البارت الثامن

191 17 4
                                    

~بِيت ثائر~
جلس بكرسيّه بـ أستغراب ، يسّمع أصرار أجواد لأجل تاكل بنتها ينطق بهدوء:إذا ما ودّها لا تاكل لا تضغطين عليها !
هزت رأسها أجواد بالنفي:مافطرت وتركتها بكيّفها ولا ودّها تتغداء ؟ اعيشها على الاكسجين بس !
ميّل شفايفه مؤيد ينطق:تعالي يا خالي تعالي !
هزت رأسها بالنفي تشّعر بضيق صدرها وبتعب ينهشّ كل عظامها ، مافيها حيّل لـ الكلام ولا تبي تاكل ، وهمسّت:ماما بنام
تنهد ثائر بتعب يناظر أجواد المصره عليها ، ومن هزت رأسها بالنفي بغضّب:تاكليّن أول وبعده تنامين
بكت بتعّب يعتلي صوت بكائها لأن صوت أمها الغاضّب زاد وجعها بـ زياده تصرخ بطفوله:مابي أكل مابي !
وقّفت تترك كرسيها وسرعان ما وقّفوا كلهم معاها من أستفرغت دُم ووقّفت خطواتها بفزع تناظر الدم اللي خرج من فمها بعدم أدارك
عضّ شفته مهنا ينزل لـ مستواها:أنتِ بخير يا خالي ؟
بكت تتمسّك فيه بفزع ، تناظر الدم الكثير المتناثر على الأرض وهي تشّعر بتلوي باحشائها من الألم ، تُعب أفقدها وعيّها بحضن مهنـا من شدته ، تبكي أجواد بعدم قدره على التحمّل ، تشوف تعب وأرهاق بنتها قدام عينها ، وهي ما نسّت بكائها ليله أمس بكائها من شده وجعها اللي صحاها من نومها ، ينطق مهنا:باخذها لغرفتها واتصلوا بدكتورها يجيّها بسرعه !
بلع ريقه مؤيد يتصل على الدكتور بـ أيدين راجفه ، كلهم متواجدين بالبيت ولا أحد طلع لدوامه من بعد ما عاشوا رعُب بكائها المفاجئ ليله أمس
رفعت رأسها أجواد من دُخل مصعب وأضح عليه الفزع ينطق:بنتي ، أجواد !
صدّت بدون رد لأن صار لها يوميّن عند أهلها ولا سأل عليّها هي وعيالهم ، تدّري أنها مو أول مره ولكن الوضع أختلف عن السابقّ ، هي ما تقدر على تُعب بنتها لحالها ولا تقدر تشيّل كل المسؤوليه لوحدها
تنهدت بتعب من نطقت جدتها:زوجك يابنت !
ميّلت شفايفها بتعب تناظر آسر الجالس بهدوء غريب ، توقّف وتوقفه معها بهدوء:تعال آسر !
خرج يتعبها لـ الحديقه ، يناظر أبوّه وجده يتحاكون مع الدكتور سوا ، ينطق من جلس بجانبها بهدوء:آسو فيها سرطان ؟
لأنت ملامحها تشّد على كفها من تجمعت الدموع بمحاجر عيون ولدها لـ أول مره تشوف دموعه تنزل عشان أخته يهمس بنبره باكيه:أمي آسو بتموت ؟
هزت رأسها بالنفي تمنع دموعها وهي تحضنه:بتصير بخيّر يأمي بتصير بخيّر !
هز راسه يمسّح دموعه ودموع أمه بكفه:بتصير بخيّر ؟
هزت رأسها بالايجاب وأبتسّمت بخفوت تحاوط بطنها وهي تمشّي بتعب ، تناظر مصعب اللي تقدم منها ينطق:بنرجع بيتنا أجهزي !
أبتسّمت بسخريه تدخل البيت بدون رد ، تناظر الكل مجتمعيّن ورأس بنتها بحضن أمها تمسّح على شعرها:أميّ !
أبتسّمت بهجه بخفوت تطمنها:بخيّر يأمي بخيّر !
هزت رأسها تمسّح دموعها بتعب ومن حاولت تنحني لـ مستواها حاوطت بطنها بألم من نغزّ ظهرها وثقلها ، يسندها مؤيد بسرعه:أجواد لا تجلسّين وأنتِ تعبانه !
بُكت بعدم قدره يضّمها لـ حضنه وهي تعبانه من كل شي حولّها ، كل شي فوق طاقتها وقدرتها على التحمّل ، ثقلها بحملها وثّقل مرض بنتها على عاتقّها ، اهلها وزوجها وبنتها المريضه وولدها وطفّلها اللي بالطريّق كلها تزيد من تعبها وتقتّل حيويّتها للحياة ، تنعدم فرحتها وضحكتها ويزيّد قهرها وحزنها ، تنقصّ قُدره تحملها ، وكانها قُنبله يتناقصّ العداد لتبقى أرقام قليله تُعلن عن أنفجارها بأي لحظه ، بدون سابق أنذار وبدون تحذيّر ولا أهتمام !

ساصنع بيدي فخار حبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن