الصفحة الثانية : قطعة من النجوم

187 33 54
                                    

إيطاليا -روما-

السادس من مارس بتاريخ الجمال

"تلمع النجوم في أحلك الليالي ظلمة..."

الساعة : 19:00 مساءا...
بين الألم و الرغبة...

روما مدينة الفن و الحب... مدينة رفعت فيها الحروب عشقا و أخمدت فيها أرواح العاشقين... كتبت على بواباتها لعنة أزلية أن كل الطرق إليها لكن لا طريق خارجها... و بذلك عرفت روما بفصول ناقصة أكملها شعبها في الرابع عشر من فبراير ليوم كتب بدماء فالنتتاين من جهة و من جهة أخرى بفنها الذي إرتوى بمسارح تضج بقصص رفعت خاتمتها...

فنعم روما مدينة قاتلة العشق... و بقعة الفن السودوي... ستقع في حبها دون أن تدرك ذلك...

كتلك التي تخط خطواتها داخل مقطع موسيقي من أوركسترا الألم و كلما زادت وتيرة تراقص النوتات تراقصت خطواتها تتابعا لها كما لو انهما جسد واحد...

وجدت حريتها في حفنة من دعسات عشوائية لبيانو كانت انغامه تحوم برقة على أنحاء الغرفة مقبلة مسامعها تغمرها نشوة لإكمال لوحتها التي بدأتها...

تفاقمت الخطوات المتتالية تنقش على أرضية المكان المظلم... أين لا تكسوه إلا إضاءة آسنة تكاد تغفو من فرط تعبها من إتباع ذاك الجسد الممشوق كقلم حبر يخط رسالة من الوداع...

إرتفع جسدها عن الأرض بفضل ذراعان تصلبت لمجرد إمساك وسطها بأنامله... لقد كان حقيقيا... هذا الكيان الذي بين يديه حقيقي... لن يكذب فمن رآها لن تعود عيناه لطبيعتها... سيصبح بصره باهتا في غيابها... يضرب الواقع و الخيال في بعض...

بعيدا عن قشرتها البراقة الجميلة... كانت كالشرنقة في أنظار الجميع... تخفي داخلها شيئا يثير فضولهم لإكتشافه... بهدوءها الآسر الذي يختفي أحيانا و يظهر أحيانا أخرى... و رغم رسم الخطوط مع من لا يستهوي مزاجها... و تعاملها المحدود مع معارفها كانت هالتها المغرية أقوى من أن تخبو بمجرد تصرفات...

نزلت أعينها ببطء محدقتا إلى زوج حبات البن التي تنظر إليها كما لو كانت السكر الذي يتدفق داخل مرارة أيامه... حينها تلقائيا أبعدت نظرها عنه متنهدة لتنبس بهدوء...

"أندرو أنزلني..."

صوتها الهادئ كان أجمل من مجرد خربشة من الأوتاد الموسيقية او حتى دعسات عشوائية لمفاتيح بيانو التي تحوم في أذنيه... و تبعا لرغبتها أنزلها بخفة بحيث تقابله ليشاهد تعابيرها المنزعجة...

"ما الذي حدث..."

ألقت بتساؤله خلف ظهرها متوجهة إلى هاتفها تطفئ الموسيقى ثم حقيبتها تخرج قارورة من الماء التي ترشفت منها بضع رشفات تنجد حلقها من جفافه... قبل أن تعيد إنتباهها لخطوات الأسمر المقتربة يأكل المسافة التي تبعدهما... متساءلا رفقة تقدمه...

between angels and demons (بين الملائكة و الشياطين)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن