روسيا -موسكو-الكنيسة الروسية الأرثوذكسية البطريركية
السادس من مارس بتاريخ الخطيئة
" الكنيسة لا تحمل الصالحين فقط... فقبل كل شيء هي ملجئ الآثمين..."
الساعة 11:30صباحا..
بعدما تلازم الخطيئة ثوب المؤمن...في مكان حيث تجتمع الخطيئة و التوبة... و حين يصبح لا فرق بين الملائكة و الشياطين... بدأت القصة...
حدث أن قال احدهم : ليس كل سواد يولد من الإثم و ليس كل بياض خلق من الإيمان... و ليس كل جناح يدل على الملائكة فبعض الشياطين تحمل خلفها اجنحة...
جلس بين مقاعد المؤمنين... لكنه لم يكن منهم... كان آثما مثل بعضهم إلا أن الفرق بينهم و بينه انهم ارادوا الثوبة... أما هو فجاء ليزداد إثما...
لم ينتظر كثيرا ليرى أن التراتيل التي تعالت قبلا قد كسرها غطاء الصمت... اما عن حيطان الكنيسة التي جمعت عددا هائلا من الناس قبل دقائق الآن خاوية من غير روح...
لم يعد هناك غير اعين تتبادل حوارات لم تُجدها الألسنة...و لم تتفوه بها الشفاه لثقلها...
اعين خاوية لا تُري غير الظلام مقابل اعين متسائلة...
وقف معتدلا بطوله الشاهق... و بنيته الرياضية قد حددتها معالم بذلته السوداء... يعيد شعره الأشقر المثبت بلون الشمس الى الخلف و اعينه العسلية لا تزال معلقة على وجه الراهب المتسمر في آخر القاعة... يقترب مقلصا المسافة بينهما...سارت رعشة في جسد الراهب و هو ينظر للمسافة التي اخذت في التآكل... لا يعلم لما لكن اعينه برغم اشراق لونها ألا أنها كانت اشد سوادا من الظلام... خوف تسلل لعظامه يجعله يرتجف برغم الجو الدافئ...
ازدرى ريقه مبللا حنجرته التي جفت من فرط التوتر... و هالة الظلام التي احاطت ذاك الغريب اخذت في الاقتراب لتجعله اكثر ترددا في النظر جهته إلا أنه اكمل تحديقاته المرتابة منتظرا نهاية المسار...
الخطوات المقتربة تتردد في مسامعه كأنها طبول توحي بإقتراب الخطر و كل دعسة كانت تدعس على قلبه الواجف... و مع آخر خطوة تفصل بينهما ابتسم الراهب بتوتر... يوضح في ملامحه و تبعثر الكلمات في شفاهه و ربتت النظرات في عينيه... و بصوت يكاد ينتحر سأله:
"هل جئت للدعاء من الرب ام انك طالب للمغفرة"
ابتسم ببرود، ابتسامة لا تكاد تصل إلى مناكب عينيه ليباغته بسؤال آخر...
" هل الرب يستجيب للجميع"
ابتسم الراهب بسرور رادا على سؤاله على الرغم محاولات دس الهدوء في كلماته...
أنت تقرأ
between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)
Short Storyرفع الستار و قد بدأت رحلتنا : و كما يخط الفنان فنه فوق مسرحه... تخط الخطيئة خطواتها داخل مسرح البشر... أين القلوب تغير إيقاعها في كل حين و القدر يصفق... لكن ماذا عن راقصة ترقص بين عالمين إثنان... حملت من الفن و الخطيئة ما جعل جمع الاضداد ممكنا... و...