ناظرها مهنـا ينطق : تثقيّن بكلام مومي ؟ ما عليك منه هرجه نايم
وافقّه سراج ينطق : وبعدين حنا جيّنا من هناك البعيد وجبنا معنا هدايا وسيارات وشوكولاته للأميره اللابسه تاج !
لُمعت عيونها تمـد أيدها لـ سراج : شيلني ، سـراج !
ولأنها صُرخت بأسمه بعلوا بلع ريقـه من التفتت عليّه عيون الرجال يغمض عيونه بتعب : فضحتينا !
فتح عيونه على صوت أبوّه القلق : سراج يلا بنرجـع البيت !
هز رأسه لأنه بالأساس مافيه حيّل يوقف وما يدري كيف أنه صامـد لهالحد ، يسّلم على عمه ثائر بعجله ، ينطـق ثائر : ننتظرك بكره على القهوه أنت واللي معاك !
ضحك يهزّ رأسه لأنه يقصد -مهنـا- باللي معاك ، والأكيد أن رجعتهم ما بتمر مُرور الكرام على أبائهم وكالعاده يجمعونهم على قهوه تحقيّقيه عن حياتهم وكل شي يخصهم
أبتسّم سراج يقبّل رأسه باحترام ، ينطـق أواب بتساؤل : الحمدلله على السلامه ومُبرك الفوز الله يحفظك بس مو كانـك رجعت قبل موعد رجوعك ؟
هز رأسه بـ إيه يصافح رضوان : أضطرينا نرجّع ، معوض السباق بغيره بأذن الله !
ضحك رضوان يضرب كتفـه بخفوت : معوض يالنسّيب معوض ، بس ما أشوفك تعرض للأمانه حنا ما نعطي بناتنا رجال ما يعرضّون يا سراج !~نرّجع لـ قسم الحريم~
هزت رأسها بالنفي لأنها تلاحظ العيّون عليهم ، ولأنها تغرّق بخجلها وبيزيـد خجلها إذا رقصت وهمسـت : لا كنسّلها ما فيني !
هز رأسه يشد على رُجفه أيدها بهمـس : تصير بيننـا تمام ؟
هزت رأسها توقّف معـه ومع أمه اللي نطقت : الله يسعدكم يا عيالي
ونطقت بهجه بشّد : أشجان أمانه بسّام وبسّام أمانه أشجان مالكم الا بعض لا تضيّمون بعض !
أبتسم يقرب يقبّـل رأسها بخفه : أشجان بعيوني وما تضيّم وهي على يميني ، أرتاحي !
لفت بنت أحلام على تسنيـم بتساؤل : بينزلون في فندق ؟
هزت رأسها بالأيجاب فقط ، تميّل شفايفها بسخريه : وراهم ما رقصوا مو تقوليّـن متدربين على رقصه ؟
نطقت غيداء تغيّضها : بسّام ما يبيها ترقص لغيره عاد يسون الرقصه بينهـم بعدين !
ضحكت أم تسنيم الجالسه بجنبّهم : يا زيّنه ولد الخاله يغار عليها يعني ؟ من حقه والله كل هالحلاوة ما شاء الله يحقّ له يحرمنا من شوفتهـا بعد !
شهقّت تسنيم أخت بسام بذهـول من نطقت عمتها أبرار : وش قولكـم يا بنات بتمليّ عين بسّام ولا بيتزوج عليـ
قاطعتها غيداء بحده : عمه تو ما قالوا بسـم الله وقدك تفكرين إذا بيتزوج عليها !!
وأردفت تسنيم فوق حكيّها : وأشجان كامله والكامل الله وأخوي يحبّها ومستحيل يفكر يتزوج عليّها !
وقفّت لأنها تنرفزت ، وطول الزواج وهيّ متنرفزه تلبس عبايتها بـ أستعجال تنطـق : بسّام عينك على شوشو !
عقد حاجبه لأنها تلبس نقابها بـ أستعجال ويسّمع رنين جوالها ينطـق بـ أستغرب : راجعـه البيت ؟ تسنيّم ؟
هزت رأسها بالنفي ترد على جوالها : هلا حبيبي ، طالعـه لحظه !
تردف لـ بسّام : أبوي يبيّني أشيل أغراضي من سيارته لا تشّغل بالك !
هز رأسه يفتح الباب لها ، يناظـر مؤيد الجاي يمشيّ بـ أتجاهم ينطق : أبوي يقول لا يوصي زياده ، لا تسّرع !
هز رأسه تناظـرهم أشجان من خلفّ الشباك يتحاكون مع بعـض ، وأبتسّمت تميل طرف عبايتها البيضاء من رفع كفه مؤيد ياشّر لها من الخارج بمعنـى "مع السلامـه" ويّحرك شفايفه بضحكه بقوله "يمكـن ما نشتاق لك" ميّلت شفايفها تبتسم فقط من ركب بجنبّها بعـد ما ترك بشته بالخلف يزّفر وكأنه يعلن مستراحـه وراحته بعد تعب شاق يهمّس : تزوجنا ؟
أبتسمت بخجل طفيّف من مُـد أيده يحاوط أيدها : تزوجنا !
ناظر الطريق ما يصدق أن رغباتـه تحقّقت ، وعوده ، أمنياته ، وسعيّه ، كلها مُجرد كلمات ما تُسع أنها توصف فرحتـه ولا سعادة قُلبه بقربها ، بوجودها ، بملّمس يدينهـا ، وكيّف يستوعب عقله أنها راجعـه معه ، راجعه معه يعيّشون تحتّ سقف واحد بدون حواجزّ ولا خوف
وأخذ نفـس من أعمّاقه يجلس على الكنبـه ، باللحظه اللي شّعت ملامحها وهي تشيّل عبايتها تحاول تبعـد جزء من خجّلها ، ينطـق : في شي ناقص نستكمّله ؟
ولأنه ترك بشته على الكنبّه بجنب عبايتها البيضاء ، يُمد أيده لها بعد ما حط أسطوانه الفونغرافيّة على أغنيّه عريقـه ذأت الحان راقيّه مثيله للرقص يهمّس : تسمّحين لي برقصه مولاتي ؟
توسّعت أبتسامتها رغم تورّد ملامحها ، وخجلها المُفرط تهمس بعذوبـه : أتستاذّوني ؟ أسمح لك بالطبّـع !
ضحك لأنها نطقّتها بكـل عذوبه وبطريقه يألفها ويّودها كثيرًا و"أتساذّوني" كفيله بنحـره بحُبها وعذوبتها
تميّل عليه بفستانها ورقتها وهمسّاتها الناعمـه ، من مد أيده لـ خصرها يجذّبها كلها له وأيديها تستقر على كتفـه يهمّس : قلبي عليك أرقُ مما تحسبيّـن !
إبتسّمت بخفه تسند رأسها على كتفـه ، بين لحُن ولحُن تفيّض مشاعـرها ، وبيّن حركه وحركـه تثور ثوراتـه ، وما بين قُبله دافئه على كتف عـاري همست كـ لحظه أدراك : حلاوة اليوم تكمّن كلها بأنها أنتهت على كتفك !
أبتسـم بهدوء وليتها تُعـرف أنه حلاوة عمره "هي" وكـل السنين الفائته ما مُرت الا كنسيم ساخن "لأذّع" على أرضه القاحلّه والآن وبهاللحظه تُمر عليه أعُذب النسائم البارده ، من مال بجسّـده لها ياخذّ من عُبق الورد قُبله ، تنثر على صحاريه القاحله الزرع ، تروّي جفاف وعجاف السنين
وسّكنت ملامحها تفيّض مشاعـرها بالكامل ، يسّكن قلبها من نبضاتـه وتتلّون ملامحها بلون الورّد النُدي ، من توجهت أيدها لـ خُده ، تشد ما ترخي همس : بدلي ونتحاكى حكيّ المُحبين !
أبتسمت بخفه لأنه ما يتهّـرب ، الا أنه يتيح لها فرصه أكبـر ومساحه ممتلئه لـ تاخذّ راحتها وكامل حريتهـا
وأخذّت نفس من أعماقها تستشّعـر لذّة الهوى ، نشوة الحُب الأبديه ، طهر بدايات الحياة الجديده ، يمتلي ثغـرها بـ أبتسامه عُذبه تزّين محياها من خجلها ، ترجع بعض خصلات شعـرها خلف أذنها بعد ما مسّحت كل الميكـب وأكتفت بروج زهرّي خفيفه تلتفت على صوت الباب من دخـل لأنه تروش بالحمام الثاني ، تُسكن ملامحه من عذوبتّها بالروب الأحمـر ، بشعـرها المنسدل على ظهرها ترجّع بعض خصلاته خلف أذنها ومن أيدها المتوجهه لـ عُنقها من توترها ويحلف هو أنها بتغرق يخجلّها ، تشّعر بتصفق ركبها وتسمّر رجلينها عند كرسي التسريحه ينطـق : حبيبتي !
وما بيّن تفصيل وتفصيـل ، ليله أنقضت بين أحضان الغرام ، حكيّ المحبين ، وصدق الحُب العذب ، ما بيّن طرحه عروس أنرمت بجنب عمامه "عمانيّه" وما بين أختلاط عطر بـ عطـر ، أيد بـ أيد ، وثغر بـ ثغـر ، تهيّج كل المشاعر وما تلاقي مستراحها بعد شقى العمـر الا عند لحظّه ! لحظّه تكمن فيها صدق الوعـود ، صدق المُحبه ، تختّم بـ أبتسامات ، ولأن الحُب أن لا تستطيع التفريق بين روحك و روّح حبيبك تضادت الأرواح مُع بعضها ، تجمّع شمل المُحبين ، تلّم خبأي الزمن الشحوح ، وكل سُرورها يكمـن في أن تراه ، و أن يراها ، وأن يَدنُو مكانه مِن مكانها !