part 1✨

3.2K 36 6
                                    


« المقدمة »

واقفة أمام المرآة تنظر لهيئتها تتسائل بداخلها  " مَن أنتِ؟! ".. " هل هذه حقاً أنا؟ "..

ملامحها شاحبة وعينيها منتفخة حمراء مفتقدة بريقها.. نزلت بنظراتها لملابسها تبدو كالمشردين..

نهرت نفسها بشدة "كيف فعلتُ هذا بنفسى؟"..

قاطعها رنين هاتفها، فتجاهلته.. ثم عاد يرن مرة أخرى، فإلتقطته ترد بلغتها العربية البسيطة ( ألو..إزيك ماما ).

إستمعت لصوت أمها ( ينفع كدا يا سما، كدا تقلقينى عليكى.. بتصل بيكى بقالى يومين مبترديش.. إنتى كويسه يا حبيبتى؟! )

رد عليها بهدوء محاولة إخفاء إرتجاف صوتها ( اه ماما أنا كويسه... متقلقيش كنت مشغولة شويه بخلص باقى الأوراق ).

قالت والدتها بقلق ( صوتك مش مطمنى يا حبيبتى)

إبتسمت قائلة لتُطمئن والدتها ( أنا بخير يا ماما متقلقيش إنتى بس وحشتينى كتير.. أنا خلاص الحمدلله خلصت كل حاجه ومسافرة بعد شويه بإذن الله )

قالت والدتها بفرحة ( أخيراً حبيبتى.. إنتى كمان وحشتينى أوى، بقالى شهرين مستنيه اليوم اللى تقوليلى فيه إنك خلصتى كل حاجه.. كلنا هنا مستنيينك .. وعمك طارق كل شويه يسألنى عليكى )

إبتسمت سما بخفة قائلة ( جايه يا حبيبتى خلاص.. بكرا طيارتى هتوصل 10 صباحاً  )

تنهدت والدتها براحة قائلة( توصلى بالسلامه يا حبيبتى، خدى بالك من نفسك، و ردى عليا كل ما أتصل بيكى عشان متقلقنيش )

مسحت سما دموعها وقالت جاهدة وهى تحافظ على إبتسامتها( حاضر يا ماما.. مش تقلقى عليا يا حبيبتى... مع السلامه)

تركت هاتفها ونظرت لنفسها فى المرآة مره أخرى ثم أخذت نفس عميق وزفرته تردد بداخلها " سأنسى كل ما مضى، أستحق بداية جديدة خالية من الآلآم والندم والضياع، أمى تستحق السعادة وسأكون حريصة دوماً على سعادتها وراحتى"

فهى كانت وحيدة لسنوات كثيرة، تعيش مع والدتها فى كاليفورنيا البلد التى سافرت لها مع أمها وأبيها عندما كان عمرها 4 سنوات..

توفى والدها بعد دخولها الجامعة فى حادث سيارة، ومن بعدها ظلت مع أمها فى كاليفورنيا ولم يعودوا لموطنهم الأصلى مصر، إلى أن تغير الأمر..

تتذكر منذ عدة أشهر عندما رجعت أمها سعيدة من الخارج وهى تخبرها أنها وجدته، وجدت حبيبها الوحيد.. فالقدر جمعهم من جديد صدفة، ويالها من صدفة رائعة لم تكن تتخيلها، فلأول مرة ترى أمها لامعة، عينيها تفيض من السعادة، الزمن ينصفها أخيراً بعد تلك السنين التى عانتها مع رجلٍ لا يعرف معنى الرجولة أو الأبوة..

لا يعرف سوى القسوة والجشع، فوجدت نفسها لا تستطيع أن تقف أمام سعادة والدتها وخصوصاً بعد أن قابلته المدعو طارق حبيب والدتها الأول والأخير..

شعرت بمدى حبه لوالدتها وحزنه على فراقها سنين، وسعادته التى كانت تشع من عينيه بتجميع القدر لهم مره أخرى..

وبعد فترة قصيرة تزوجت أمها ليلى من طارق بعد أن أقاموا حفلة صغيرة كان موجود بها هى وأمها وطارق وإبنه إياد الصغير وخطيبها ماجد..

طارق لديه ثلاثة أولاد أدم وكريم وإياد، حينها لم تقابل أدم وكريم لسفرهم المفاجئ من أجل العمل، ورحلت أمها إلى مصر منذ شهرين وظلت هى فى كاليفورنيا حتى تُنهى إمتحانتها..

وها هى أنهت إمتحانتها وجهزت أوراقها وستسافر لهم لتبدأ حياة جديدة تتمنى أن تجد فيها كل ما يُسعدها..

أفاقت من شرودها ونظرت حولها لتجمع أغراضها وتوضب نفسها...

بعد فترة أنهت كل شىء، ونظرت مرة أخيرة لشكلها فى المرآة ولكن هذه المرة هى راضية عن شكلها...

لمحت شئ يبرق حول إصبعها، وما هى إلا دبلة خطوبتها..

أزالتها ورمتها، ثم أخذت أغراضها وذهبت للمطار..

لنرى ماذا تخبئ لها الحياة🥺😊

...................

(( الشخصيات)):-

سما: 23 سنة، فى عامها الأخير من كلية الطب، جميلة ولديها عينان زرقاء تشبه لون السماء، فهى سما وجميلة كالسماء.

ليلى:  والدة سما، 45سنة، لطيفة وجميلة وطيبة للغاية، تعرضت للكثير من الظلم والعنف ولكنها كانت قوية من أجل إبنتها.

طارق: 50 سنة، مَن يراه يعطيه أصغر من سنه بكثير ، لمحافظته على صحته ومظهره، لديه ثلاثة أبناء.. وهم:

آدم:  الإبن الأكبر 28 سنة، خريج كلية الهندسة، يعمل فى شركة والده ، حاد الطباع وعنيف.

كريم:  الإبن الأوسط 24سنة خريج كلية تجارة، ويعمل مع أخيه فى شركه والده، عكس أخيه تماماً فهو مَرح دائماً

إياد: الإبن الأصغر 8 سنين، هذا الطفل جميل للغاية وهادئ دائماً .

باقى الشخصيات هنعرفهم مع الأحداث.

لا تترك يدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن