هذه المره هو من جذبها لحضنه، وضع رأسها على قلبه وأمسكها بقوه قائلاً بصوت باكى ( مصدقك والله.. إهدى)
رجعت تبكى بقوة مره أخرى وهو يشدد من إحتضانها..
سمعها تقول بصوت خافت مرتجف ( أنا مش عارفه أعمل إيه يا أدم.. فيه حاجات جوايا مش قادرة أتخطاها)
أسند رأسه على رأسها وسألها وهو يخشى الإجابة ( إنتى لسه بتحبيه )
إبتعدت عنه ونظرت له بملامح شاحبه ( هتصدقنى لو قولتلك إنى إكتشفت إنى محبتهوش زى ما كنت فاكرة)
نظر لها بعدم فهم.. وقبل أن يرد عليها سمعها تقول ( عارفه إنك بتسأل نفسك إزاى بقول الكلام دا وأنا عامله فى نفسى كدا دلوقتى.. أنا مش بعيط عشانه، أنا كل اللى واجعنى إنه سابنى بطريقه مستحقهاش، عارف لو كان جاه قالى إنه بيحب واحدة تانيه وعاوز يسبنى، والله ما كنت هقوله حاجه وكنت هبعد عنه، بس هو إختار إنه يكذب.. إختار إنه يطلعنى مريضه وضعيفة، نسى إن هو اللى كان بيطلب منى أحكيله، هو اللى كان كل ما أبعد عنه يفضل يظهر فى حياتى لحد ما أرجع أكلمه تانى.. أنا بعيط عشان ظلمت نفسى كتير وقبلت حاجات كتيرة مستحقهاش، عشان مخسرش الشخص اللى بيطمنى وبيسمعنى.. " مسحت دموعها وقالت وهى تنظر له بتشتت ".. بس تعرف مش هو اللى غلطان، ولا حتى أنا، بابا هو اللى خلانى أروح أدور على حد يقوم بدوره، حد يساندنى فى حياتى ويسمعنى ويطمنى، أنا أوقات كتيره كنت ببقى منهارة ونفسياً مدمرة، كان بيبقى باين على شكلى وكلامى بس.. بس ماما عمرها ما خدت بالها، كنت كل يوم بسأل نفسى إزاى أنا عايشه معاها فى نفس البيت وقدامها طول الوقت ومش ملاحظة حتى إنى متغيره، إزاى حتى مشكتش إنى موجوعه أو فيا حاجه.. كنت كل مرة بديلها عذر كفايه اللى بتشوفه من بابا، وأقعد أسمعها وأخفف عنها، وأنا اللى محتاجه حد يقولى اللى بقولولها، كنت بتمنى إنه يكون عندى أخوات أكيد حياتى كانت هتبقى أحسن، بس برضوا كنت برجع وأقول كفايه واحده بس اللى بتتعذب.. وفى الأخر بعد كل دا يقولى إنى ضعيفة يا أدم)
كان أدم يستمع لها ويشعر أن كل كلمة تخرج منها تخترق قلبه تُدميه، يتمنى إذا كان بيده أن يأخذ كل ما يوجعها بدلاً عنها..
نظر لعينيها الجميلة المنتفخة أثر البكاء، ثم مد يديه ومسح دموعها وأحاط وجهها بكفيه جاعلها تنظر لعينيه قائلاً بهدوء ( اللى شوفتها طول الفترة اللى فاتت دى مش ضعيفة، اللى ساعدت طفل بيعانى وكتير قبلها حاولوا يساعدوه ومعرفوش فإستسلموا وهى فضلت وراه لحد ما بدأ يخف مش ضعيفة، اللى شالت مسؤولية بيت لوحدها بإتنين رجالة وطفل مش ضعيفة، متخليش أى حد مهما كان هو مين يوهمك بكدا.. بعد كل اللى حكيتيه دا يثبت إنك مش ضعيفة، إنتى موجوعه من أب ظالم إتجوز ست مبتحبوش وهو عارف ومكمل وبينتقم منها ومن بنته اللى ملهاش ذنب عشان ضعيف، ومن أم هى اللى ضعيفه عشان إستسلمت ليه ولوجعها وخلت بنتها الصغيرة تشيل مسؤوليتها وتبقى هى اللى أمها، ومن واحد أنانى هو اللى ضعيف مش قد كلامه إنه يحميكى ويحافظ على وعده ليكى وجرى ورا مصلحته.. هما اللى ضعاف مش إنتى، سما إنتى حافظتى على نفسك وشيلتى مسؤولية أمك وإنتى صغيرة وإشتغلتى عشانها، وكل دا بجانب دراستك اللى إنتى شاطرة فيها ولو ركزتى هتلاقى نفسك قدرتى تتخطى وتنجحى فى حاجات كتيرة أوى، إنتى أقوى بنت شوفتها فى حياتى، ومتأكد إنك فى يوم من الأيام هتبقى أشطر دكتورة فى الدنيا وربنا هيعوضك كتير أوى)
كانت سما تستمع لكلماته التى تُسَكن وجعها وتنظر له بحنو، تحاول أن تجد كلام تقوله له لم تجد ما يعبر عن ما تريد قوله، فهو لخص كل ما بداخلها..
وضعت يديها على يده الممسكة بوجهها وهى تقول ( أنا مش عارفه أقولك إيه يا أدم، ومش عارفه أشكرك إزاى على إنك سمعتنى وعلى..)
لم تُكمل كلامها عندما قاطعها واضعاً يده على شفتيها قائلاً ( متكمليش.. مش عاوزك تشكرينى، عاوزك تبقى كويسه ومتفكريش فى أى حاجه تزعلك وأى حد ميستحقكيش تنسيه.. " تنهد بهدوء قائلاً عكس ما يشعر به " إنتى أختى وأنا معاكى دايماً ومش هسيبك أبداً.. مش عاوز أشوف دموعك تانى يا سما، إتفقنا)
إبتسمت له وهى تهز رأسها بنعم، فبادلها إبتسامتها وهو ينظر لها بتمعن.. إلى أن قاطع الهدوء حولهم صوتاً ( ولا يا أدم.. بتعمل إيه )
إلتفتوا لمصدر الصوت، فتوسعت عينى أدم قائلاً بصدمة ( عمتى!!)
أنت تقرأ
لا تترك يدى
Fiksi Umumهو عاهد نفسه على الإبتعاد عن صنف النساء بسبب ما فعلته أمه.. لكن خان عهده ووقع فى حب من المفترض أن تكون أخته. هى جميلة ورقيقة عاشت حياة صعبة للغاية، تتزوج أمها من حبها الوحيد بعد سنوات عديدة من الفراق لتنتقل للعيش معهم ومع أولاد زوج والدتها. لنرى م...