إيه ، يخلخل أصابعه بفراغات أصابعها يدخل معها الغرفـه الواسعه بحجمها ، مليانه لوحات كثيـره ، الوان ، فرش رسم ، قواعد لوحات ، حزّب أقلام وعلب كثيـره تحمل مختلف الألوان السائله ، دولاب أرضي باللون الأبيض ، ورد بجانب الكنبـه الصغيره المُطله على شباك زجاجي ضخم جدًا ياخذ مساحه كبيره من الجدار ، وأخرهم ما جذّب أنتباهه و"فضوله" اللوحه الضخمه المغطاه بقماش أحمر غليظ يخفي كل تفاصيلها ، ينطق بـ أبتسامه : ما شاء الله ما توقعتك مرسمّك بهالجمال والترتيب !
أبتسمت تضّم ذراعه تسند خدها على ذراعه تمشي معه لحـد ما وقفت قدام اللوحه المغطاه بالضبط تهمّس : أفتحها !
بلّل شفايفه بعقده حاجب يلتفت عليها بضحكـه : رسمتيني ؟ ولا فخ ؟
ضحكت تغرق وجها وسط كتفـه أكثر تهمّس : رسمتنا !
من أنزّل الغطاء الأحمر عن اللوحه أنفكت عقده حاجبيه تبرد ملامحه بذهول من الرسمـه الماخذّه أكبر قدر من دقه التفاصيل ، يرمشّ بتكرار يشعر بغرقها وسط كتفـه وغرق نظراتها اللأمعه بجنب تصلّب جسده من الأندهاش ولذّه الشعور الصعب وصفه ومن أن عقله نفضّ بهاللحظه يفضى من كل عالمه الا من رسمه اللوحه قدامه يتأمل تفاصيلها ، الوانها المبعثه للأمل بوسط العتمه وسواد الليل تشّع كانها القمر المنيّر بسماء الأحساء كأنها ضياء كونه ووجه البدر في سمائه ، هالمّره كانت راسمتهم بملامح وجيهم بعكـس رسمه الملكه اللي كانت خاليه من الملامح
رسمتها بعثّت صوره لـ عقله لهم كانهم وأقفين قدام مرايا يدرك سبب أصرارها للبسه الثوب والشماغ لأنها تنبأت بمظرهم بجنب بعـض ترسمّه بثوب أبيض وشماغ أحمر بملامح بشوشه مبتسّمه تقف بجنبه زوجته وحبيبه دنيّته بفستانها الأحمر المبرز تفاصيل جسدها ، شعرها الأسود مِثل سّواد عُيونها منسدل على ظهرها وأكتافها يخفي عُري ظهرها بملامح مبتسمه بخجل تشّع بروجها الأحمر المزيّن شفايفها بطريقه مُغريه ، وأقفه جنبه تحاوط ذراعه ورأسها يغرق بكتفه مثل ما رسمتهم بالضبط ، يسيّطر عليهم شعور الفرح ولذّه العشق وشرارّه الهوى اللاذّعه
ناظرته من طال صمته يتأمل رسمتهم تهمّس بحُب : أنت وحدّك تشعرني إنك جديرُ بمحبتّي والأحقُ بي !
مُد ذراعه يضمها تحت جناحه بمشاعر فيّاضه يتأكـد إنهَا ناعمة كفراشة ، كزهرة ، كغيمة ، تُشبه تلك الأشياء الرقيقة التي يخشى المرءُ حينمَا يتعامل معها من شدّةِ رقتها ، و أنها لطيفة جداً رقيقة لأبعد الحدود نصفها زهرةَ توليب و النصف الآخر منها فراشة
ينحني عليها مُقبل ثغـرها بدون مقدمات ، بدون كلام ، بدون تفسيّر ، يوصل حكيّه و ثناءُ بقبّله عميقه يوصل حكيه من ثغره لـ ثغرها عن طريقه تقبيّلها
أرتعشت أطرافها ترفع أناملها المرتجفه تحاوط عُنقها ، تمّرر أناملها على خصلات شعـره الطويله تبادله القُبلة من فيّض مشاعرها وغزارتها بصدرها ، تشعر بـ أيده تشد على وسع ظهرها العارّي يقربها منه أكثر
وما أبتعـد عنها الا مُن بدت تضرب صدره بباطـن كفها دليل أختناقها وعدم قدرتها على التنفّس وهو اللي سُحب نفسها من نفسها له
بلعت ريقها تسترجع جزء من أنفاسها المُهدوره تناظره من حاوط وجهها بكفوفه يسند جسر أنفه على أرنبه أنفها يهمس : ريدتي حبيبتي !
أبتسمت بخجل ترفع كفوفها على أيديه المحاوطه وجهها تهمّس بنفس النِبره : مُهناي حبيبي !
داعب خصل شعـرها يبتسم بحُب متولع فيها ، وعضّت شفايفها تشعر بـ أنامل أيده الثانيه تتسلل على طول ظهرها العاري تستقـر سبابته على شامتين بوسط ظهرها متتاليّه على الطول مائله للطرف الأيمـن من جنبها يهمس : تلك الشامات .. قطرات حبر حاولت وصف جمالك فتجمّدت
رمشّت مندهشه من انتباهه لـ شامات ظهرها ما تدري أنه مركز بكل تفاصيل جسدهـا وبكل التفاصيل اللي تخصها بالذّات ، تغمض عيونها من أنحنى يدفن وجهه بعُنقها يزهر ورد التوليب بين نعيم أخضرار عروقها النابضه ، ينبّت ورد ما لأحد حق ينبتـه فيها الا هو ، يستشعر ليونه بشّرتها تحت ملُمس شفايفه وهيَ كالوردِ مُفعمة ، مُنعشة ، مُلفتة ، وبالِغة الرّقة ، قادره أنها تسجنه بين ثنايا حُبها ، تاخذه من أسوأ أيامه لنعيم حياته معاهـا ، تسلب عقله باصغر مبادره منها وتسّلبه كله بـ خجلها ، تورد ملامحها ، عذوبه حكيّها ، وهالمره قدرت تسّلبه بمهارات رسمها تذهله وتعيّشه حاله من الانبهار والأندهاش الغير متوقع
من رجع بظهـره يجلس على كنبتها الصغيره وتجلس على ذراع الكنبه مميّله رأسها على رأسه يتأملون اللوحه العظيمه قدامهم ، يتأملها وتتأمله رسمًا كانهم غير متجاورين لبعـض ، ولأنهم وصلوا أقصى مراحل الحُب صاروا ما يحتاجون حروف تترجم مشاعرهم تكفيهم "نظّره" ويا عظيم لغه العيون بين المُحبين ونظرات المُحبه بينهم ، يهمّس بصدق ما بخاطره بخفوت : تكبرين بعيني أكثـر من قلبي !