~بيت أواب~
توقفت خطواتها عند باب الغرفه تسّمع أصواتهم العاليه ، عقدت حجاجه تقرب من الباب تسّمع علوا صوت عمّار وكلام أمـه اللي تحاول تهديّه ، رُمشت تبتسم بخفوت وهي وصلت لغايّتها اللي من أيام مشغله بالها ، رجعت بجسدها للخلف من خرج عمّار تجحظ عيونها بذهول من وجهه الأحمر غضب ، ما تستوعب أنه عمّار الهادئ بطبعه الصامت يصدر منـه هالغضب ، زُمت شفايفها لـ ثواني تخرج بعجله تلحقه:عمّـار ، عمّـار !
أخذ نفس من أعماقه يهدي جزّء من غضبه ، يلتفت عليها بصمت وأشرت له يركب تنطق:تعال بيننـا حكي !
زفر يدعك عيّـونه بتعب ، يركب بجنبها تنطق:تشرب قهوه ؟
ما تكلـم ، تميّل شفايفها:نتكلم من أخ لأخته ؟ ما تعتبرني بمقام أختك عمّار ؟
هز راسه بـ إيه:اختي وعلى عيني ورأسي ، نشرب قهوه ليه ما نشرب !
أبتسمت ترسل لـ أمواج أنها بتتاخر عن فتح البوتيّـك ، تقفل جوالها بالكامل تحرك سيارتها~بيت أواب ، المُرسم~
شتّات العمر صفحات تتلـون بامختلف الألوان على الالواح بالنسبه لها ، تُشعر بضياع تام كأن لا معرفة في الأرض ولا طريق للتقـدم وتنسّى دائمًا أنه أول ضياع للنفس "أن تراعي شعورهم وتنسى نفسك" وياكلّها التفكيـر بكثره بكلام أبوها ، تأكلها الحسّره والملامه ، تفكر بـ رغُبه أمها بشديد التفكيـر وكانها "وصيتها الأخيره" ومن أتجاه صُعب عليها تتخلى عن حُب حياتهـا وتكسره بتركها له ، زفرت بتعب تخفي ملامحها بكفوفها ، تهمّس بتعـب:اللهم لا متاهات ولا ضيـاع اجعلني مُطمئنه يارب مُطمئنه !
ولأنها تشّعر بالضياع وكانها بين سُرب من المتاهات العميقه ، تشّعر بالخوف السارق منها الراحه والطمأنينه وكل رغباتها بالتخلص من هالخوفّ والضعف المستوحشها
رفعت نظرها على الكتاب المُغلف المحفور عليّه أسمها بالخط العريـض ، تتذّكر أخر كلماته عن هالكتاب " بوقت ضعفـك ، حاجتّك وضياعك هو دليّلك لضيعتي دروب القوة ! "
ولأنها صارت تتهرب منـه ، ومن بعد أخر أتصال بينهم ما تجرت تُرد على أتصالاته من شُده خجلها ورغم عدم ندمها لأعترافها المُحبب الا أنها تغرق بخجلها كل ما تذّكـر رده فعله المذهوله وكيـف من ذُهوله عجز يرتب حروفه و يصيغها جمل مناسبـه وغرقّت طول هالأيام بقرأه كتابه ينتشّل جزء من خجلها بعباراتـه وخاتمه دليّل حُبه الأعظم
أخذّت نفس بهدوء ولأول مـره تعجز تكمل رسمتها من ضيقتها وضيّاعها ، ولأول مـره تعجز الالوان عن وصف ضيقتها وتعبّها وهي نفسها اللي كانت دائمًا تهرب من العالم كله لـ مرسمها ، اليوم عجزّ مرسمها يسرقها من العالم
وقفت تختار شي مُختلف لأول مـره ، تاخذ الكتاب بين أيديها ومشت تجلس على الكنبه تتأمله بفراغ لـ وقت طويل ، بين التردد والخوف ، الضعف والقوه ، بين الحيّره لو ما كان هالوقت المناسب لـ فتحه بتلوم نفسها كثـر ماهي لأيمه نفسّها بهالوقت وبالرغم أن مالها دخل بولاشي الا أنها تشعر "بتأنيب الضمير" لُمن وليـه ما تُدري !
فزت من تأملها للكتاب بغلافه الجذاب على صوت رنين جوالها يتوتـر الدم بعروقها من نغمه الرنيّن الخاصه ، وأخذت نفس عميّق ترد بصمت كالعـاده يهمس مباشر : بنت أواب !
رجعت ظهرها على الكنبه تهمّس : سـمّ ؟
تأمل ساحه السباق قـدامه الخط المتوازّي بترتيبه بين الحواجز وخط العبور بعلوا المدرجات وزحمه الحضور بين العُرب والغرب ، بين المشجعين والمتسابقيـن ، وبين علوا صوت المُعلق ووقف جامـد من الحكـم قبل بدء المنافسه العظماء ، نطـق يراقب صاحب عُمره يخرج بين المشجعيّن والمعجبين بكثـره يتصورون معـه من مُختلف جنسياتهم يهمس : يبيدأ السباق الثالث بعـد نص ساعه ، يعرض بث مباشـر على قُناه "MBC ACTION" !
ما يَدري أنها فزت تركض لـ غرفتها مباشـر ، يبتسم بهدوء من صوت فتحها للتلفزيـون يهمّس : بعـد المسافات ما يمانع الشوف من خلف الستار !
رُقت نظراتها تناظـر بدايه السباق وحمّاس الحضور وهيّبه التصويـر العاليه بتوثيق الحدث ، ولأنها لأول مـره تجلّس بكل هالحماس لأجل تشوف سبـاق والسبب الأول والأخير "وجوده" وأخذت نفس من أعمّاقها ينحبس بداخلها من أردف يكمّـل : مهما طالت المسافة مكانـك لا يتسع إلا لك ؛ أنتِ فقط روح الروّح وضمادي الوحيـدة .
زفرت نفسها بصعوبه تشّعر بالخوف ، والقلق من كلماتـه الناطقها بعذوبه بوقـت غير مناسب بالنسبه لمكانـه بعكسه اللي يشـوف كل أوقاته مناسبـه لعذوبه حكيّه فيها ولأنها تستحق كل كلمّات الحُب والأمـان ما يبخل بصدق حُبه الصادق العفيّف لها ، ولأن اللي يحتمي بحنان حُبّـك .. يـا حظَّه ، ويا حُـظ قلبها تريليون مُره بهالحُب الحنون
بنفس اللحظه كانوا متجمعيّـن بالصاله كالعـاده ينتظرون بدء السبـاق بين دعوات نجمه القلقّه وحمـاس سهام الصامت وسّكون ملامح ساري يهمس:ويـن سُلاف ؟
رفعت أكتافها سهام بعـدم معرفه تنطق:عنـدها تدريب بنات اليوم بس تاخرت !
ناظـر التلفاز من صُدر صوت مُعلق السباق يعلن عُـن بدء تجهز المتسابقيـن للسباق يهمّس سـاري : يارب أحفظه !
ناظرت ساعه أيدها تاشر على السادسـه والنُصف ليلًا بينما عند المتسابقيّـن كانت الساعه الرأبعه والنُصف عصرًا بتوقيتهم في نيجيريا والتي تُقع في غُـرب أفريقيا وكان هذا السباق الثالث من ضُمـن سته سباقات متاهل فيّهـا بأسمه العالمي "سراج السّهاج"
توسعت أبتسامـه مهنا الجالس بمدرجات الصف الأولى من ركب سراج سيارته "الحمّراء" يعتلي صوت الحكـم معلن عن بدايه السباق من أعُتلى صوت صافره البدء
وما كـان سباق عادي من كثـر المنافسيّـن ، ثالث سباق بالدوري العالمّي السابع كانت المنافسه محتده فيّه بقـوه ، بين تراجع المتسابقيّـن وتقدم البعض الأخرى ، صراخ المُعلق المتحمس من أنتهت الدقيّقه السابعه بتعدي أكثر المتسابقيـن لخط النهايه للجوله الأولـى ، وسرعان ما تعالت أصوات المشجعيّن يهتفون باسماء المتسابقيـن المُختلفه ، وجلس مهنـا يشعر بركبه تتصافق ببعض من توتـره يهمّس:يارب لا يصيبه مُكروه !
كان الخوف ياكـل من قلب الكل جزء بطريقه مُرعبه ، تفيّض دموع نجمه من خوفها تهمس:قلبي ناغزّني سـاري !
تنهد يضمّ كتفه بكتفهـا وما ينكر رُعبه وكيف يهديها وقلبه ما هدّ ولا خُف روّعه يهمس:تاركينه بوداع الله ، ودّاع الله ما تضيّـع بأذن الله !
دخلت سُلاف بعجله تفسخ عبايتها تنطق : وش صـار ؟ وش فاتني !!
سهام : ما صار شي تـوها بدت الجوله الثانيه !
جلست بجنبها تُسرق النظر لـ دموع أمها وكيف سـاري حاضنّها يهدي روّعها رغم أن خوفه واضح بملامحه ، تهمس:الوضع ما يريح !
هزت رأسها بالنفيّ تهمس:أمي من بدايه الدوري وهي تبكـي كل ما بدء السباق أنهارت بدموعها تقول قلبها ناغزّها
تنهدت سُلاف تقلق من قـلق أمها ، وزفرت ترجع ظهرها للخلف ولأول مـره يصيب الكـل خوف مُبالغ فيه كـ أحساس فقط
ولأن كانت كُـل بيوتهم مفتوحه على السبـاق ، بين حمّاس وصراخ وبين خوف وقلق ، تنهد ثائر يبتسّم بخفوت:يحقق الفوز السّهاج كالعـاده بأذن الله !
رفعت نظرها بهجه على مؤيد تمد له قطعه التفاح المقطع تنطـق:مؤيـد ليه الصراخ ؟ ليـه !
ضحك يمّد القطعه لـ آسو:كليّها ، أمي من الحماس !
هزت رأسها بأسى تمد له قطعـه ثانيه ياكلها وبحضّنها صُحن فواكه تقطع منـه لهم ، ونطقت حسناء باستغراب:مهنـا ليه مسافر معه ؟
سكتوا كلهـم لأنهم بالذّات ماعنـدهم جواب مقّنع ، رغم أنهم يعرفون أن مهنـا ما يقدر بدون سراج وسراج ما يقدر بدون مهنـا لكنهـم عجزّوا يستوعبون خويّه مهنـا لـ سراج بكل سفره ، ونطق ثائر بخفوت:من يوم الدنيّا دنيّا ومهنا خوي سراج بدنيته وبموته !