~حي الشهابيه ، المُحل~
شُدت على شنطتها تاخذّ نفس بتوتـر قبل لا تدخل ، تتأمل المحل اللي دخلته مرات كثيّره بس هالمـره تدخله بصفه مختلفه تدخله كـ خطيبه مهنا قبـل لا تكون موظفه عنده
سلمت بهمّس ورفع رأسـه يبتسم : وعليكم السلام ، تعالي !
تقدمت تترك شنطتها على الطاوله تجلس مقابله وهو مشغول بصنع قطعه فخاريه بايديه وهمست : من زمـان ما سويت فخار ؟
هز رأسه بـ إيه ، يبتسم : شهر ونـص فترة طويله بالنسبه لك بس أنا كنت أسويه بافريقيا !
سُكنت ملامحها من تمدد لـ الخلف ياخذ كوب من الرف الخلفيّ بطرف أيديه فقط بدون لا يوصخه يمده لها : أكتبي عليه !
شّعت فوضى داخلها بضجيّج غير مفهوم لها ، من أردف : أكتبي “كان أسمها وصفها " باللون اللي تشوفينه مُناسب !
بلعت ريقها تتردد بالسؤال ، وهمست : لزبون ؟
نفى ينطق : لي ، لبنت صغيره غاليه على قلبي !
أبتسمت بهدوء تتوقع أنه لـ بنت أخته آسو ، وقفت تاخذه لـ طاولتها تكتب عليّه مع أضافه رسم لـ الفراشة بطريقه لطيّفه تناسب ذراع الكوب اللي مصنوع على طريقه فراشة طايّره
تلاحظه يسرق لها النظـر مثل ماهيّ تسرق له النظر وتحب طريقته بصنع فخاره ، من ينزّل بالطين بين أيديه ويرجع يرفعـه وبين ثانيه وثانيه يشكله بين أيديّه بشكـل جميل وحسب رغبته بصنع القطعه
وقفّت تترك الكوب على طاولته بالوقّت نفسه اللي خرج ينشّف أيديه : خلصتيه ؟
هزت رأسها بـ إيه تأشر على الطاوله ، وأبتسم يمد لها الكيس الورّدي الصغيـر : هاك ، لك !
بلعت ريقها بتوتـر : مُهنـا ليه الكـلافه ؟
هز رأسه بالنفي ، تاخذّه غصب منه وهمست : أنا ما طلبت منك شي من قبـل عادي أطلبك بشي الآن ؟
همـس بصدق : يا حبيبتي لو تطلبي حياتي لأعطيتك ، أنا ومالي كلنا ملك يُمناك !
أحتقنت ملامحها بشديد الأحمرار خجل وأحراج ومشاعر متضاربه ، تشعر بريقها جاف كصحراء جفت كُل مياهها يمنّعها تنطـق بحرف من الخجل المكتسّح ملامحها ، تلاقيّها من نطقه العذب لـ“حبيبتي“ ولا مُـن “أنا ومالي كلنا ملك يُمناك“
شتت نظراتها مالها وجه تطلبه شي وهمست : برجع بيتنا
زُم شفايفه يوقف بطريقها : ما تخرجين قبل لا تطلبيني ، وش ودّك فيه وتبشرين به ؟!
توجهت أيدها لـ عُنقها من الحرّ المداهمها ، وهمس : لا تخجليـن مني !
رمشّت بسكـون تناظـره وأقف ساد عليها الطريق وتعرف أنه مستحيل يتركها تخرج بـدون لا تنطق بطلبّها ، وشدت على الكيس بأيدهـا تهمس باحراج : ممكـن أخذ أجازة كل هالأسبوعين أتجهز للملكه ؟
عقد حجاجه لـ ثواني بعدم رضى ، مع ذاك هز رأسه : تـم مع أن ودّي أشوفك قدامي طول هالأسبوعين بس دامك بتتجهزيـن لتكونين حَرمي تبشـري بالأجازة !
عضّت شفايفها تشتعـل ملامحها خجل ، ومن أبعـد عن طريقها ينطق : شنطتك !
تراجعت بخطواتها تاخذها وأردف بدون لا يناظـر لها : والكوب على الطاوله خذّينه !
سكنت ملامحها بذّهول تلتفت عليه تناظر ظهره بطوله الفارع تهمـس : لي ؟
التفت عليها بـ أبتسامه خفيفه : تتوقعيـن أن في بنت غاليه على قلبي غيّرك ؟
رُمشت بتكرار ، تستوعب للحظه : بس أنت قلت صغيره !!
ضحك ، فعلاً ضحك يمسح على شاربه فقط : وأنتِ صغيرتي وبنتي وحبيبتي وكل أحُباب قلبي !
أخذّت نفس من أعماقها تشعر أن نبضها يكاد يفجّر عروقها من شُدته ، ومن أنه ميل رأسه على كتفـه يهمس : طلبتيني ولبيت ، أقدر أطلبك وتلبيني ؟
تأكدت أنها ليست دقات قلبها فحسّبت ، بل هو يقفز في قَلبها بسطوى كُبرى يستحوذّ على مشاعرها ويسيطر على ضجيّج أحاسيسها بكثره ، وهزت رأسها بالأيجاب فقط يبتسم بـ أتساع ثغـره يأشر لها تجلس : أجلسي أفتحي الكيس قدامي !
قيّل أن المُحب دومًا يجد طريقة ليطيل لقاء الاحُبه مع حبيبه وهذا مهنـا وهذه تصرفات وأفعال مهنـا ، يبتسم من أستجابت له تجلس ويجلس مقابـل مباشر وما يفصل بينهم الا طاوله صغيره تركت الكيس عليّه تاخذ الشي المغلف بغلاف زهرّي مثل لون الكيّس الزهري العذب وكل رغباتها ان يكون شي عادي ما يخجلّها ولا يحرجها ويكفيها الأحراج اللي تعرضت له اليوم بسببه
اخذّت نفس من أعماقها تشيّل الغلاف تُبرد ملامحها من كان كتاب ، كتـاب لمن يراه عادي جدًا بـ أسم عادي وقصه عاديه لكنه بالنسّبه لها مو عـادي وبالنسّبه له مو عـادي وتعرف محتوى الكتاب ولانها تعرف المحتوى شُعت ملامحها بعدم أدراك ترفـع نظرها له : مُهنـا !
أبتسم بـ أتساع ، بنصر : كنت أدري أنك بتعرفيّن محتواه !
رُق قلبها تشعـر برغبه غريبه بالبكاء ، فجاءة وبدون سابق أنذار تحسّ بغيمات تستولي على محاجر عيونها وهمست : كثير على قلبي !
رفعت نظّراتها اللأمعـه لـ عيونه : والله كثيـر !
هز رأسه بالنفي ، يمسّك نفسه عنها : كل غالي يرخّص لجل هالنظـره ! إيه والله يرخّص لأجل عينك !
رجفت أيدّها تفتح الكتاب اللي ما كـان كتاب عادي ، ما كـان يحتوي على نصوصّ وكتاباتك كاتب ، لا كـان يحتوي على علبـه خاتم بأول صفحاته فقط
ومن فتحتّه على أول صفحه رُقت نظراتها بفيّض من مظهـر علبه الخاتم المصممه بداخـل الكتاب من الأساس ، همس : أفتحيّها !
رجفت أناملها تمـررها على طول العلبه وصولاً لـ الشريطه تسحبها بهدوء وسكّنت ملامحها من سكون قلبها
“ستكونين حلالي بعـد أسبوعين" العباره المكتوبّه أعلى العلبه أسّـرتها وأثارت ضجيّح له بدايـه ماله نهايه ، وعضّت شفايفها تزيد رغبتها بالبكـاء بتكاثر مشاعـر تهمس بضيّاع : مُهنـا !
شُعـر بدموعها العالقه بمحاجرها من رفعت رأسها تزامـن مع همسها ، يعض شفايفه بتحذّير معتاد : دخيّل الله ! أنا بوجهك من هالدّمع !
هزت رأسها بالنفي ، تشعر بشده الحرّ المداهمها ضُد بروده الجو من نطق بنفس الجمله المحفوره بصوتـه يردف بثقه : ستكونين حلالي بعـد أسبوعيّن ، ريداء حَرم مهنا بن ثائـر !
مُررت أناملها على الجمله المحفورة بالأعلى ، تبلع ريّقها وتبلع معاها فوضى داخلها وتخطـر ببالها أحد أغاني أميّمه طالب “خاتم الأحباب“ ومن ناظـرت أبتسامته الوأسعـه وكانه يدّري أن هالهديه بتفجر مشاعرها بكثـره
أندفعت لـ عقلها كلمات الأغنيه المُحببه بالنسبه لها “حبيبي لا حبيب الا حبيبي خاتم الأحباب “وتتيّقـن وتتأكد أنها توصفه هالمـره ما توصف غيّره "أشوفه خامس الأربع جهات وثامن أعجوبه"
ورفعت أيدها الراجفـه لـ جبيّنها والكتاب ما زال بحضنها ، تهمّس برجفـه ثوران مشاعـر : تسطو على قلبي بكثـرة !
ما ينكر ذهوله بـ أعترافها اللي ما تنطقه بسهوله ولكـن سعادته غطت على ذّهوله ، يبتسم بـ وسع ثغـره وقدر أعترافها البسيط يتغلغل بصدره بشكـل كبير ، كبيـر جدًا
وتغنيّ بينهم أميمة ، بصدق الحُب وعبيـر المُحبه تغني بينهم ببيت توصـف فيه شُده حُبه لـ أسمه من منطوقها وشُده حبها لـ أسمه لذاته ولتكويـن حروفه
“ويمر اسمه سحابه في جفاف الروح مسكوبـه"
ومابين ثورات الحُب والمحبين بينهم ، ضمّت كتابها لـ صدرها تاخذ شنطتها والكيس والكـوب معاها ومستحيّل تنسى شي كـان منه تهمس بخجل قبـل لا تخرج : شكـرًا لوجودك بحياتي !
ومابين دقات قلبه المُحبه الغـارق بخجلها غنت أميّمة عن ليالي الحُب ولذّات الهوى وحكايات الغرام ، غنتّ عن مهد قلب العشـاق ومهيّت فوائد المُحبين ، وغنت عن لقاء الأحبّه ونهايات الفراق وبعـد المسافات ، وغنا مع أميمة صدى صوت العشـاق بـ أعلى درجات الحب وأكثرها اكتمالاً “الهيّام“ وفكرة أن الحب يتعمق إلى كافة أجزاء الجسم ويتملك من الشخـص عاشّو هالفكره المُحبين بـ العشق و هو “الحب الصـادق" ولان الحُب الشديد ما توصفـه كلمه فقط لا بـل هو المحبة ، الهوى ، الصبوة ، الصبابة ، الشغف ، الوجد ، الكَلَف ، العشق ، الجَوى ، الشوق ، الشجن ، الحنين ، اللوعة ، الخُلة ، الغرام ، الهيام ، الوله ، ولّه شوق الأحضـان والقرب المُهلك
وختّمت أعذب ليله الحُب بـ صوت اميمة وأعذّب أغانيها بالوجود ترددّها بصوتها العذّب بهيّام خلفها بتكرار
“أحبه كثر ما مر السما دعوة من المحراب
واحبه كثر ما طالت على المتردد دروبه“
وتعيّش صدق الكلمـات بكل معانيّها ، وتحُبه حُب تشهد عليه كل المملكـه وتشّهد عليه لياليها الظلّما من بعد ما صارت نـور مطّل على بساتين الورد وتفتحت دأخلها حدائق خضـراء تشّع من جمالها ، وتكرّر الاغنيه مره ومرتيّن وثلاثه من صُدق شعورها بثورات الحب اللي تعيشه
“واحبه كثر ما كان العدو واحد من الأقراب
واحبه كثر ما يقسى على المحبوب محبوبه“
ويشّهـد هو أنه منذ أن رائها رفع مرساته وأبحر إلى شواطئها، فإما أن يكون معها أو يموت غرقًا على ضفافها ، منذّ أن رائها سلم لها كل رايات الهزيمه وأعلن مقتله قبل بدايه حربه ، سّلم لها قلبه ، كتبه ، خواتمه ، حُبه ، وأعذّب أعترافاته ، وغناء مع أميّمة بذاتـه يوصّف عطايا دنيته وامنياته بوجـودها حوّله وقرب المسافات وكسّر البعد وسعادة دنيّته وفرح قلبه بوجودها ، يتاكـد أنه مشى إليها عبر أغنيه ، لم يكون بينهم طرقات او شوارع ، ويحبّها ، يحبّها وكإنها الصوابُ الوحيِد الذي فعله بين عثراتـه .