part 16✨

658 12 0
                                    

ضغطت على فكها من كثرة الغضب، وإنحت لتأخد حقيبتها ومرت من جانبه ضاربه كتفها بكتفه..

مشت عدة خطوات ولكن أوقفها صوت أدم (إستنى.. عاملك مفاجأة)

إستدارت له ببطئ وعينيها تنظر له بشرار قائلة بسخرية ( كبرت وبقيت تعرف تعمل مفاجأت)

إبتسم لها أدم قائلاً بمكر ( هى مش منى أنا دا.. بابا)

نظرت له بلامبالاة.. فأكمل ( مش بابا قابل طنط ليلى )

لاحظ أدم تحول ملامحها فى ثانيه عند سماعها هذا الإسم ونظراتها النارية تجاهه، فرفع حاجبه الأيمن بنصر يُحيى نفسه على كسر هالة الكبرياء والسخرية التى تحيط بها.. وأكمل وهو يقترب ببطئ من سما التى تنظر له بدهشه قائلاً وهو يوجه نظراته للمزعومه أمه ( قابلها و.. إتجوزها " ثم أشار بيده تجاه سما ".. ودى سما بنتها)

ثم عبس بملامحه عن قصد قائلاً وهو يحرك يده على جبهته ( اااه نسيت أهم حاجه.. هما دلوقتى مسافرين.. بيقضوا شهر العسل)

ضغط بأسنانه على شفته السفلية وهو ينظر لها بعبث، يعلم من نظراتها أن بداخلها يغلى، يشعر بالسعادة برؤيتها واقفه أمامه بهذا الشكل، فهو أبداً لن يستطيع نسيان ما فعلته.

شعرت بنار تحرق جسدها وكأن بداخلها بركان سينفجر فى أى لحظه، لا تصدق أنه إستطاع أن يجدها، كيف بعد كل هذه السنوات؟!، نظرت تجاه سما تحاول أن تتأكد من صدقه، وفعلاً هذه الفتاه الواقفه أمامها تشبه ليلى ماعدا عينيها، فهى لم ترى ليلى فى الحقيقة لكن رأت الكثير من الصور التى تجمعها بطارق..

ألقت نظره عليهم جميعاً ومشت بدون أن تصدر كلمة تتوعد لهم.
...........................

نظرت سما لأدم بعد خروج أمه وجدته يتنفس بحده وهو يضغط على أسنانه ويقبض على كفه وعينيه مرتكزه على الباب الذى خرجت منه، فإقتربت منه ومسكت يده التى يقبض عليها..

عندما شعر بلمسة يدها إرتخت ملامحه ونظر ليدها الممسكة بيده ثم نظر لعينيها وأحس بنبضات قلبه تعلى، ظل ينظر لعينيها القلقة كل هذا تحت نظرات كريم والعمه نعمه..

إبتلعت سما ريقها قائلة بخفوت ( إنت كويس؟) 

لم يعرف ماذا يقول لها فهو الآن فى أسوأ حالاته كلما يحاول أن يعتاد على ما مر به يحدث شئ يجعله يسترجع كل ما كبته وأخفاه بداخله..

تنهد وهو يشعر أن كل تنهيده فى قلبه تحتاج لرئه ثالثة.. فأومأ لها نعم برأسه وإبتسم لها وهو يشدد على يدها، ثم إبتعد عنها سريعاً متجهاً لسيارته.

ظل كريم ينادى عليه، لكنه لم يرد..

فقالت العمه نعمه بحزن وهى تمسك كريم من كتفه ( روح ورا أخوك يا كريم متسيبهوش)

ربتت كريم على يدها قائلاً ( حاضر)

وذهب وراء أخيه..

شعرت سما بعدم إتزان العمه نعمه، فجرت عليها ( عمتى)

سندتها سما للكرسى وأجلستها قائلة ( تعالى إقعدى، حاسه بإيه؟)

بكت نعمه قائلة بقهر ( منها لله، ربنا ينتقم منها زى ما هى مبوظه حياتهم.. أعوذ بالله منها ومن شرها)

لم تعرف سما ماذا تفعل فقالت لها ( إهدى عشان ضغطك بالله عليكى هما هيكونوا كويسين بإذن الله)

هزت نعمه رأسها ب لا وهى تقول ( طول ما العقربة دى فى حياتهم عمرهم ما هيرتاحوا)

ظلت سما تهديها ثم أدخلتها وصعدت معها لغرفتها وطلبت منها أن تنام قليلاً بعد أن أعطتها أدويتها..

نزلت سريعاً لإياد تطمئن عليه، فتحت الباب وجدته جالس يشاهد التليفزيون كما تركته، حاولت أن ترسم إبتسامة على شفتيها وحمدت ربها أنه سمع الكلام وظل بالداخل ولم يراها..

عندما رأها إياد جرى عليها يشدها من يدها قائلاً ( سما تعالى إتفرجى معايا إتأخرتى كدا ليه؟)

وضعت يديها على خديه قائلة بحنان ( معلش يا حبيبى مش هتأخر تانى.. تعالا يلا نتفرج)

جلست بجانبه وأخذته فى حضنها تقبل رأسه وتشاهد معه المسلسل..

أصبحت متعلقه به كثيراً تشكر ربها على وجوده، فجلوسها معه يُنسيها كل ما مرت به، فهو يسحبها لعالمه الجميل وتشاركه كل ما حُرمت منه فى طفولتها.

ثم بعد فترة طويلة من المشاهدة، دخلت لتُحضر الطعام وأخذت إياد معها ليساعدها ولكن ليس مساعدتها فى الطبخ بل لتشتيت عقلها عن التفكير فى أدم..

شكله قبل أن يخرج من البيت لم يختفى من أمامها، إتصلت به كثيراً تليفونه مغلق وكريم أيضاً..
.................................

تأخر الوقت كثيراً فقامت بإطعام إياد ثم أخذته لغرفته حتى ينام..

سمعت صوت بالأسفل فنزلت سريعاً تبتسم أنهم أتوا أخيراً..

عندما وصلت للأسفل وجدت كريم أمامها فنظرت حولها تبحث عنه لم تجده، فتوجهت لكريم قائلة بدهشه ( أدم فين؟.. مجتوش مع بعض ليه؟..متعرفش هو فين؟)

لا تترك يدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن